كشفت دراسة محلية أن الإصابة بأورام الطرق الصفراوية تعد قليلة نسبياً على مستوى الدولة، إلا أن نسبة الوفيات فيها تعد عالية بسبب الاكتشاف المتأخر لها ومقاومتها للعلاج الكيماوي والإشعاعي، لافتة إلى وجود 20 حالة مصابة بأورام الطرق الصفراوية وأورام رأس البنكرياس تراجع مستشفى راشد في دبي سنوياً . جاء ذلك في ورقة علمية قدمها الدكتور مصطفى صبري استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي بمستشفى راشد، أثناء الجلسات العلمية التي أقيمت في معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي عقد في أواخر الشهر الماضي في دبي . تناولت الورقة "دور التخصصات الطبية المتعددة في علاج الأورام السرطانية" ودور مناظير الجهاز الهضمي في علاج أورام الطرق الصفراوية، حيث استعرض الدكتور مصطفى صبري استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي بمستشفى راشد، أسباب هذه الأورام وطرق علاجها ومضاعفاتها السلبية على المريض . وكان معرض ومؤتمر الصحة العربي 2013 قد أقيم خلال الفترة من 28 إلى 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 80 ألفاً من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأكثر من 3500 شركة عارضة، و7000 من المسؤولين في القطاع الصحي . ومن جهته قال سيمون بيج، مدير عام قسم علوم الحياة في شركة إنفورما للمعارض، الشركة المنظّمة لمعرض الصحة العربي: إن دورة هذا العام تميزت بمشاركة أكبر عدد من الشركات العارضة والمتحدثين والزوار، وهذا يؤكد المكانة الرفيعة التي يتمتع بها المعرض من حيث أنه أهم منصة دولية لقطاع الرعاية الصحية في المنطقة، ويتيح فرصة الاطلاع على أحدث المنتجات والابتكارات واستيعاب توجهات القطاع وتوقعاته، إلى جانب معرفة أحدث المستجدات التي تؤثر في هذا القطاع المتطور دائماً" . وجاءت أكبر مشاركة هذا العام من الصين بقدوم 428 شركة (بزيادة 40% عن العام 2012) ثم الهند بحضور 111 شركة (بزيادة 5% عن مشاركتها في العام الماضي) والإمارات العربية المتحدة حيث تشارك أكثر من 200 شركة (بزيادة 10%)، بالإضافة إلى مشاركة الشركات الفرنسية والإيطالية وكوريا الجنوبية وتايوان وبحدود 100 شركة من كل دولة من الدول السابقة . واختتم بيج قائلاً: "إن مشاركة هذا العدد الكبير من الشركات هو دليل واضح على الثقة الكبيرة بنمو قطاع الرعاية الصحية في المنطقة وازدهاره، ومن المتوقع أن يزداد حجم الإنفاق فيه إلى ثلاث مرات ليصل إلى 19 .133 مليار دولار بحلول العام 2018" . ومن أهم المواضيع التي جرت مناقشتها في مؤتمر الصحة العربي ،2013 البيانات الكبيرة، والجراحة الروبوتية، والطب الوقائي . كما استضاف المؤتمر للمرة الأولى ندوة خاصة بمرض السكري . كما استعرض المؤتمر في دورته لهذا العام تحديات مرض السرطان وطرق علاجه الحديثة في الشرق الأوسط . وخلال فترة المعرض التي امتدت لأربعة أيام، عقد 19 مؤتمراً طبياً متخصصاً يحضرها 7500 مندوب، وكان من أهم المتحدثين في هذه المؤتمرات، جين غريفيثس، مديرة الممرضات في مستشفى راشد بدبي، والدكتورة نوران سعيد المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، والدكتورة هديل عزام، زميل الكلية الملكية للجراحين في غلاسكو جراح أول مقيم في قسم الجراحة العامة في هيئة الصحة بدبي، والدكتور جيفري برنز، رئيس طب العناية المركزة في مستشفى الأطفال في بوسطن بولاية ماساتشوستس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدكتور