أكدت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير مطول لها تطورات الأحداث التي تشهدها البحرين، وذلك تحت عنوان "البحرين تحترق" أن البحرين تنزلق إلى العنف ولا يملك أيا من الأطراف خطة لاستعادة النظام . وأشارت إلى أن الأطراف الدولية لا تملك حلا لمشاكل البحرين، وأن إيران لا تتدخل في الداخل البحريني بهذا الشكل التي تصوره الحكومة، وأن الحديث عن العمليات الإرهابية الواقعة في البحرين بعيدة عن أساليب حزب الله اللبناني، نافية ما جاء في تصريحات رسمية عن تورط الحزب في العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مدنيين. ورأت المجلة أن مفتاح الخروج من الأزمة الحالية في البحرين هو حل مشاكلها الاقتصادية، فعدم وجود فرص عمل وتمكين المواطنين اجتماعيا، وكثير منهم ينتمي إلى المذهب الشيعي. وأضافت المجلة الأمريكية المهتمة بالشؤون الخارجية أن ذلك قد لا يحل المشاكل بين عشية وضحاه، ولكنها سوف تساعد على بناء الظروف التي تمكن عديد من المواطنين الفقراء وتجعلهم يحصلون على بعض الاحترام والكرامة. من جهة أخرى تشهد البحرين ارتفاع في أعمال العنف وسط اتهامات للمعارضة بإشعالها، والحكومة زادت من حدة خطابها للمعارضة وأعلنت إغلاق باب الحوار، وأعلنت إمكانية وجود قوائم لإسقاط الجنسية عن آخرين في المستقبل، واتهامها لحزب الله وإيران بنشر الفوضى في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية اليوم الخميس أن مجموعة ممن وصفتهم بالإرهابيين أشعلوا حريق في مستودع للسيارات تابع لوكالة الهونداي بمنطقة سترة. وتم العثور على صفائح بنزين وقنابل مولوتوف، وتم استدعاء الأجهزة الأمنية المختصة وطاقم مسرح الجريمة، وتم إخطار النيابة العامة بالواقعة،وأكد مدير عام شرطة المحافظة الوسطى أن عمليات البحث والتحري جارية للقبض على منفذي العملية وتسليمهم إلى العدالة. من جهة أخرى أرسلت جمعية الوفاق الوطني البحرينية المعارضة برقيتي تعزية إلى سفير الهند و سفير بنجلاديش عزت فيها بوفاة المقيمين في البحرين من الجاليات العاملة، وشدد الأمين العام للجمعية الشيخ علي سلمان في برقيته أن المقيمين في البحرين تربطهم بهم "علاقات تاريخية وانسجام على حد كبير" ولا عداء مع الأجانب أو المقيمين في بلده الثاني البحرين. وفي تصاعد لحدة الخطاب السياسي صرح وزير الخارجية البحريني بأن باب الحوار لن يبقى مفتوحا أمام تصاعد أعمال العنف والإرهاب، مضيفا أن فرص الحوار التي منحها الملك كانت كثيرة. وأشار الشيخ خالد آل خليفة وزير الخارجية إلى إمكانية إضافة قوائم أخرى لسحب الجنسية من بحرينيين في المستقبل، مؤكدا نفيه وجود قوئم أخرى. من جانبها أعلنت إيران عن قلقها بشأن صدور أحكام بإسقاط الجنسية عن عدد من المواطنين في البحرين، وأضافت أنه أسلوب عفى عليه الزمن، واعتبرت هذا التعاطي من قبل الحكومة البحرينية يزيد من الأوضاع تعقيدا. وقال مسئول بوزارة الخارجية الإيرانية بأن اتخاذ إجراءات لبناء الثقة من جانب الحكومة وإجراء حوار حقيقي من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة. كانت السلطات البحرينية قد أعلنت الثلاثاء الماضى عن إسقاط الجنسية عن 31 شخص بسبب "الإضرار بأمن الدولة".