يعتبر ظهور الطفل أو الطفلة بدور المذيع على شاشة التلفزيون عنصر جذب للمشاهدين الصغار لمتابعتهم، لأسباب كثيرة . المسؤولون في القنوات يتحدثون عن أسس اختيار هؤلاء "المذيعين الصغار"، ويرون أن الخطورة تكمن في البرامج المباشرة، لذلك تستوجب المراقبة المستمرة أثناء التصوير، وما يؤسف أحياناً هو اختفاء بعض أولئك الأطفال من حقل التقديم بعد نجاحهم . وفي التحقيق التالي مزيد من التفاصيل . بداية أشار خليفة حمد أبو شهاب، مدير قناة "سما دبي" المكلف، إلى البرامج التي نالت نصيباً من النجاح والمتابعة، لتنوعها وغناها، ولعدم تشابهها، وهي برنامج "الفسحة"، و"أولاد وبنات"، و"كان يا ما كان"، مع الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة طارش وقصصها للأطفال، والبرنامج الشهير "عالم مدهش" . وقال: الغاية من الاعتماد على أطفال هي مخاطبة الصغار بلغتهم ومفرداتهم، ولدى اختيارهم يتم البحث عن الموهبة الحقيقية والقدرة على إيصال المعلومة بطريقة بسيطة بعيداً عن الخجل والخوف، ويتم تهيئتهم بالتدريب الممنهج، والبعد عن التكلف وقولبة طرق التقديم والتدريب الخاص وابتكار أساليب جديدة، علماً أننا نستفيد من بعض الأخطاء العفوية المقبولة وتقديمها في إطار من المرح . واختتم حديثه قائلاً: لدينا مذيعون شاركوا في برامج قنوات مؤسسة "دبي للإعلام" وهم صغار، وأصبحوا اليوم نجوماً، ومنهم سعود الكعبي وأحمد عبد الله . جميل الرفاعي، مراقب برامج الأطفال في تلفزيون الشارقة، رأى أن نجاح هذه التجربة نابع من إحساس الطفل بأن طفلاً آخر يقدم البرنامج . وقال: بداية إشراك الأطفال في التقديم كانت معي أثناء تقديم برامج "مرسوم على الهواء"، "بنك المعارف"، "من الحدائق"، "أسماء وكلمات"، وغيرها، ثم تم الاعتماد عليهم في برامج "صوت العصافير"، "الطبيب الصغير"، "سفينة المعرفة"، "منتدى الأطفال"، "علامات استفهام"، "أنا الأول"، "خبر وسؤال" الذي يبث حالياً كل خميس، وبرنامج "الهدية الجديد" . وأكد الرفاعي أن الخطورة في البرامج المباشرة أن الطفل معرض لتلقي أسئلة ربما لا يستطيع الإجابة عنها، ولهذا لا بد من وجود معد البرنامج ومنتجه إلى جانبه والتدخل مباشرة . وتابع: الكثير منهم، خاصة البنات، لا يستمرون في التقديم، وهناك من استمر وأصبح من المقدمين المعروفين في عدد من القنوات . أشرف يونس، مدير قناة "إم بي سي 3" وجد أن مشاركة الطفل في البرامج لا تقتصر على دوره كمقدّم أو مذيع فقط، وقال: لدينا أطفال يشاركون في مواقع أخرى لا تقلّ شأناً عن التقديم، كالمُتسابقين في البرامج، وأطفال يلعبون دوراً أساسياً في بعض البرامج، مثل "حول المملكة" وآخرون يديرون الحوارات ويقدمون الطروحات التي تساعد على سدّ الفجوة العمرية بين الأهل وأبنائهم، كالبرنامج التربوي العائلي "يلاّ نحكي"، وآخرون يشاركون المقدّم الرئيس في التقديم، مثل "إيش طابخين يا دانيا دانية" والفتيات اليافعات في "بنات وبس" وغيرها من البرامج . وأكد يونس أنه لا مانع لديهم من حيث المبدأ من وجود طفل في موقع مقدّم رئيس لأحد البرامج، ما دامت الموهبة والكفاءة والحضور متوافرة لديه، مع الأخذ في الاعتبار كل العوامل النفسية والتربوية التي تتوافق مع مثل هذا الطرح . من جهته، كشف سعود الكعبي، الإعلامي في تلفزيون "سما دبي"، أنه تعلق بالميكرفون منذ تقديمه "الطابور المدرسي"، وبدأ في عمر التاسعة مع تقديم افتتاحية ملتقى الأطفال العرب في الشارقة، وقال: تم طلبي من تلفزيون "دبي" للتقديم في مهرجان "دبي للتسوق" في دورته الأولى ،1996 ومازلت أعمل معهم منذ ذلك الوقت، وأول برنامج قدمته كان مسجلاً "أخطار للصغار" وبعدها "قوس قزح" على الهواء . وأضاف: كثير من الأطفال ظهروا في الفترة التي انطلقت فيها، ولكنهم لم يستمروا، واختفت معهم مواهبهم الواعدة، وأتمنى لو أن كل من يدخل هذا المجال من الأطفال يستمر فيه . يلعب مذيعو برامج الأطفال دوراً مهماً في تشجيع هؤلاء على التقديم، هذا ما أكدته تجربة سعيد المعمري، مقدم برنامج "ستار صغار" في تلفزيون "أبوظبي"، والذي ظهرت فيه الطفلة حلا ترك لأول مرة وحققت بعدها شهرة كبيرة . وعن تجربته في تقديم ذلك البرنامج قال: في إحدى اللقاءات طلبت مني الطفلة بدور عبدالله أن تقدم معي حلقة، وحققت رغبتها عبر مشاركتها معي في تقديم برنامج "العيد يانا" على قناة "أبوظبيالإمارات"، وبعد نجاحها في التجربة أدرس فكرة عملها معي في المستقبل . بدورها أشارت الطفلة بدور عبدالله، صف خامس في مدرسة "الأندلس" في الشارقة، إلى أن والدها كان يقدم برامج كهواية، وأنها قدمت فقرات في الإذاعة المدرسية، وشجعتها والدتها على التقديم . وتابعت: أحببت التقديم عبر متابعتي لبرنامج المذيع سعيد المعمري، وتمنيت لو أقدم معه وأصبح مذيعة في المستقبل، وتحققت الخطوة الأولى لدخولي هذا المجال بعد أن عرضت عليه رغبتي فوافق بعد أن أعجب بأدائي، وبعد نجاحي أطمح إلى تقديم برامج وأن أصبح مذيعة . بدأت الطفلة سارة الشمسي، صف سادس في مدرسة "الإمارات الخاصة" في الشارقة، مشوارها مع التقديم في الإذاعة المدرسية، وشجعها والداها، وأخوتها كلهم يقدمون برامج تلفزيونية، وقالت: جاءت مشاركتي في تقديم برنامج "أصدقاء على الهواء" في تلفزيون الشارقة، بعد أن رشحتني مخرجة البرنامج نجوى جمعة، التي دربتني مع مجموعة من الأطفال، ولم تكن التدريبات صعبة، ولم أخف من الكاميرا أثناء التصوير . الطفل راشد محمد، صف ثامن في مدرسة "الحميدية" في عجمان، قال: أهوى التقديم منذ أن كنت صغيراً، وجاءت الفرصة في برنامج "لقاء الأصدقاء" في تلفزيون الشارقة، وتم قبولي من أول مقابلة . وأضاف: بعد أن خضت تجربة التقديم تغيرت شخصيتي، وأصبحت جريئاً أكثر، وأعبر عن نفسي بعفوية، والأهم من ذلك كله شعوري بأنني أخدم بلدي عبر ما أقدمه على شاشة التلفزيون، والمعلومات التي أقدمها للأطفال عبر الفقرة التي أقدمها لهم في "رحلة ممتعة" وزيارة الأماكن السياحية لتعريفهم بها .