تهديدات بامتداد العصيان المدني من بورسعيد إلى المحافظات الأخرى.. ومليونيات لرفض أخونة الجيشالقاهرة - 'القدس العربي'اهم الموضوعات والأخبار السيئة في صحف مصر أمس كان مواصلة أهالي بورسعيد العصيان المدني وأطلقوا بالونات استغاثة للمجتمع الدولي، من خلال الوقوف على حافة قناة السويس والسفن مارة فيها، وبدأت الدعوات للعصيان تمتد إلى عدة محافظات ودعوة لمليونيات اليوم - الجمعة لرفض أخونة الجيش - واتهام الدكتور محمد البرادعي للرئيس بالموافقة على عمليات التعذيب التي تقوم بها الشرطة، واشتداد أزمات السولار والسلع الغذائية، واجتماع الرئيس مع ثلاثمائة من رجال الأعمال برعاية عضو مكتب الارشاد ورجل الأعمال ومسؤول الاتصال بين الرئيس ورجال الأعمال، حسن مالك، وإصدار محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، حكماً بحظر استخدام المساجد في المساجد في الدعاية السياسة أو إصدار الفتاوى من غير دار الفتوى الرسمية، أحسن.. وإلى بعض مما عندنا اليوم: الجيش وحماس والانفاق أخطر الاخبار في رأيي خبر صغير جدا لا يثير الانتباه وهو تصريح المتحدث العسكري العقيد أحمد علي، الذي رد على تصريحات لمسؤول في حركة حماس بقطاع غزة هو خليل الحية التي قال فيها ان قيام الجيش المصري بإغلاق الأنفاق معناه حصار الفلسطينيين، فأكد المتحدث أن موقف مصر المساند للقضية الفلسطينية معروف، ولكن الجيش لن يسمح بأي تهديد أو مساس بأمن البلاد، وهو ما يعني اتهاماً غير مباشر من الجيش لحماس بتهريب أسلحة ومتطرفين، لأنه لا تفسير غير ذلك، اللهم إلا إذا كان يعتبر تهريب السلع تهديدا للأمن، ويذكر القارىء اننا منذ شهور حذرنا حماس أن تزج بنفسها في القضايا الداخلية اعتمادا على ان الإخوان يحكمون، لأن قضية فلسطين كانت وستظل قضية المصريين، وعليها أن توجه هجومها ضد الرئيس والإخوان مباشرة لا الجيش، لأن مستشاره للشؤون الخارجية وعضو مكتب الارشاد ورجل الأعمال عصام الحداد صرح منذ ثلاثة أيام بأن إغراق الأنفاق بالمياه، يتم لمنع التهريب، وسواء قال ذلك ليؤكد أن هذا قرار الرئاسة لا الجيش، أو لإرضاء الأمريكان والإسرائيليين، فقد أصبحت القضية مع الرئيس والجماعة. أزمة صامتة بين الرئيس والجيش والى المعركة التي انفجرت بين رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين والجيش، بسبب ما نشر عن نية الرئيس محمد مرسي إقالة القائد العام ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وما نشر عن رد مصدر عسكري لم يتم تحديد اسمه ومنصبه، وما تلاه من نفي رئاسة الجمهورية وإشادتها بقائد الجيش وضباطه، ثم تلا ذلك نفي المتحدث باسم الجيش، ان مصدرا صرح بأن قيادة الجيش خط أحمر، وتلا ذلك رسالة شكر من الرئيس لوزير الدفاع على المجهود الذي قام به الجيش لتأمين مؤتمر قمة التعاون الإسلامي في القاهرة والذي أنهى أعماله من اثني عشر يوما، وفي رأيي الذي قلته، ان هذه الرسالة