GMT 0:00 2013 السبت 16 فبراير GMT 0:56 2013 السبت 16 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة علي حماده مع زحمة المشاريع والوثائق التي تطايرت من هنا وهناك، فضلاً عن مبادرات الحوار التي فشلت الواحدة تلو الأخرى، تراجعت صورة مسرح المعركة حيث أساس الصراع بين الثورة والنظام في سوريا. فالمبادرات التي قيل إنها تزايدات مع شعور أكثر من فريق بأن امكان اسقاط نظام بشار بالقوة لم يعد متاحاً كما كان يعتقد، أتت لتشكل حافزاً جديداً لثوار الداخل، وللقوى التي تقاتل على الأرض لتزيد زخمها في القتال وتؤسس لمزيد من الحقائق على الارض تمنع كل امكان للتفاوض مع نظام قتل من السوريين حتى الآن أكثر من تسعين ألفاً، ويواصل تدمير البلاد من أقصاها الى إقصاها. الحافز الأساس هو أن لا حل مع بشار وبطانته، وكل الجهاز الأمني المخابراتي الذي قام عليه النظام الى اليوم. فلا عودة الى ما قبل الخامس عشر من آذار 2011. ولا امكان لحكومة "وفاق" يشارك فيها مسؤولون من النظام لهم صبغة مخابراتية. هذه الحقيقة ربما يرفض داعمو النظام رؤيتها او الاخذ بها، باعتبار ان "معركة سوريا" بالنسبة الى ايران هي معركة وجودية عبر عنها البارحة رجل دين إيراني بارز واصفاً سوريا بالمحافظة الايرانية ال 35، قائلاً: "هي أهم من الأهواز ولو خسرناها سنخسر طهران". أما بالنسبة الى روسيا فهي آخر مواقعها في المنطقة، ووسيلة لمحاولة استرداد بعض القوة العظمى التي فقدتها مع انهيار الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من عقدين. في مطلق الأحوال، الربيع يقترب، وبعكس الانطباع السائد، فإن مسرح العمليات في سوريا يتحرك لمصلحة الثوار في كل مكان. والنظام يتراجع في كل مكان وان بصعوبة. اكثر من ذلك، فإن الطوق يضيق حول العاصمة دمشق، ومطارات حلب، المتبقية بيد النظام تشارف السقوط. اما منطقة اللاذقية التي يتناولها الكثيرون بالحديث عن امكان انكفاء الاسد اليها لاقامة دويلة علوية، فإن ريفها المحيط بمدينة اللاذقية يشهد عمليات كبيرة للثوار، وبعض الوحدات وصلت الى مسافة 30 كيلومتراً من وسط المدينة. وكل يوم يمر تسقط مواقع عسكرية جديدة بيد الثوار، ومعها كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر، في حين ان كل المناطق التي زعم النظام انه حسم المعركة فيها أثبتت الأيام ان العكس كان صحيحاً. ولعل أبلغ مثال هو حمص التي أعلن منها الأسد انتصاره مطلع صيف 2012. في لبنان، ثمة من يزعم أن الأسد سيصمد، وبعضهم يذهب الى القول إنه سينتصر. هؤلاء بعيدون عن حقيقة ما يجري على الأرض، حيث ان كل ما تقدمه إيرانوروسيا و"حزب الله" لم يؤد بالنظام الى حسم المعركة. ان الحوار مع النظام مضيعة للوقت. وأي تصور لحل يكون الأسد جزءاً منه، غير ممكن، أياً تكن مناورات الكواليس الديبلوماسية الدولية. والأهم الأهم، ان كل الوقائع والمعلومات المتوافرة من الميدان تشير الى ان وضع الثوار العسكري أفضل بأشواط مما تنقله وسائل الاعلام. ولن تستغرب إذا ما حل الربيع وشاهدنا على شاشات التلفزة الثوار يدخلون دمشق نفسها لطرد الأسد او القبض عليه.