لبنان: إحياء مختصر اليوم لذكرى استشهاد الحريري بغياب سعد وجعجع ووسط غيمة قاتمة في العلاقة بين المستقبل وكل من الكتائب والقواتبيروت 'القدس العربي': تحتفل قوى 14 آذار اليوم بالذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وسط غيمة قاتمة في العلاقة تسود هذا الفريق حيث أفسد الخلاف حول قانون الانتخاب الود بين الحلفاء وتحديداً بين تيار المستقبل وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية اللذين سارا بمشروع اللقاء الاورثوذكسي الذي يرفضه تيار المستقبل.وسيقام احتفال مختصر في مجمّع 'البيال' بغياب قادة من 14 آذار على رأسهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فيما سيطل الرئيس سعد الحريري من خارج البلاد عبر شاشة كبيرة لمخاطبة الحاضرين.ومن وجوه العلاقة التي اهتزت بين الحلفاء تراجع سعد الحريري عن اعتبار جعجع مرشحه لرئاسة الجمهورية واعتباره أحد المرشحين. وفي هذه الذكرى، اكدت الامانة العامة ل 'قوى 14 آذار' ' ان ذكرى 14 شباط 2005 ليست فقط ذكرى على قاعدة أنها من الماضي، بل كانت ولا تزال تاريخا تأسيسيا لحركة وطنية عابرة للطوائف إسلامية مسيحية مدنية. وإن إستشهاد الرئيس رفيق الحريري يبقى حياً في ضمائرنا ليس فقط من باب اخلاقي او إنساني، إنما من باب وطني عريض'. وقال منسق الامانة العامة فارس سعيد 'إن دم الرئيس الشهيد وحّد اللبنانيين حول عنوان رفع الظلم عن لبنان وخروج جيش النظام السوري منه'. واضاف 'هذا الموضوع إستمر عاماً بعد عام رافعين ك 14 آذار عدة عناوين وطنية كبرى منها المحكمة الدولية، والتأكيد فقط على ان حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية التي هي قادرة على ان تتحول من دولة مارقة إلى دولة فعلية تؤكد وتؤمن مصالح اللبنانيين. واليوم نحن نرفع الصوت عالياً بأننا موحدون، مسلمين ومسيحيين، على قاعدة ما تعلّمنا من استشهاد الرئيس الحريري بأننا سنقف في وجه كل المخططات التي تهدف إلى تفتيت لبنان مذاهب وطوائف واحزاب وشخصيات'. وتابع سعيد 'الحوادث التي تتكرر من نيسان 2012، بدءا من محاولة اغتيال رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع كانت بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان من اجل تأكيد ما بشّر به الرئيس السوري بأن سقوط نظامه سيكون مقدمة لتفجير لبنان والمنطقة. حوادث باب التبانة - جبل محسن والكويخات وحوادث عرسال ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وكل الحوادث التي جرت تؤكد ان النظام السوري يصرّ من خلال ادواته على اعادة انتاج الحرب الاهلية وهذا الأمر نرفضه تماماً'. وفي المناسبة، وجّه الرئيس السنيورة كلمة الى اللبنانيين جاء فيها 'لبنان الأمل، والرجاء، لبنان الشهداء، وانتفاضة الاستقلال، لبنان الآباء والأجداد، يناديكم ويستصرخ فيكم. ليقول، الدماء سالت من اجل ان يبقى وطننا واحداً موحداً، متألقاً في وجه العدوان والطغيان والاستبداد والعجز والوصاية، وليس من اجل ان يضيع ويقسم ويفتت ويخضع للارهاب وسطوة السلاح والمسلحين والخارجين عن القانون، او من اجل ان يكون لقمة سائغة للمستمتعين باقتسام المال العام، والتعدي على ارواح الناس وممتلكاتهم وآمال مستقبلهم'. اضاف 'قبل ثماني سنوات من هذا اليوم، امتدت يد الغدر والمكر والإجرام، لتغتال من ساهم في إنقاذ لبنان، وابتكر وحمل ودفع واطلق مشروع إعادة إعمار ما هدمته الحرب في لبنان، وعمل على إعداد لبنان للمستقبل. صحيح انهم نجحوا في القتل والاغتيال، لكنهم فشلوا في تدمير حضور رفيق الحريري الذي بات اقوى في غيابه، وها هي رؤيته قد اتسعت وتعمقت، وجماهيره ازدادت وانتشرت. قبل ثماني سنوات وقعت الجريمة لقتل افكار رفيق الحريري ورؤيته ودوره الطليعي، لكنه لا يزال حاضرا في نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا وعقولنا. لم تفارقنا ابدا يا ابا بهاء، لا، ولم تغب عنا لحظة.' وقال 'يا شهيدنا الكبير، لقد ازهر الربيع العربي بعدما كان ربيع لبنان قد انطلق من ساحة الحرية في بيروت باستشهادك، لكن ربيع العرب، وان كانت ولادته صعبة وتكتنف مساراته العراقيل، فإن مستقبله واعد. ما يحمله الربيع العربي فيه امل كبير لأوطاننا العربية وآفاق تطورها ونهوضها. يذهب طغاة القتل والإجرام، وتشرق ايام امتنا الزاهرة في عيون شبابنا واطفالنا'. واكد اننا 'لن نقبل ان يسيطر علينا اليأس والقنوط'.