رغم أدائه الأكاديمي المتميّز اختار عمران مصطفى، نجل الواعظ ابو حمزة المصري، حياة السرقة والإجرام وانتهى به الأمر خلف القضبان. لكن محاميه يقول إنه ضحية للمجتمع الذي عزله بعدما أخذه بجريرة أبيه. بعدما أدانته المحكمة بسطو مسلح أسفر عن سرقة مجوهرات قيمتها 70 ألف جنيه (112 ألف دولار) في مدينة كينغر لين الساحلية بشرق انكلترا، أصدر القاضي حكمه عصر الأربعاء على عمران مصطفي، ابن الواعظ الشهير أبو حمزة المصري، بالسجن 11 عاما. ونقلت الصحف البريطانية التي تداولت الخبر على نطاق واسع قول محاميه، رودريك برايس، أمام المحكمة التاجية بمدينة نوريتش إن عمران (20 عاما) جنح الى حياة الجريمة «بعدما وجد نفسه في عزلة عن تيار المجتمع الرئيسي لأن سيرة والده حدت بأقرانه في المدرسة والشارع لتفادي صحبته». وقال برايس إن عمران «تمتع بعلاقة طبيعية مع والده حتى بلوغه سن الحادية عشرة عندما أودع هذا الأخير السجن». وهكذا تعين عليه أن «يكبر بسرعة. لكن محاولاته للاندماج في المجتمع اصدمت بعثرة تمثلت في سيرة أبيه وابتعاد الأقران عنه نتيجة نصح آبائهم. فصارت أسرته هي محور عالمه وانكب على واجباته المدرسية فأحرز نتائج ممتازة في حياته الأكاديمية». ووفقا لمحاميه ايضا فبعدما بدأ دراسة الهندسة المدنية بالجامعة تخلى عنها فجأة، وللسبب القديم نفسه: وهو أنه حاول الانصهار في المجتمع الطلابي الجديد لكن سمعة أبيه السيئة وقفت حائلا أمامه ووجد نفسه في عزلة أخرى لا يد أوذنب له فيها. والواقع أنه حتى بعد ارتكابه جريمة السطو المسلح، اضطرت السلطات للحفاظ به في الحبس الانفرادي خوفا عليه من العواقب المترتبة على انه ابن ابو حمزة وسط بقية النزلاء. وقال برايس إن عمران تأثر كثيرا بترحيل والده القسري مؤخرا الى الولاياتالمتحدة، وإن هذا الأمر يثقل قلبه الى أبعد الحدود لأنه يعني أنه لن يراه مرة أخرى. وكان عمران، الذي يقطن مدينة سلاو القريبة الى لندن من جهة الغرب، جزءا من عصابة خططت بشكل دقيق للسطو المسلح على متجر فرانسيس وين للمجوهرات في كينغز لين، قبيل الساعة العاشرة صباحا في 31 يناير / كانون الثاني الماضي. وفرّت العصابة بعدما نجحت في نهب مجوهرات قيمتها 70 ألف جنيه. وسجلت كاميرات المراقبة العملية التي استخدمت فيها الدخان والسلاح الماري والشواكيش الثقيلة في وجه عمّال المتجر «المفزوعين على سلامتهم الشخصية» كما قال ممثل الاتهام. ودفع عمران بأنه «غير مذنب» حيال التهم الموجهة ضده وتلك المتعلقة بها في إطار السطو وحيازة السلاح بنية استخدامه لارتكاب جريمة. وكان القاضي قد أمر بحجب هويته عن وسائل الإعلام الى حين توصل هيئة المحلفين الى قرارها. فأدانته هذه أخيرا مع جوناثان عبدول (18 عاما) بعد محاكمتهما في سبتمبر / ايلول الماضي، وأدانت ايضا بقية أفراد العصابة وهما أسامة حامد (19 عاما)، وأحمد أحمد (20 عاما)، وجميعهم من لندن. ووصف القاضي الجريمة بأنها «مروّعة»، وأصدر حكمه بسجن عمران 11 عاما. وكان هذا الأخير رابط الجأش ويرتدي قميص «تي شيرت» اختطت عليه عبارة USA Track and Field التي تروّج لمنافسات ألعاب القوى الأميركية، وفقا لما نقلته الصحافة. وأصدر القاضي أيضا أحكام السجن الفترة نفسها لعبدول، و8 سنوات وثلاثة أشهر لحامد، و7 سنوات وأربعة أشهر لأحمد. يذكر أن أبو حمزة نفسه سُلم الى السلطات الأميركية الشهر الماضي، ولاحقا رد بأنه «غير مذنب» على تهم الإرهاب الموجهة اليه في جلسة ابتدائية بنيويورك. وهو ينفي التهم الرئيسية المتعلقة بنيته إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين بولاية اوريغون وتدبيره اختطاف سياح غربيين في اليمن. وستبدأ محاكمته في اغسطس / اب المقبل.