الأخيرة هي الأكثر إثارة ومدعاة للاهتمام، لأنها لم يكن لها أي مبرر بعد انتهاء الأزمة بنفي الرئاسة انه لا يصدق نفيها الإشاعة أو عملية جس النبض التي قامت بها الجماعة بتسريب الإشاعة، - الله أعلم - بالنوايا، لكن بالتأكيد تمت اتصالات هاتفية بين الرئيس وقائد الجيش، وبينه وبين مدير المخابرات العامة لم يتم الإعلان عنها لبحث الأزمة، لأنه من السذاجة تصديق أن تتم التسوية بين الطرفين بتبادل لنفي ورسائل الشكر. لماذا انحرف متظاهرو القبة الى وزراة الدفاع؟ ونبدأ مع زميلنا وصديقنا ب'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني وقوله يوم الأربعاء: 'منذ شهور أدلى المرشد العام للإخوان المسلمين بتصريحات نال فيها من قيادات الجيش وعندما تصاعد رد الفعل السلبي جرى تفسير لها وما يشبه الاعتذار، رغم أن عملية عزل المشير طنطاوي والفريق عنان لم يكن فيها أي بطولة أو عمل خارق إلا أن أجهزة الدعاية الإخوانية كانت نشطة في تصوير الأمر كأنه عمل عبقري قاده الدكتور مرسي وتم التخطيط له بعناية في الواقع لم يكن هذا حقيقياً فالمشير امتثل تماماً لنتائج الانتخابات رغم ما يحيط بها من شكوك، يوم الجمعة الماضي خرجت مظاهرة من مسجد النور قاصدة كوبري القبة وفجأة حاد بعض المتظاهرين عن المسار واتجهوا إلى وزارة الدفاع ليطلقوا هتافات مستفزة في مواجهتها، وبدا الأمر مقصوداً بعد تصاعد الوعي الشعبي بضرورة الالتفاف حول الجيش وإدراك أن أخطاراً تحوم حوله وأن المؤسسة الوطنية الأقوى ما تزال تحافظ على ثوابتها الوطنية المتسقة مع تكوين الدولة المصرية من فجر التاريخ بعكس العقيدة التي يتبعها أفراد النظام السياسي الحالي والتي لا مكان فيها للوطن، وإنما الولاء للأمة وللجماعة'. وجمال يشير إلى مقال المرشد العام الدكتور محمد بديع الذي قال ان جنود جيش مصر خير أجناد الأرض تواترت على قيادته قيادات فاسدة، وأحدث ضجة واضطر للتراجع. الجيش اغلى مؤسسة وطنية عبر تاريخه ثم نتجه إلى 'المصري اليوم' في نفس اليوم لنكون مع زميلتنا الجميلة فريدة الشوباشي وقولها: 'منبع تفاؤلي ويقيني بأن مصر الدولة والهوية ستنتصر حتماً على كل محاولات تقزيمها إلى 'ولاية' في دولة الخلافة أو تفتيتها بين طوائف وفرق دينية أو جغرافية، منبع تفاؤلي إذن بأن مصر العريقة العظيمة سوف تنتصر في النهاية، هو شباب هذه الأمة، هذا العامل البالغ الأهمية يتجاهله أو ربما يجهله شيوخ جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم وأنصارهم والمخدوعون فيهم، وقد 'لعبت' جماعة الإخوان على كل ما وقع تحت يديها من أوتار، غير أن خطأها الفادح هذه المرة هو التجرؤ على أعز وأغلى مؤسسة وطنية، يضعها المصريون تاجا فوق رؤوسهم، وأذكر أنني عندما سمعت إذاعتي تل أبيب وصوت أمريكا ِتقرران رحيل عبدالناصر عام 67، التفت إلى زوجي الراحل علي الشوباشي وقلت متساءلة: علي، إن أعداءنا يكرهونه، إذن هو حبيبنا! وكان ذلك شعور الملايين التي نزلت إلى شوارع مصر تعلن تمسكها به، وعلى النظام أن يتواضع قليلا وأن يتأكد من هبوط شعبية الإخوان، وأيضاً من أن الجهر بمعاداتهم لجيشنا، وتكون بداية العد العكسي لحكمهم!!'