يتمسك الإسلاميون بحقهم في رئاسة الحكومة، وتظاهر العشرات اليوم لإيصال رسالة بهذا الخصوص، وانتقد المتظاهرون رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي وحزبه "نداء تونس" الذي يطرح نفسه بديلا عن الحركة الاسلامية. تونس: تظاهر الآلاف من أنصار حزب "النهضة" - الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس - عصر اليوم السبت في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة فيما يُعرف ب "مليونية الوحدة الوطنية ونبذ العنف". وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالقصاص لدماء قتلى ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011، والتصدى لبقايا رموز نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي من قبيل: "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء" و"يا شعب ثور ثور على بقايا الديكتاتور"، بحسب مراسل الأناضول. كما رفع المتظاهرون أعلام تونس وفلسطين وأخرى تحمل شعار "لا إله إلا الله"، إضافة إلى لافتات مكتوب عليها شعارات مثل "أوفياء أوفياء.. لا تجمع لا نداء"، في إشارة إلى حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" التابع للرئيس السابق بن علي، وحزب "نداء تونس" المعارض الذي يضم رموزًا من النظام السابق. وبدأ عشرات الناشطين في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة التظاهر صباح السبت في وسط تونس العاصمة للدفاع عن حق حركتهم في رئاسة الحكومة. وقد جاب المتظاهرون الملتحون بمعظمهم والذين يرفعون رايات حركتهم جادة الحبيب بورقيبة على هتافات مثل "دعم النهضة واجب". كما انتقدوا رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي وحزبه "نداء تونس" الذي يطرح نفسه بديلا عن الحركة الاسلامية. وهذه المسيرة تسبق تظاهرة مرتقبة بعد ظهر اليوم دعت اليها حركة النهضة للتنديد بمبادرة امينها العام رئيس الحكومة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط. وبعد ان التقى قادة الاحزاب السياسية اعلن الجبالي الجمعة عن مشاورات جديدة الاثنين بمبادرته مرجئا الى اجل غير مسمى تشكيل حكومة، ما يطيل الازمة السياسية في البلاد. وألغى بذلك قراره تحديد يوم السبت موعدا اقصى للاعلان عن حكومة تكنوقراط ولم يتحدث عن موعد جديد بعد هذا التأجيل. وكانت حركة النهضة، وهي حزب اسلامي أسسه في السادس من حزيران/يونيو 1981 زعيمها التاريخي راشد الغنوشي، تعرضت للقمع طويلا في تونس قبل ان تفرض نفسها كحزب رئيس في البلاد بعد ثورة 2011 واول انتخابات حرة. وبعد سقوط نظام زين العابدين بن علي وفراره في كانون الثاني/يناير 2011، عاد الغنوشي الى تونس واستقبل استقبال الابطال من قبل آلاف من انصاره بعد عشرين سنة امضاها في المنفى في لندن. وفاز حزبه في الانتخابات التي جرت في 23 تشرين الاول/اكتوبر 2011 بنحو 41% من مقاعد الجمعية الوطنية التأسيسية التي ما زالت تلقى صعوبة في صياغة دستور جديد. ثم تولت النهضة وزارات اساسية خصوصا الداخلية والعدل والخارجية. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، دعت حركة "النهضة"، أنصارها إلى الخروج في مسيرة "مليونية" السبت من أجل نبذ العنف، ومساندة مطلب تشكيل حكومة كفاءات سياسية، ودعم شرعية المؤسسات المنتخبة في إشارة إلى المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت). كما أشار عدد من قيادات النهضة، في تصريحات إعلامية سابقة، إلى أن "المسيرة ستكون دعمًا للثورة والتأكيد على فشل كل المؤامرات التي حيكت ضد الشعب التونسي". وبدأت مؤسسات الحركة خلال الأيام الماضية في حشد أنصارها من مختلف محافظات البلاد للمشاركة في هذه المسيرة التي وصفوها بأنها ستكون "أضخم مسيرة في تاريخ تونس". وشهدت تونس خلال الأيام الماضية احتجاجات ضد الحكومة وحركة النهضة بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الأسبوع قبل الماضي على يد مجهولين. في المقابل شهدت العاصمة خروج مسيرة حاشدة "ضد العنف ودعمًا للشرعية"، دعت إليها قيادات من حركة النهضة.