مقتل 40 جنديا نظاميا في سورية مع سيطرة المعارضة على مطار عسكري في حلبدمشقبيروت وكالات: أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض الثلاثاء مقتل 40 جنديا سوريا نظاميا على الأقل مع اجتياح قوات المعارضة لقاعدة عسكرية بالقرب من مطار حلب الدولي، بينما استولى مقاتلو المعارضة السورية الثلاثاء على مطار عسكري في محافظة حلب في اطار عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية اخرى في شمال البلاد حيث افيد عن احرازهم مزيدا من التقدم على الارض. وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن باقي القوات حوصرت في قطاع في القاعدة مجاور لمطار نيراب العسكري. وأكد المرصد أيضا مقتل عنصرين من المعارضة بالاضافة الى جرح العشرات، اصابة بعضهم وصفت بالخطيرة. كانت الكتائب الاسلامية قد أعلنت في وقت سابق امس السيطرة على مطار الجراح العسكري في ضواحي حلب، ثاني أكبر مدينة في سورية بعد يوم من الاشتباكات العنيفة. وطبقا للمرصد، الذي يجمع معلوماته من ناشطين في مختلف أنحاء سورية، فان القاعدة تحتوي على عشرات من طائرات 'ميغ 17' و'سوخوي ال 39' المقاتلة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 'مقاتلين من عدة كتائب اسلامية اقتحموا مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح الاثنين'. واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية التي كانت في المطار 'انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة'. وهي المرة الاولى التي تسقط طائرات حربية وبينها من طراز 'ميغ' في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سورية في منتصف آذار (مارس) 2011. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق وكانت توجد فيه طائرتان او ثلاث خارج الخدمة. كما استولوا في 11 كانون الثاني (يناير) على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد الذي كان يضم مروحيات معظمها دمرت او اصبحت خارج الخدمة نتيجة المعارك. واسفرت معارك مطار الجراح المعروف ايضا بمطار 'كشيش'، بحسب المرصد، عن 'استشهاد خمسة مقاتلين واصابة مقاتلين آخرين بجروح وقتل وجرح واسر نحو اربعين من عناصر القوات النظامية'. واكد مصدر عسكري سوري في حلب لفرانس برس الانسحاب من المطار. وقال 'تم اخلاء المطار الأصغر والمستخدم لغايات تدريبية من الطائرات الحربية والتدريبية الجاهزة وتحميل الذخيرة اللازمة والصالحة قبيل الانسحاب'. وقال 'لم يبق في المطار سوى كمية قليلة جدا من الذخيرة غير الفعالة وطائرات معطلة منذ فترة طويلة بحاجة الى صيانة واصلاح'. وقصف الطيران الحربي المطار بعد سقوطه، بحسب ما ذكر المرصد. وبعد وقت قصير على سقوط مطار الجراح، اعلنت كتائب اسلامية عدة في بيان مشترك وزعه 'مكتب حلب الاعلامي' بدء 'هجوم واسع فجرا' على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. وذكر المرصد في بيان قبل قليل ان المقاتلين سيطروا على حاجز المنارة، وان مناطق في محيط اللواء 80 ومناطق عدة تتمركز فيها الكتائب المعارضة 'تتعرض للقصف من طائرات حربية' تابعة للنظام. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالاضافة الى مطار منغ العسكري في الريف الحلبي. وقد اقفل مطار حلب الدولي منذ بدء هذه السنة امام حركة الملاحة. وقال الناشط الاعلامي ابو هشام من مدينة حلب لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية. واضاف 'هذه المراكز مهمة لانها مصدر ذخيرة وامدادات، ولان الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة'. الا ان المصدر العسكري السوري قلل من اهمية الهجات الاخرى. وقال 'كثيرا ما تتعرض المطارات العسكرية ومطار حلب الدولي المدني لمحاولات هجوم، لكن الاجراءات الامنية والتحصينات العسكرية القوية المحيطة بهذه المطارات وعزيمة عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عنها تحول دون امكانية المسلحين من الاقتراب منها'. واضاف 'الوضع الامني في بقية المطارات جيد وتزاول فيها الاعمال المقررة وفق البرنامج الطبيعي، ولا شيء يدعو للقلق في شأنها'. الى ذلك قطع افراد مجموعة مسلحة رأس تمثال للشاعر ابو العلاء المعري في مسقط رأسه مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بشمال غرب سورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الثلاثاء. وقال المرصد في بيان 'اقدمت مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والاديب العربي أبو العلاء المعري الذي ولد في معرة النعمان'. وسيطر مقاتلون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. واتهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بقطع رأس التمثال، وعرضوا صورا لما قالوا انه التمثال بعد التعدي عليه. وتظهر الصور تمثالا نصفيا بني اللون مقطوع الرأس وعليه آثار طلقات نارية، مرميا على الارض الى جانب قاعدة حجرية مرتفعة. كما تداول الناشطون على المواقع نفسها صورا للتمثال قبل الاعتداء، ويبدو فيها موضوعا على القاعدة التي كتب عليها 'ابو العلاء المعري. شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء'، وهي العبارة شوهها المعتدون على التمثال. وابو العلاء هو احمد بن عبد الله بن سليمان، ولد في معرة النعمان في العام 973، وفقد بصره في سن مبكرة بعد اصابته بالجدري، لكن ذلك لم يحل دون طلبه العلم. وعرف هذا الشاعر الذي يعد من الابرز بين اقرانه العرب، بالزهد والتقشف وكونه نباتيا، واطلق عليه لقب 'رهين المحبسين'، نظرا الى فقدانه البصر وابتعاده عن الناس اعواما طويلة. ويعد المعري من ابرز الشعراء العباسيين انتقادا للدين الاسلامي، ومن اشهر قصائده 'هذا جناه علي ابي'، وفيها يقول 'اثنان اهل الارض، ذو عقل بلا دين، وآخر دين لا عقل له'.