إبراهيم الملا (الشارقة) - احتضنت قاعة ملتقى الأدب بمركز أكسبو بالشارقة، مساء أمس الأول، ندوة حملت عنوان: "الصحافة الثقافية الدور المفقود"، وذلك ضمن البرنامج الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الحادية والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب. شارك في الندوة التي حضرها لفيف من الإعلاميين والنقاد والأدباء والمهتمين كل من الكاتبة الإماراتية خيرية ربيع، والروائي والصحفي المصري ناصر عراق، والكاتب الباكستاني عرفان حسين، والمحررة الألمانية كريستين بيتر، وقدم للمشاركين في الندوة الصحفي والشاعر والفنان المسرحي الإماراتي مرعي الحليان. وتحدث الحليان في بداية الندوة عن التأثير القوي للصفحات الثقافية في السابق، والتي عملت على صياغة الحراك والتفاعل الأدبي في المكان، من خلال استقطاب المواهب الشابة والجديدة، وإتاحة مساحة مشجعة لها كي تعبر عن طاقاتها الإبداعية المتأججة والخلاقة، وضرب الحليان مثلاً بالصفحة الثقافية اليومية في جريدة البيان الإماراتية في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، والتي كان يشرف عليها الشاعر عارف الخاجة، حيث فتحت هذه الصفحة كما أشار الحليان أفقاً معرفياً جديداً أمامه هو شخصياً للتعرف إلى شعراء عالميين مثل رامبو وبودلير، والتواصل مع فضاءاتهم الشعرية المدهشة والمفاجئة له في ذلك الوقت المبكر من خوضه مغامرة الكتابة المختلفة عن السائد. الصحافة الورقية أما الروائي والصحفي المصري ناصر عراق الذي أدار لفترة طويلة من حياته المهنية العديد من الإصدارات الثقافية، ومن أهمها مجلة دبي الثقافية، فأشار إلى أن أزمة الصحافة الثقافية هي جزء من أزمة عامة تعانيها الصحافة بمجملها، وتتمثل هذه الأزمة في اضمحلال وضمور الصحافة الورقية وحتى الإلكترونية أمام الغزو البصري المتمثل في القنوات الفضائية، والتي وصل عددها في الوطن العربي كما أشار إلى ما يزيد على 600 قناة، يغلب عليها طابع الترفيه والتسطيح، والتقليل من قيمة الثقافة والفكر والفنون الجادة والمعمّقة. وأضاف: "ما يثير الشفقة والاستغراب بالنسبة للصفحة الثقافية في عالمنا العربي، أنها أول صفحة يتم الإطاحة بها، إذا ظهر إعلان في اللحظة الأخيرة قبل طباعة الصحيفة، وإذا كان هناك خبر مهم ولم تكن هناك صفحات كافية لاستيعابه، فإن أول صفحة يتم التضحية بها هي الصفحة الثقافية". ... المزيد