لم تستغرق المكالمة الهاتفية بين أيرلندا وميتشيجن أكثر من خمس دقائق، لكن ما قيل فيها، وما ترتب على ذلك من توجيه اتهامات جنائية، يعطل خطط الولاياتالمتحدة لمحاكمة رجل جزائرى فى دوامة ما يسمى بمؤامرة جهاد جين الإرهابية. ويستحيل ترحيل الجزائرى على شرف دماش، إلى الولاياتالمتحدة، حيث يواجه اتهامات بالإرهاب، إلى أن تستكمل السلطات الأيرلندية محاكمته عن جريمة أدنى، هى الاتصال بناشط فى مدينة ديترويت الأمريكية وتهديده. وتأخرت محاكمة "دماش" فى أيرلندا نحو ثلاث سنوات، نظرا لتقديم المتهم الجزائرى طعونا متلاحقة من السجن، وأخيرا بدأت محاكمته هذا الأسبوع فى جنوب أيرلندا، واستمعت هيئة المحلفين الأيرلندية، من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة مع ديترويت، لشهادة رجل ميتشيجن الذى يحاكم المواطن الجزائرى بتهمة تهديده. وفى حالة إدانة "دماش" يمكن أن يستأنف المتهم الحكم أمام المحكمة الأيرلندية العليا، وهذا التعطيل هو تعقيد آخر فى مؤامرة جهاد جين، وهى قضية صورتها الولاياتالمتحدة على أنها وجه جديد للإرهاب لأنها تدور حول امرأة بيضاء شقراء أمريكية المولد. وفى القضية الأمريكية، اعترفت المرأة، التى سمت نفسها جهاد جين واسمها الأصلى كولين لاروز من بنسلفانيا، بالتآمر مع "دماش" لقتل الفنان السويدى لارس فيلكس الذى اتهم بالإساءة إلى النبى محمد. كما اعترفت جيمى بولين راميريس، الأمريكية المولد التى اعتنقت الإسلام، بأنها انضمت إلى "دماش" فى أيرلندا للانخراط فى الجهاد، وتزوجت "راميريس" التى تعرف باسم جهاد جيمى من "دماش" لدى وصولها أيرلندا، وكانت تعيش معه حين اتهم بتهديد الرجل الذى يعيش فى ميتشيجن. وهناك متهم ثالث فى قضية جهاد جين هو محمد خالد، الذى اعترف بأنه قدم الدعم لإرهابيين ومن بينهم "دماش"، وباعترافه بالتهمة المنسوبة له أصبح "خالد"، وهو طالب حاصل على نوط الشرف فى مدرسة ثانوية بماريلاند، أول شخص لم يتعد عمره 18 عاما توجه له تهمة الإرهاب داخل الولاياتالمتحدة. ومن المنتظر أن تصدر محكمة جزئية أمريكية فى فيلادلفيا، الأحكام على "لاروز" و"راميريس" و"خالد" أوائل مايو، ويمكن أن يعزى جزئيا التأخير فى قضيتهم التى استمرت سنوات إلى المتاهة القانونية ل"دماش" فى أيرلندا.