صدى عدن / المحرر السياسي ل صدى عدن : المحرر السياسي : 11 فبراير يوم الشهداء ...من يتذكر ؟ 11 فبراير يوم الشهداء الذين سقطوا في حرب تحرير الجنوب ، الصفوه المنسيين الذين لم يبخلو بأرواحهم بغية ان يصبح الجنوب دولة حرة مستقله ، شهداء بسطاء وفقراء في الأرياف والمدن جمعهم هدف التحرير من ربق الاستعمار فشدّوا خطاهم نحو الردى غير آبهين ما سوف تحمله الأيام لأسرهم وأهلهم . لا نعلم كيف يتذكر الان الناس والمجتمع في الجنوب أولئك الشهداء في يومهم هذا بعد ان ضاقت بهم الحياة جراء المعضلات وعدم الاستقرار الذي ساد منذ عقود ، وما رافقهم من احباطات كبيره في حياتهم ، لكن وأي كان الامر والواقع الان ، الا ان الشعوب ، على اي حال ، في الأرض قاطبه ، بغض النظر عن اختلاف أحوالها ، تخلد شهداءها وأيامها الوطنيه وامجادها بصورة لائقة ومستمرة مهما كانت الحالة السياسيه على اعتبار ان مراحل التحرير من الاستعمار بأشكاله لا تختلف من بلد لآخر فكل شعوب الأرض بما فيها دول كبيره قدمت شهداء قربانا لانعتاقها من الاستعمار . والاستعمار هو الاستعمار ولا توجد أشكال جميله وأخرى بشعه له بل هو مثلما تحمل الكلمه دلالتها مغتصب ارض وأوطان وأمر التحرر منه واجب وطني وديني وأخلاقي ، وهكذا اقتنع الثائرون بضرورة التحرير او الموت دونه فمات الشهداء تاركين أسماءهم محفوره في قلوب الشرفاء . ان الأهوال التي مرت على الجنوب جعلت كثير من الناس غير آبهين بمفردات الشهداء او مناضلي حرب التحرير ، بل ان البعض يذهب الى ما هو ابعد من ذلك ، لكن الحقيقه الخالده ستصمد امام تقلبات الزمن والاحوال ، والحقيقه الخالده هي ان الشهداء ابرار واحياء عند ربهم يرزقون لانهم ماتوا على هدف غال ونبيل ، هدف تحرير امّة من كيان غاصب. ان الوضع في الجنوب اليوم يذكر بان الاستعمار هو الاستعمار أكان داخليا أم خارجيا أبيضا أم اسمرا فهو حالة هيمنه ونهب ومقاومته لا مناص منها ، ولقد كُتِب على شعب الجنوب ان تطول قوافل شهدائه وتتعدد مراحل النداء للتحرير بل وتتعدد أشكال الشهادة والتضحيه وهذا قدرٌ اثبت الجنوبيون حياله انهم اكثر شعوب الأرض تواقون للحريه ويقدمون في سبيلها كل شيء . لعل 11 فبراير يستنهض الشرفاء في كل جغرافيا الجنوب لان يتماسكوا ويتوحدوا لتحقيق غايتهم المنشودة في استعادة دولتهم وان لا يلتفتوا الى اي صوت يهدف لإثارة الفرقة والفتن وزرع الأحقاد ، فالجنوب اليوم يسعى بكل قواه للتحرر والحياة المدنية الآمنه وبناء دولته الديمقراطيه التي تسودها العداله وحقوق الإنسان وكل القيم الحضاريه ، دون ان يُترك هناك مكان للماضي أوالفُرقه . 11 فبراير ذكرى يقف الشهداء أمامنا ليسائلونا ماذا صنعت أيدينا وكيف صار الجنوب بعد عقود من الاستقلال ، فماذا نحن قائلون لهم غير انّا نجد انفسنا على خطاهم مرة أخرى لاستعادة الحقوق المنهوبه وانّا قد تعلمنا من الدروس ما يكفي ان نعيش أخوة ، أحرارا على أرضنا . النصر للجنوب والخلود للشهداء .