GMT 0:00 2013 الجمعة 15 فبراير GMT 1:34 2013 الجمعة 15 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة عبدالقادر عياد أتذكر جيداً أنني في 1996 حاولت فتح حساب في بنك بولاية ميريلاند بأميركا يدعى "سيتي بنك" فرفضت الموظفة بلطف طلبي، لأنني اشترطت حساباً جارياً دون فائدة، حسب ما تعلمناه من بنوكنا السعودية "الفوائد حرام". الموظفة ذات العينين الزرقاوين، استقطعت من وقتها لتوضح لي حقوقي، وابتسمت بدهشة عند إصراري، وقالت: "لا يمكن أن تضع نقودك هنا دون أن تستفيد من ذلك.. هذا حقك". بينما الموظف السعودي بسكسوكته السوداء، يتجاهل تماماً إيضاح حقك في الفوائد، وحين تباغته بالسؤال، يأتيك بإجابته المعلبة "يا رجال الفوائد حرام نفتح لك حساب جاري بدون فوائد". أن يسلخ البنك جلدك بالفوائد ويأكل رغيف أبنائك بالأقساط، فهذا حلال، أما أن يمنحك حقك من أموالك المودعة لديه فهذا حرام!. أن تستثمر البنوك أموال المواطنين "الطيبين" المودعة لديها في بنوك عالميه تمنحها فوائد بالمليارات فهذا حلال عليهم، ولكن أن تطالب بالفائدة أنت فهذا حرام ولا يجوز. وكيف تستوعب حرمة الفوائد التي تمنح للناس، في نفس الوقت الذي تستحل فيه الفوائد التي تؤخذ منهم؟ فإن كانت المسألة تعتمد على أراء وأنظمة تختلق لها أساليب تحلل فوائدها، فليكن لنا أخرى مماثلة تمكننا من جني الفوائد على أموالنا، حتى لو لبناء "دورات مياه" خيرية. لست متخصصاً في الجانب الاقتصادي، ولكن هذه بدهيات لا تتطلب تخصصا.. ومن المفترض أن تلتزم البنوك أخلاقيا بتوضيح حقوق العميل، وتتيح له الخيار في نوعية الحساب المصرفي، بفائدة أو دون فائدة. وطالما أن الرهان هنا على "الأخلاق" فلا تنتظروا أي جديد، وعليكم أن تبادروا أنتم بالمطالبة بحقوقكم. أخيراً.. لا يفوتني هنا أن "أصبح" على مؤسسة النقد التي لا أعلم - حتى الآن - دورها في العلاقة القائمة بين البنوك والعملاء.