. ارفعوا أيديكم عن الجيش وقيادته طبعاً، طبعاً، وهكذا أثبتت فريدة صلابة رغم انها لم تخدم في الجيش، كما أن الجميلة الأخرى زميلتنا أمينة النقاش مديرة تحرير 'الأهالي' - لسان حال حزب التجمع - قالت رغم انها أيضا لم تخدم في الجيش: 'نفي مؤسسة الرئاسة عدم وجود نية لإقالة الفريق السيسي لا يصدقه أحد، قد استخدم هذا النفي مع قادة المجلس العسكري وتمت إقالتهم دون علمهم، ومع وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين وتم تغييره، وأكدت الرئاسة ان فاروق العقدة محافظ البنك المركزي باق في منصبه لكنه تمسك باستقالته، كما أن المصريين يتلقون يومياً على مدار الثمانية أشهر الأخيرة تصريحات رئاسية في الصباح يجري نفيها في مساء اليوم نفسه، ارفعوا أيديكم عن الجيش وقيادته وكفوا عن القول إنه لا علاقة له بالسياسة فقد أسهم الجيش في بناء الدولة الحديثة في مصر وقاد ثورتين كبيرتين في العصر الحديث هما ثورة عرابي وثورة يوليو، ولولا حكمة قياداته ووطنيتها ما قدر لثورة 25 يناير أن تسقط النظام السابق، فالجيش له علاقة بالسياسة وليس له علاقة بالأحزاب أعجب ذلك حزب الحرية والعدالة أو لم يعجبه'؟! من راهنوا على اصطدام الجيش باهالي بورسعيد فشلوا ثم نتحول إلى جريدة 'التحرير' في نفس اليوم وزميلنا وصديقنا جلال عارف، نقيب الصحافيين الأسبق، وهو من أبناء بورسعيد، وربطه بين محاولة الرئيس رشوة المدينة ومحاولته السابقة توريط الجيش في الاشتباك مع أهالي مدن القناة الثلاثة عندما فرض حالة الطوارىء وحظر التجول، وقال ساخراً: 'عندما أعلن الأخ الرئيس مرسي قراره الخائب بإعلان الطوارىء وحظر التجول في مدن القناة كان يتصور أنه 'جاب الديب من ديله' كما يقولون، فهو سيقمع الثائرين في بورسعيد والسويس وسيظهر العين الحمرا لباقي المصريين في كل أنحاء الوطن والأهم أنه سيضع لجيش في مواجهة الشعب الثائر ليستطيع بعد ذلك اختراق المؤسسة وتسخيرها لخدمة مخطط 'تمكين' الجماعة من الحكم!! كان الرهان على صدام ممكن بين جيش مصر ومواطني القناة رهانا يعكس البلاهة السياسية والجهل بالتاريخ، هذه مدن تربت على مقاومة العدو، وعلى أن السلاح في يدها لا يوجه إلا إلى المعتدي الأجنبي وهذا الجيش له عقيدة ثابتة أن ولاءه للوطن للحكم، وأن سلاحه ضد العدو، لا ضد شركاء الوطن، ولهذا كان من الطبيعي أن تسقط أوهام الصدام التي تخيلها البلهاء، هل هي صدفة الآن، أنه في الوقت الذي تعلن بورسعيد فيه العصيان المدني ضد حكم الإخوان، يبدأ 'الإخوان' من جانبهم معركة جديدة من معاركهم التعيسة، هذه المرة مع جيش مصر مستهدفين قيادته ومحاولين إثارة الفتنة في صوف المؤسسة العسكرية الوطنية'؟! وما أن قرأ زميلنا وصديقنا