دب أبيض يحمل قلباً أحمر كتب عليه كلمة "أحبك"، تلك هي الهدية التي اختارتها أمل لزوجها يوسف بمناسبة عيد الحب. أمل شأنها شأن شريحة كبيرة من العشاق، لاسيما الشباب والمراهقين، الذين اختاروا هذه المناسبة للتعبير عما يجول بخواطرهم وأحاسيسهم لشركاء حياتهم وأصدقائهم. ويوم الحب أو كما يطلق عليه "فالنتاين"، بدأ يلقى تجاوباً كبيراً في صفوف الكثيرين رغم استهجان بعضهم للاحتفال به، واعتباره ظاهرة دخيلة هدفها الأساسي تجاري لخلق أسباب ودوافع لشراء الهدايا. أبوظبي (الاتحاد) - الرابع عشر من فبراير هو اليوم الذي تكتسي فيه محال الهدايا اللون الأحمر، ليخطف الأنظار ويسحر العيون ويثير في قلوب العشاق العواطف الجياشة التي تحتاج لمن يعبر عنها بدفء ورومانسية، هذا اليوم الذي بات تقليداً سنوياً مميزاً، ينتظره العشاق لكي يعبر كل منهم عن حبه للطرف الآخر. ولعل أكثر الهدايا خصوصية في هذه المناسبة، هي الوردة الحمراء والدب الأبيض حامل القلب الذي خُط عليه "أحبك". وهكذا مهما اختلفت هدايا "فالنتاين" في أشكالها وأحجامها، فإنها اتفقت في لونها الأحمر الغامق، الذي طبع كل واجهات المحال التجارية ليزيدها جاذبية. وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر بين مؤيد ومعارض لهذه المناسبة، فإنه مما لا شك فيه، أن محال الزهور وبيع الهدايا بشتى أنواعها مستفيدة، فأغلبها اتشح اللون الأحمر والقلوب والورود لاستقبال الزبائن، خاصة الإناث لشراء هدايا الحب. استعداد مسبق قبل المناسبة بأيام عدة، كان يعمل على قدم وساق، فمحله المختص ببيع الورود تلونت واجهته باللون الأحمر، أما باقاته فتحولت جميعها إلى اللون الأحمر بعد أن كان المحل حديقة غناء ولوحة فنية تفوح منها روائح زكية لمختلف أنواع الزهور والورود، ولكن من أجل الاحتفال بيوم الحب كان الوضع مختلفاً، وعبد الرؤوف سيد الذي لم يخف فرحته بهذه المناسبة، يقول "عيد الحب مهم بالنسبة لمحال الزهور، وهو موسم الربح، فقبل المناسبة بيومين تزداد طلبيات باقات الزهور التي تتلون بالأحمر وتتنوع التشكيلات التي نعدها لهذا اليوم من تصاميم وباقات بأحجام وأشكال مختلفة"، مضيفاً "نضع لمسات جديدة في الباقة مثل الخرز الملون والدببة الصغيرة". وحول أسعار تلك الباقات، يؤكد عبد الرؤوف أن الأسعار لم ترتفع. في المقابل، امتلأ محل عماد الدين محمد بزبائن من الجنس الناعم، لشراء مجموعة من الهدايا بمناسبة "فالنتاين"، وبدا واضحاً فرحة عماد بهذه المناسبة التي يكثر فيها الطلب على الهدايا والساعات أكثر حتى من رأس السنة، وقد أضاف عماد لديكور محله بعض اللمسات الجميلة، مثل قلوب حمراء مزينة بأشرطة مزخرفة لامعة للفت الانتباه، مع إضفاء بُعد جمالي على منتوجاته المعروضة للبيع. عماد الدين يؤكد أنه خلال اليومين السابقين ليوم الحب باع أكثر من 60 ساعة رجالية، والطريف في الأمر أن النساء هي التي تهدي أكثر من الرجال. ولم يختلف الوضع عند لمياء خليفة، صاحبة محل لبيع الهدايا بمختلف أنواعها التي لديها الكثير من طلبيات هدايا الاحتفال بهذه المناسبة، حيث وصلت عدد الطلبيات أكثر من مائتي طلبية من الدببة الحمراء والبيضاء، لتضيفها في محلها الذي يقع بقلب العاصمة، لافتة إلى أن مثل هذه المناسبة وخلافاً لما يعتقد البعض، ليست فقط لتبادل الهدايا، بل لإيقاظ مشاعر نبيلة نسيها أو تناساها الرجال والنساء في خضم مشاكل الحياة ونسقها السريع، ليكون عيد الحب فرصة لبث الروح في القلوب الميتة والجافة. ولكنها تشير في الوقت نفسه إلى استغلال البعض هذه المناسبة، خاصة بائعي الورود الذين رفعوا ثمن الورود، فبعد أن كان لا يتعدى 5 دراهم أصبح قبل المناسبة أو ليلتها أكثر من 20 درهماً. الفريق المؤيد ... المزيد