تهدد الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها أوروبا صناعة الشوكولاته في القارة العجوز، حيث تراجعت مكانة القارة في مجال معالجة الكاكاو، في وقت تزايد فيه إقبال المستهلكين من الأسواق الناشئة على الشوكولاته. ويُعزى تحول مركز الشوكولاته بعيداً عن أوروبا إلى عاملين، أحدهما تراجع استهلاك أوروبا من الشوكولاته نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة، كما أدى الركود الذي ساد منطقة اليورو والذي قلل من دخل المستهلك، إلى انخفاض معدل الإنفاق على الشوكولاته. وفي حين أصبح المستهلك في آسيا وأميركا الجنوبية أكثر ثراء، ارتفعت نسبة استهلاكه من حصة الشوكولاته العالمية. وشكلت كل من روسيا والهند والبرازيل والصين 55% من نمو تجارة تجزئة الحلويات الدولية خلال العام 2011. ومن العوامل الأخرى التي تسببت في تقلص عمليات معالجة الكاكاو في أوروبا، توجه شركات الكاكاو إلى معالجته في أفريقيا حيث مقر زراعته أو إلى آسيا التي ارتفع فيها الطلب بشدة، بدلاً عن المراكز الأوروبية التقليدية مثل هولندا وألمانيا التي تقوم بإرساله إلى مصانع الشوكولاته في سويسرا وبلجيكا. وتراجعت عمليات معالجة الشوكولاته في أوروبا، والتي تعمل كمؤشر لقوة الطلب، بنحو 16% خلال الربع الثالث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في ثاني تراجع فصلي على التوالي. ويقول كونا هيج، محلل السلع اللينة في بنك ماجواير "تراجع نمو قطاع تجزئة الحلويات تبعاً لتراجع نمو الاقتصاد العالمي نفسه، إلا أن ذلك ليس كافياً لضمان تراجع عمليات المعالجة بمثل هذه النسب الكبيرة". وفي حين انخفض معدل معالجة الكاكاو بشدة في أوروبا وأميركا الشمالية، ارتفعت نسبة معالجته في آسيا وفقاً للأرقام الواردة من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام الحالي بنسبة قدرها 4%، مقارنة بالسنة الماضية. وتستثمر معظم الشركات الكبيرة العاملة في تجارة الكاكاو ومعالجته في إنشاء مصانع جديدة لها في البلدان المنتجة للسلعة، ففي ساحل العاجل أكبر منتج للكاكاو في العالم، تخطط كل من "أولام" السنغافورية و"سيموي" الفرنسية، إلى زيادة سعة المعالجة هناك، كما تنوي "باري كاليبو" أكبر شركة لصناعة الشوكولاته في العالم، بناء مصنع جديد لها في إندونيسيا. ... المزيد