والفنان والرسام الكبير حلمي التوني كلام صديقه جلال، حتى أراد تقديم مساهمة متواضعة في نفس الصفحة، إذ كان رسمه عنوانه - قريباً في الأسواق - وكان دعاية عن سلعة جديدة من انتاج القوات المسلحة، عبارة عن مكينة حلاقة، طبعاً، المعنى واضح، وهو حلاقة للحى . اقليم القناة ينتظر اعتذارا من الرئيس وإلى 'الوطن' يوم الأربعاء أيضاً وزميلنا محمد موسى الذي قال ساخراً من الرئيس: 'قبل ثلاثة أسابيع لوح الرئيس بأصبعه مهدداً إقليم القناة بأكمله، بأنه 'سيفعلها' ثم فعلها: فرض حظر التجول والطوارىء على المحافظات الثلاث لمدة شهر، بعد ساعات رأى حظر تجوله مهدراً على أنغام السمسمية ودورات الكرة فترك لكل محافظ تقدير الموقف بدلا من التواضع لحل وإلغاء القرارات مع الاعتراف بأنه 'حسبها غلط'. بعد ثلاثة أسابيع على خطبة 'الصباع' عاد مرسي ليتملق أبناء بورسعيد والقناة بقرار 'عاجل'. إنه العصيان المدني يا ذكي، أهل المدينة يطلبون اعتذاراً من الرئيس عن وصفه شهداءهم بالبلطجية، يطلبون تقديم قتلة أبناء المدينة للمحاكمة واعتبارهم شهداء أسوة بضحايا العاصمة، يريدون أن يتوقف مرسي وجماعته عن سياسة العقاب الجماعي للمدينة ولاقليم القناة'. الفساد منظومة ترتبط بالمزاج الخاص للحاكم وإلى المعارك التي لا تزال مشتعلة حول الرئيس معه وضده بسبب سياساته وقراراته، والتي قال عنها استاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ومستشار صحيفة 'الوطن' الدكتور محمود خليل يوم الاثنين: 'الفساد منظومة ترتبط بالمزاج الخاص للحاكم، كما أن العدل منظومة ترتبط بمزاج سيادته، فإذا كان الحاكم كذوباً مراوغاً مضللاً، قامت المنظومة على الكذب والمراوغة والضلال، نحن متفقون على أن موضوع الشاب 'خالد سعيد' - رحمه الله - كان سبباً مباشراً من أسباب قيام ثورة 25 يناير، ولعلك تذكر الملابسات التي ارتبطت بقتله على يد اثنين من رجال الشرطة خرج علينا تقرير الطب الشرعي، مؤكداً أن الشاب توفي أثناء محاولته بلع لفافة 'بانجو' كانت بحوزته، وبعد سنتين من قيام الثورة كانت قصة مقتل الشاب محمد الجندي وقد خرج تقرير الطب الشرعي مؤكدا أنه توفي في حادث سيارة رغم شهادة الشهود بأنه قد لقي ربه نتيجة التعذيب المفرط وألون العذاب التي ذاقها على أيدي زبانية الشرطة وميليشيات الحكم داخل معسكر الجبل الأحمر، نحن أمام مشهد واحد بأسمين مختلفين للضحية 'خالد ومحمد'، وأسمين مختلفين لرئيس 'حسني ومرسي' قال رسول الله 'صلى الله عليه وسلم': 'إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن'. بس حتعمل إيه ومزاج سيادته عكر؟!'. رد الرئيس على سيدة طالبته باعادة زوجها أما يوم الثلاثاء، فقد أراد زميلنا وصديقنا محمد أمين مداعبة الرئيس والإخوان كما اعتاد بأن قال يوم الثلاثاء: 'لا تبكوا لبكاء مستشار الرئيس المقال خالد علم الدين ولا تبكوا لغضبة حزب النور وارتباط مؤسسة الرئاسة ولا تبكوا لإحالة البرادعي وصباحي وموسى لنيابة أمن الدولة العليا، كلها أشياء يمكن التعامل معها، أبكوا إن شئتم على رد الرئيس نفسه، سيدة طلبت تدخل الرئيس لإعادة زوجها المختطف في سيناء، تصوروا ماذا قال لها الرئيس؟ قال لها: إما أن تصبري أو تطلبي الطلاق؟! ده رد رئيس الجمهورية، أقشعر بدني من الرد، قتل الأمل عند زوجة تنتظر زوجها، الطلاق هو الحل! أعتقد أن الإخوان، كانوا يرفعون شعار: الإسلام هو الحل، لم نعد نسمعه عنه الآن، الشعار الجديد: الطلاق هو الحل، قالت دعاء: إنها التقت الرئيس، وقالت إنه عاملها كأنها ابنته، نصحها في النهاية بأن تتحلى بالصبر أو تطلب الطلاق، هكذا قالت دعاء لقناة الناس، لم تقل ذلك لأي قناة فلولية، أصيبت بانتكاسة شديدة، لم تتوقع هذا الرد من الرجل الأول في مصر. التفسير الذي تصوره الرئيس أن الزوجة تبحث عن زوجها لأسباب تتعلق بالحقوق الشرعية، تصور أن المسألة جنسية وشرعية'. الوظائف والتعيينات تتم في غفلة من القانون وفي نفس اليوم سمعت صراخاً صادراً من صحيفة 'المصريون'، وكان للمسكين الدكتور ايهاب العزازي وهو يدعو على الرئيس لدرجة أن مقاله كان - رسالة للرئيس مرسي، حسبنا الله ونعم الوكيل - قال في رسالته: 'مازالت الوظائف والتعيينات تتم في غفلة من القانون ولا يوجد معيار واضح محدد لاختيار القيادات والمسؤولين ونعيش أزهى عصور الأخونة وزرع رجالك ومؤيديك أبناء الإخوان المسلمين في كل مفاصل الدولة والأدلة كثيرة ولا داعي للدخول في جدل عقيم لن يقدم ولا يؤخر فأنتم مستمرون في تنفيذ خطتكم ولا ترون سوى أهدافكم ولا تسمعون صرخات الغضب من حولكم، وكأننا أصبحنا نعيش في جزر منعزلة، والأهم هل أنت راض عن ذلك، وكيف تقف بين يدي الله في كل صلاة؟ سيادة الرئيس لن أتكلم عن تعيينات الوزراء ونوابهم والمحافظين ونوابهم وغيرها من القيادات في جهاز الدولة، وكيف اخترتهم، أنتم تواصلون مسيرة نظام مبارك بكل قوة، ولا أعلم أين الإسلام الذي تدعون أنكم تسعون لتطبيقه، وكيف تقف أمام الله، وهل ضميرك مرتاح وأنت تعلم أن البطالة تنهش في جسد شباب مصر ومنهم من هو أكثر خبرة وعلم من ولدك عمر، ولكن هل هذه سياستك؟ وهل هذا حكمك وأقول لك صرخات العاطلين من شباب مصر لن تتركك بل ستطاردك في كل مكان، فأنتم ترسخون لعودة الواسطة والمحسوبية في التعيينات ولا تصدق من يبررون لك ذلك، فهم سحرة الشيطان يزينون كل اثم وقبح وهم من سيسقطونك بكل قوة، أنت ونظامك، فهل لا تعتبر ممن سبقوك وكان مصيرهم السجون ومزبلة التاريخ، وأنت الرجل المسلم المصلي الخطيب الواعظ فأين أيمانك ودينك، وأنت ترى شباب مصر ينهشهم سرطان لبطالة وتسارع بتعيين ابنك في وظيفة يستحقها غيره الكثيرون، سيادة الرئيس كيف نحترمك ونقدرك ونراك رئيساً لكل المصريين ونحن لا نرى منك سوى سياسات عقابية وقرارات تجعلنا نفقد الأمل في مستقبل أفضل فلا علم ولا خبرة وأي شيء، يفيد معكم فأنتم لا تسمعون سوى صوتكم ونقل لك رسالة يرددها الكثيرون من شباب مصر 'حسبنا الله ونعم الوكيل'. هل تقبل الرعية أن يحكمها حصان أو فيل؟ لا، لا، هذا كلام غير مقبول لأن الهجوم على الرئيس سببه أن عددا من قادة جبهة الانقاذ الوطني يريدون أن يعزلوا الرئيس ليجلسوا مكانه، والدليل هو المظاهرة التي اتجهت إلى قصر القبة تحت شعار - كش ملك - وقد فوجئت يوم الأربعاء، وأنا أتصفح صفحات جريدة 'الحرية والعدالة'، بالعثور على إخواني خفيف الظل اسمه محمد طويلة قال في باب - آراء حرة - 'عادت بنا الذاكرة لأيام الصبا لنتذكر في خضم الأحداث الراهنة ألعاباً كنا نتسلى بها مثل لعبة الشطرنج، وكان الهدف الرئيسي من اللعبة هو التخلص من الملك فتتم محاصرته بشتى الوسائل والخطط تارة من جانب العسكري، وتارة من جانب الحصان وتارة من جانب الفيل، ويبذل في سبيل التخلص من لملك الغالي والنفيس، فلا بأس بموت جيش العساكر أو الحصان أو الفيل، حتى لو مات الوزير نفسه لأن الهدف الأسمى هو التخلص من الملك، وإذا تم تحقيق هذا الهدف فقد انتهت اللعبة، وليس من قواعد اللعبة إذا قتل الحصان والفيل، ذلك الملك، أن يجلس مكانه وأن يحكم رعيته من بعده، وهل يقبل الرعية أن يحكمهم حصان أو فيل؟ ولو تخيلنا أن ذلك من الممكن أن يحدث من أين يأتي الحصان أو الفيل برجاحة عقل الملك في إدارته؟ كي تقبل أمة بعد أن اختارت رئيسها بنفسها أن يحكمها حصان و فيل أو حتى وزير يريد أن يتسور جدار القصر ليجلس على الكرسي تحت مظلة إرهابية دون وازع من ضمير، وكأن الشعب سيتركه ينعم بالبقاء ولو للحظة'. اختطاف الثورة لصالح تيار الإسلام السياسي وإلى المعارك والردود المتنوعة وستدور كلها حول الإخوان معهم وضدهم، وكان ملفتاً للانتباه دفاع زميلنا يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة 'وطني' القبطية عن دعوة الرئيس المعارضة للحوار ومهاجمته لقادة جبهة الانقاذ لرفضهم للدعوة إلا بعد تلبية شروطهم، فقال في عدد الأحد: 'هل مرسي ونظامه وجماعته وحكومته مسؤولون وحدهم عن هذه الحالة من الغضب والقهر التي تنتاب الشارع؟ أستطيع أن أقول انهم بالفعل صنعوه، لكنهم ليسوا وحدهم الذين يساهمون في تأجيجها، بل تشترك معهم قوى المعارضة التي لا تملك سوى أدوات الشجب والرفض والاحتجاج وتترك البلاد في أزمتها السياسية دون أدنى محاولة لتحريك الأمور في اتجاه الانقاذ، مستحوذ ومخادع لأن التصريحات والبيانات وإن كانت تدغدغ مشاعر الثوار مؤقتاً تفشل في تحريك المياه الراكدة أو خلق موقف إيجابي شجاع يخرجنا من الأزمة المستحكمة. الكل يعرف واقع استحواذ الرئيس وحكومته وجماعته على السلطة، لا أحد ينسى جميع صور التسلط والمواربة واختطاف الثورة لصالح تيار الإسلام السياسي وأنصاره ميراث الخديعة والمرارة المتخلف عن مائدة الحوار الوطني الأولى والجمعية التأسيسية للدستور لا يغيب عن أذهاننا، عدم التصديق وأزمة الثقة يسيطران على الثوار والشارع في دائرة المعارضة إزاء