يعيش المواطن محمد اليماحي، البالغ من العمر 70 عاما، فوق رؤوس الجبال في منطقة «الميه»، التابعة لمنطقة الطويين بالفجيرة، من دون كهرباء ولا ماء، كما إنه لا يقتني جهاز تلفاز، ولا يستخدم الهاتف المتحرك إلا قليلا بسبب عدم وصول الإرسال إلى المنطقة الجبلية التي يسكن بها. ويصر على اعتزال مفردات العصرية، وقد اختار العودة إلى الحياة البرية بكل نقائها وتعبها حيث يكسب قوته من بيع الحطب والعسل. السيد حسن (الفجيرة) - تكاد تكون حياة المواطن محمد اليماحي حياة بدائية من الطراز الأول، حيث يعتمد على زراعة القمح والشعير وبعض الخضراوات ورعي الحيوانات، ويقوم بعملية التحطيب لكسب بعض المال للإنفاق على نفسه وزوجته وهما يعيشان وحيدان في جبال منطقة «الميه»، التي تقع على بعد 100 كيلومتر من مدينة الفجيرة، وعلى بعد 40 كيلومترا من مدينة دبا. البرنامج اليومي لا يمكن الوصول إلى الميه إلا عن طريق واحد فقط هو طريق الطويين، والذي يبلغ طوله 14 كيلومترا عبر طرق متعرجة غير معبدة تهبط بك وترتفع عشرات المرات حتى تصل إلى المنطقة الجبلية التي يتخللها وديان فسيحة ومزارع وبعض من برك المياه مثل بركة منطقة الميه، التي يعتمد عليها الساكن الوحيد اليماحي في الشرب هو وزوجته. كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عند وصولنا إلى المكان حيث كنا نظن أن اليماحي يرقد في مكانه وسوف نتحدث معه وهو جالس أو نائم بحكم سنه الكبير؛ فإذا بنا نجد رجلا نشطا يتحرك هنا وهناك، يقطع الحطب بآلته الحادة وبضربات قوية، وينقل المياه. وعن سر نشاطه وتلك الحركة الدؤوبة التي يتمتع بها قال «لأنني أعيش هنا حياة بدائية ولا أستخدم مفردات العصر، كما إنني لا آكل إلا من صنع يدي وإنتاج مزرعتي، وأنام في الثامنة عقب صلاة العشاء، وأصحو في الرابعة للصلاة، ومن ثم البحث عن الرزق من هنا جاءت الصحة وهدوء البال». وحول برنامجه اليومي، قال اليماحي «لي برنامج يومي أنفذه عن طيب خاطر وأنا مستريح ولا أفكر في أي شيء من منغصات العصر التي نسمع عنها، حيث أنام مبكرا في حدود الساعة الثامنة، ثم أصحو ما بين الثالثة والرابعة حيث أصلي الفجر وأحمل حبالي وأذهب إلى الوادي لأجمع الحطب يوميا ثم أحمله على ظهري إلى البيت المتواضع الذي أعيش فيه أنا وزوجتي، حيث تقوم هي الأخرى بأعمال البيت حيث ترعى الأغنام وتحلبها وتعد الطعام لحين عودتي». ... المزيد