فيصل مسعود، زميل الكلية الأمريكية لطب الصدر زميل الكلية الأمريكية لطب العناية المركزة، وأستاذ مساعد في التخدير السريري في كلية ويل كورنيل الطبية نائب الرئيس لشؤون الرعاية وسلامة المرضى بمستشفى ميثوديست في هيوستن بتكساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والدكتور عمر حلاق، رئيس قسم أمراض القلب في المستشفى الأمريكي بدبي، وجون برغفيلد رئيس غرفة العمليات وجراح أول، في قسم جراحة تقويم العظام في عيادة كليفلاند في كليفلاند بأوهايو في الولاياتالمتحدةالأمريكية . وفي المعرض المصاحب، قدمت عدد من الشركات العالمية عدداً من الأجهزة الحديثة الخاصة بعلاج امراض السرطان، حيث كشفت شركة "جنرال إلكتريك للرعاية الصحية" GE Healthcare، المتخصصة عالمياً في مجال التصوير الرقمي للثدي، عن أحدث ابتكاراتها التقنية التي تسهم في تطوير عمليات تشخيص مرض سرطان الثدي . وقال ديديرك زيفين مدير عام "فيليبس للرعاية الصحية منطقة الشرق الأوسط وتركيا" إن المعرض أتاح فرصة لمناقشة كل المشكلات الصحية وتقديم الحلول للأورام السرطانية، وعرض جميع الآلات التي تختص بأمراض السرطان وعلاجها، مشيراً إلى أن الإحصاءات الصحية تشير إلى أن هناك نسبة كبيرة من المصابين بمرض السرطان في الشرق الأوسط، كما تقدر نسبة المتوفين من النساء بسرطان الثدي نحو10%" . وأضاف، "إننا نقوم بعمل دراسة لنظام موحد بعد الشخيص، وأن يتم أخذ العلاج باختيار المريض، حيث المعتاد من المستشفيات إحضار المريض عدة مرات إلى المستشفى للقيام بالمراجعات اليومية، وهذه تعتبر أحد الأعراض التي تترك آثاراً في نفسية المريض، ولهذا تم توفير جهاز جديد للمريض يستخدم في البيت يتم عن طريقه فحص دم المريض وإرسال النتيجة عن طريق الانترنت إلى الطبيب، بعدها يقرر الطبيب إذا ما كانت النتيجة تستدعي حضور المريض إلى المستشفى أم لا، فدورنا ليس في توفير الأجهزة فقط وإنما توفير الحلول التي تعتبر من أهم أهدافنا" . ومن جانبه تحدث هينك فان هاوتن الرئيس التنفيذي والمدير العام لبرنامج أبحاث فيليبس للرعاية الصحية عن جهاز "الميكرودوز" لعلاج سرطان الثدي من الأجهزة المتوافر فقط في دولة الإمارات، وقال: "يستخدم هذا الجهاز الأشعة بنسبة أقل عن بقية الأجهزة الأخرى بنحو 40 %، كما يوفر على المريض تكلفة العلاج" . وأضاف: "هناك العديد من الأجهزة التي تم عرضها في مؤتمر الصحة العربي، والتي تعنى بأمراض السرطان المختلفة، كجهاز "intelispace breast " الذي يقوم بقراءة جميع الفحوصات المتعلقة بالمريض في مكان واحد، وجهاز "colposcope" الخاص بكشف سرطان الرحم، كما تم وضع أقسام في المعرض توضح خطوات المرض، بداية من قسم الكشف المبكر، قسم تحديد نوعية المريض، قسم العلاج، قسم المتابعة بعد الاستئصال، قسم العلاج الكيميائي، قسم المؤثرات والأجواء الخاصة بالمريض، وقسم التعليم المتواصل للأطباء" . يشار إلى أن دراسات حديثة كشفت أن مرض السرطان تسبب في وفاة 6 .7 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام ،2008 سرطان الرئة (37 .1 مليون وفاة )، سرطان المعدة 000 736 وفاة، وسرطان الكبد 000695 وفاة، السرطان القولوني المستقيمي 000 608 وفاة، سرطان الثدي 000 458 وفاة، سرطان عنق الرحم 000 275 وفاة . كما حدثت نحو 70% من مجمل وفيات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن تناهز 1 .13 مليون وفاة في عام 2030 .