دعوات الرئيس مرسي لمائدة حوار وطني ثانية، مرة أخرى كل ذلك مفهوم ومبرر، لكن غير المفهوم وغير المبرر إسراع قيادات جبهة الانقاذ برفض الدعوة، وحتى إذا حدث المحظور وفشلت مائدة الحوار الوطني الثانية في تلبية تطلعات المعارضة في تعديل دستور يتربص بالمصريين أو ي تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد في المرحلة الراهنة، فلن تخسر جبهة الانقاذ وسوف حسب لها أنها ذهبت وشاركت بدلا من اتهامها بالسلبية، بينما كنت أتوقع من جبهة الانقاذ المشاركة في مائدة الحوار دون شروط أو ضمانات مسبقة وجدت حزب النور السلفي يلعب هذا الدور بشجاعة ووضوح'. قوائم 'الأخونة' في عدد من الوزارات لكن المفاجأة جاءت في اليوم التالي - الاثنين - من رئيس تحرير صحيفة إسلامية يومية هي 'المصريون'، وزميلنا جمال سلطان الذي قال عن أفاعيل وألاعيب الإخوان، وبالأدلة: 'يوم الأحد وعلى الهواء مباشرة تمت مواجهة أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين بقوائم 'الأخونة' في عدد من الوزارات بالأسماء والصفة الوظيفية وذلك من خلال إحدى القنوات الفضائية، القوائم كشفت عن استيلاء كوادر الإخوان على مائة وأربعين منصباً رفيعاً، في عدة وزارات خلال أربعة أشهر فقط لا غير، وهي مناصب تلي منصب الوزير مباشرة كمساعدي الوزير ووكلاء الوزارة، ومديري العموم ومديري القطاعات الحيوية في الوزارات، والذي أثار دهشتي أن القيادي الإخواني وهو عضو بالبرلمان المنحل أكد صحة المعلومات ودافع عنها بحرارة، وكان دفاعه بمبررين: الأول ان هذه الكوادر الإخوانية هي كفاءات مناسبة لهذه الوظائف والثاني: أنهم نظيفو اليد وأن هذه خطة لمحاربة الفساد في تلك الوزارات، وكأن الإخوان قبل أسابيع ينكرون وجود هذه 'الأخونة'. ويلاحظ أنه رغم تبريرات طرد موظفين كبار بحجة محاربة الفساد. لم يتم إحالة أي مسؤول من الذين تمت إقالتهم لإخلاء أماكنهم للإخوان إلى النيابة العامة، أي أنه لا يوجد أي مصداقية لدعوى لفساد في هذه اللعبة، ليس من اللائق أن تطرح مسألة نظافة اليد في هذا السياق، لأنه سباب مباشر أسوأ مما سبق، لأنه يعني أن كل ما هو غير إخواني فهو متهم في ذمته ومشكوك في إخلاصه للوطن وفي طهارته وفي شرفه، أنا لا أتصور أن الذين استولوا على مائة وأربعين منصباً في القيادات العليا للوزارات لم يجدوا شخصاً واحداً نظيف اليد في حزب النور مثلا، أو في حزب مصر القوية أو حزب الوسط أو حزب البناء والتنمية وهي الأحزاب الممثلة للمشروع الإسلامي فهل كل هذه الأحزاب أعضاؤها من الفاسدين وخربي الذمة وغير المؤتمنين على البلد أو أنهم جهلة وضعاف وتافهون'. 