GMT 4:00 2013 الخميس 14 فبراير GMT 10:11 2013 الخميس 14 فبراير :آخر تحديث * رسم لحيوان عملاق * وآخر لعصفور * مشهد عام للخطوط مواضيع ذات صلة إسمها كما شكلها غريب ولا أحد يعرف لأي زمن من الازمان تعود، إنها خطوط ناسكا ويقصدها اليوم كل من يهتم بالظواهر الطبيعية غير العادية، ويُظن أنها تعود الى 200 سنة قبل الميلاد ولها دلالات دينية مرتبطة بمعتقدات تلك الشعوب. سان خوسيه:ناسكا هي عبارة عن رسوم تحتل مساحة تصل الى 400 كلم مربع في صحراء جنوب البيرو تتوسط بلدات ناسكا وبالبا وكاليبري وتمثل أشكالاً عملاقة لحيوانات منها مجهولة ومنها معروفة، وهي خطوط هندسية غير عادية، أي أنها رسوم متكاملة يعجز اليوم أي انسان عن انجازها من دون مساعدة آلية بسبب المساحة الشاسعة التي رسمت عليها، وهي مثل اللوحات الجدارية التي تحتاج الى حسابات دقيقة. والاعتقاد السائد اليوم أنها تعود الى حضارة شعوب ناسكا ورسمت قبل 200 سنة قبل الميلاد. لكن ما يثير الدهشة أن مرور القرون الطويلة لم يخفِ تلك الخطوط وكأنها نحتت في الصخر بينما معظمها مرسوم على أرض ترابية بطول يترواح من عشرات الى مئات الامتار منها رسم يمثل رجل فضاء. وكانت شعوب ناسكا تنبّأت بغزو الفضاء، ويصل عمق الخطوط ما بين ثلاثة الى أربعة سنتمرات، وهذا قد يكون سبب بقائها واضحة حتى الآن. ومن الفضاء أو من مرتفع يمكن مشاهدة الروائع القديمة بشكل واضح جداً، لذا راجت في المدينة السياحة الاكتشافية في السنوات الاخيرة وراج معها قطاع الطيران، وللتمتع بالمناظر الغريبة أو تفحصها تسعى بعض شركات الطيران الصغيرة الى توسيع نوافذ الطائرات او إحداث نوافد زجاجية في أرضية الطائرة، كي يتمتع المسافرون باللوحات الفنية العريقة. ومن على متن الطائرة يمكن رؤية خطوط وكأنها مدارج في مطار شقّها أناس من خارج هذا الكوكب وفي مكان آخر صور لحيوانات عملاقة او طيور الطنان او العناكب، ايضًا لوحة روزنامة هائلة شبيهة بتلك التي اعتمدتها شعوب المايا التي سكنت أميركا الجنوبية في الماضي. قرابين للاله وتمكن باحثون أثريون من عدة دول بعد عمل طويل ومجهد وأخذ مقاييس بواسطة الاقمار الاصطناعية من الكشف عن جزء من سر هذه الخطوط والهدف من رسمها، فهي كانت تعتبر بالنسبة لشعب ناسكا ذات اهمية دينية وقد يكون انجازها له علاقة بمناسبات دينية معينة. فالرسوم العملاقة للحيوانات من المفترض أن تكون قد رسمت خلال الطقوس الدينية كقرابين للاله. وللرسوم أهمية فلكية أيضاً، اذ أن هناك ارتباطاً ما بين الكثير من الخطوط المرسومة والانقلاب الشمسي الذي يحدث مرتين في السنة في نصفي الكرة الأرضية، وهناك خطوط كانت ترسم خلال احتفالات في اطار طقوس الخصوبة ووفرة المياه التي نشأت ما بين عامي 800 و600 قبل الميلاد في مناطق متعددة في البيرو. واستناداً الى المعلومات التي توصل اليها العالم الألماني جورج فان برونيغ عام 1980 وسبق له أن كشف سر خطوط شعوب ناسكا التي سكنت أيضًا في فنزويلا، اجلى علماء دوليون عام2007 اكثر من سر. إذ قاموا بقياس 1500 خط وبفضل المعدات الحديثة تمكنوا من التقاط صور بابعاد ثلاثية وربطوها بمعالم أثرية قريبة لفترة شعوب ناسكا، لذا يميلون الى الاعتقاد اليوم بأن الخطوط ليست فقط كما كشف العالم فان برونيغ بأنها ملاعب رياضية بل أيضًا لممارسة الطقوس الدينية وبعضها رسم على أساس علوم الفلك، اي حسب توزيع النجوم والكواكب في الفضاء، وهي كذلك مسارح لعرض الأعمال الفنية، وهذا دفع منظمة اليونسكو الى وضع الرسومات على لائحتها كتراث ثقافي إنساني. والاكتشاف الاخير كان تحديد صورة عملاقة في منطقة كاليبري للعناكيب، فحسب أسطورة شعب ناسكا فإن هذه الحشرة كانت رمزًا للخصوبة والماء، فهي عادة تظهر عندما يبدأ المطر أو تجري المياه في الانهار. وعلى بعد أمتار قليلة صورة عملاقة أخرى لطير الكندور يميل بأجنحته الى المنطقة التي تحدث الشمس انقلابها في نصف الكرة الأرضية، واطول رسم هو لطائر الفلامنكو ويصل الى 300 متر. والاقبال الكبير على مشاهدة الرسوم العملاقة دفع بحكومة ليما الى إنشاء خطوط جوية تحمل اسم " الخطوط الجوية ناسكا" تنقل يومياً مئات السيّاح الى منطقة صحراء ناسكا، وفي الاشهر ما بين تموز( يوليو) وايلول( سبتمبر) يجب حجز مكان في الطائرة قبل شهرين، ما دفع بشركات سياحية للجوء الى الطوافات.