د.جمال المجايدة: نجح الاعلامي الاماراتي علي ال سلوم في بناء سفينة خشبية جالبوت تتسع لحوالي30 شخصا لتنظيم رحلات يومية تنطلق كل ساعتين من مارينا انتركونتيننتال أبوظبي، تبحر الجالبوت في مياه بحر أبوظبي وعلي متنها بحارة يعملون إلى جانب علي ال سلوم، وحسين الهاشمي الذي يشدو بأغاني البحر والغوص للفت انتباه ركاب السفينة وهي تبحر بحثا عن اللؤلؤ الطبيعي. يقول علي ال سلوم الذي اصطحب مجلة أسفار في رحلة بحرية خاصة علي متن سفينته الخشبية أنه يعيد إحياء ذاكرة الغوص والبحث عن اللؤلؤ في الإمارات وخاصة في أبوظبي التي تكتنز في مياهها اجود انواع اللؤلؤ الطبيعي في العالم. وما ان ترسو الجالبوت في عرض البحر يبدأ ال سلوم بنفسه حاملا بيده آلة حادة لفلق المحارات التي كانت تنبض بالحياه, مشيرا الي ان هذه المهنة هي تقليد وتراث مارسه الآباء والأجداد على مدى حقبة زمنية طويلة، كمصدر للرزق وباعث للحياة، في صورة عكست جوانب مهمة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلا أن الجيل الحالي لا يعرف الكثير عن اللؤلؤ وكيفية صيده وانواعه. بانوراما الغوص يواصل علي الحديث وهو يفلق المحارات السود مقدما للحضور رؤية بانورامية لسيرة الغوص وتاريخه في الإمارات، بداية من الأدوات المستخدمة في رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ، مثل (الديين)، وهي سلة يجمع فيها المحار داخل مياه البحر، و(المزماه)، وهي السلة المستخدمة في نقل المحار خارج البحر، و(المسلقة)، وهي أشبه بسكين تستخدم في فلق المحار، و(الديرة)، وهي بوصلة بحرية قديمة، وتستخدم في تحديد الاتجاهات داخل البحر. وحين سألناه عن الجالبوت وهي السفينة المخصصة للرحلات البحرية لشركته الجديدة والمستخدمة في الغوص وقال انها صنعت في رأس الخيمة. وفي حين كنا نستنشق هواءا يحمل رائحة البحر، فؤجئنا بروعة اللؤلؤ الذي استخرجه علي ال سلوم من الصدف وعمت الفرحة عموم الحاضرين، وعلي الرغم أن صيده من اللؤلؤ المستزرع في اعماق بحر أبوظبي الا انه يقدم للزوار رحلة وثائقية بامتياز حول تاريخ الغوص بمختلف اللغات, في جو مضياف تتخلله القهوة العربية والعصائر والوجبات الخفيفة. لؤلؤة أبوظبي يقول ال سلوم ان رحلة لؤلؤة أبوظبي هي المشروع الثقافي السياحة الاول من نوعه في أبوظبي وهي تجربة تثقيفية ترفيهية مبتكرة تعمل علي تعزيز وترسيخ معرفة الافراد بحياة اللؤلؤ وأصالة هذه الحرفة في منطقة الخليج العربي وكيف كرس اجدادنا حياتهم بحثا عن اللؤلؤ يلتقطون الاف حبات المحر من اعماق الخليج بحثا عن تلك القطعة الصغيرة المستديرة الساحرة اللامعة حتي الازل. ويتم خلال الرحلة البحرية التقاط الصور لمدينة أبوظبي وشواطئها من البحر وعرض لطريقة فتح المحار بحثا عن اللؤلؤ والاحتفاظ بحبات اللؤلؤ التي يكتشفها الزائر شخصيا والاستمتاع بوجبات تقليدية علي متن الجالبوت. تستغرق الرحلة حوالي 45 دقيقة من مارينا انتركونتيينتال أبوظبي، على متن الجالبوت الذي كان يستخدمه الآباء في الماضي في الغوص بحثا عن اللؤلؤ، بغية استكمال وضع الزائر في قلب أجواء الغوص, وتقوم فلسفة الرحلة البحرية التي يقدمها علي ال سلوم أمام الزائرين علي قصة اللؤلؤ الأسطورية في مياة الإمارات وكيف كان يستخرج من قبل الاباء والاجداد ليصدر الي ملوك وملكات اوروبا في القرن الماضي. وتحظى بتاريخ عريق في قطاع صيد اللؤلؤ وتجارته، إلا إن ال سلوم يقول أن نساء الامارات لم يعرفن اللؤلؤ أيام صيده الثمين في الماضي, لأنه كان يصدر إلى الخارج للأميرات والأمراء للتجمل به ولأعمال الزينة والحلي نظرا لإرتفاع ثمنه. تبلغ كلفة الرحلة البحرية 500 درهم للشخص الواحد في حين تبلغ تذاكر الصغار دون ال 12 عاماً 400 درهم, يتم خلالها تقديم وجبات خفيفة مع واحدة من حبات اللؤلؤ ذات الجودة العالية مع موسيقي وغناء تراثي بصوت الهاشمي وال سلوم والبحارة الشباب. ويحرص ال سلوم من خلال شركته البحرية الوليده الي إحياء ثقافة صيد اللؤلؤ، وإعادة المكانة التاريخية للإمارات كمركز حيوي للغوص وتجارة اللؤلؤ، التي ارتبطت بالتاريخ الاقتصادي والإجتماعي للإمارات والمنطقة قبل ظهور النفط. واعرب عن أمله في أن تسهم شركته الجديدة في تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية مميزة وخاصة في المنتج السياحي التراثي الذي يستهوي الجميع في ظل زحام المدن الكبري وتسارع وتيرة الحياة الحديثة.