'اليوم السابع': لو ثبت اخونة الوزارات فستكون جريمة كاملة وفي اليوم التالي - الثلاثاء - أراد زميلنا وصديقنا أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي ل'اليوم السابع' تقديم أدلة جديدة على الأخونة بقوله: 'هو مجرد بلاغ للنائب العام من ضمن مئات البلاغات التي يتم تقديمها يومياً لكن لو ثبت ما في البلاغ من اتهامات تشكل جريمة كاملة الأوصاف متعددة الأبعاد تخص الدولة والقانون والقضاء والعدالة والواسطة والمحسوبية وتتعلق بأهم مبادىء المواطنة والعدالة، وهو تكافؤ الفرص، البلاغ تقدم به أحمد يحيي أحمد المنسق العام الائتلاف خريجي الحقوق والشريعة والقانون ضد كل من وزير العدل ورئيس مجلس الدولة ويقول ان مائة وخمسين من خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون والشرطة دعة 2011 تم تعيينهم بمجلس الدولة 50 ' 'خمسون في المائة' منهم من أبناء المستشارين 'وخمسة وعشرين في المائة' 25 ' من خريجي الشرطة و'خمسة وعشرين في المائة' 25 ' من أبناء قيادات الإخوان بينما تم استبعاد الأوائل والحاصلين على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأن من بين المعينين قريب أو ابن المستشار محمود مكي والذي تم تعيينه بتقدير جيد. كأنك يا أبو زيد لا 'ثرت' ولا جيت' وقال أحمد بكر حرب المعيد بقسم القانون الجنائي بجامعة المنصورة انه فوجىء باستبعاده من التعيين بمجلس الدولة دفعة 2011 رغم حصوله على الترتيب الثاني على دفعته ومعه اكثر من ثلاثين حصلوا على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف المستبعدون قالوا أنهم قابلوا مساعد وزير العدل ومدير مكتب ديوان رئاسة الجمهورية وطالبوا بعدم تصديق الرئيس على الدفعة قبل إجراء تحقيق لتحقيق الأمر في حاجة لبيانات واضحة تنفي هذه الاتهامات الشنيعة بالأدلة وإلا كنا أمام نظام يسير على خطى النظام السابق ونحن بعد لم ننته من قصة تعيين ابن الرئيس وإلا فليقولوا لنا أن شيئاً لم يتغير، وكأنك يا أبو زيد لا 'ثرت' ولا جيت'. عداوة الاخوان مع دبلوماسيي وزارة الخارجية ويبدو ان هذه التصرفات أثارت اهتمام زميلنا في 'الأهرام' عماد غنيم فقال متساءلاً يوم الثلاثاء أيضاً: 'لا أعرف لماذا يفعل الإخوان بأنفسهم كل ما يفعلونه ويقدمون لمنافسيهم كل الأسلحة التي يستخدمونها ضدهم هدية بلا ضرورة ولا مبرر؟ دكتور أمراض جلدية يقومون بتعيينه رئيساً لمركز معلومات مركز الوزراء، هذا الموقع الحساس الذي لم يشغله من قبل إلا متخصص في علوم تكنولوجيا المعلومات وقبل ذلك يقومون بتعيين القاضي النزيه سفيرا لمصر في الفاتيكان في وقت عصيب تخوض فيه هذه المؤسسة الكاثوليكية معركة دقيقة للإصلاح الكنسي والسياسي، فماذا يفعل رجلنا الطيب المنبت الصلة بعالم الدبلوماسية في هذه الأجواء، وبسبب هذه الاختيارات وجد الإخوان المسلمون أنفسهم في عداوة مع دبلوماسيي وزارة الخارجية وموظفي مركز المعلومات والعاملين وفي قطاع الطيران لينضموا بذلك إلى عداوات سابقة تكونت وتشكلت في مجالات القضاء والشرطة والإعلام وغيرها وتقدم عمر مرسي لوظيفة في الطيران سوء تقدير يستفز مليون ومائتي ألف عاطل انضموا لطابور البطالة بعد الثورة، فلماذا يفعل الإخوان كل هذا بأنفسهم؟!'.