أكثر ما يجذب ذواقة المأكولات هو تناول طبق محضر على أيدي طاه خبير في أمور الإبداع المطبخي. وتعلو درجة التشويق إذا كان الطعام مجبولا بخبرة تعود إلى مئات السنين من الإرث الثقافي في عالم التوابل والنكهات. وهذا ما سهلت أبوظبي حدوثه باستضافتها نجم الطهي الهندي الشيف امتياز قريشي، الذي تعود جذوره إلى أسرة من كبار طهاة أباطرة المغول القدامى، وخلال تواجده في العاصمة حرص قريشي على الاطلاع على فنون المطبخ الإماراتي، مؤكدا العلاقة الوثيقة التي تربطه بالمطبخ الهندي، والتي نشأت من خلال النشاط التجاري البحري الذي حمل معه نكهات طوعها المطبخ الإماراتي لتناسب البيئة المحلية. نسرين درزي (أبوظبي) - عند الالتقاء بالشيف امتياز قريشي، الذي يناهز الثمانين من العمر، ومراقبته أثناء تعامله مع أدواته خلف منصة التقطيع في المطبخ، يبدو وكأنه قائد أوركسترا يمعن في إدارة أجمل الألحان. وهكذا كان خلال تواجده في فندق «الشاطئ روتانا»، حيث حل ضيفا على مطعم «إنديجو»، ضمن مشاركته في فعاليات مهرجان «فنون الطهي 2013» الذي اختتم فعالياته مؤخرا. والطاهي المحترف في قوائم الطعام الهندي الأصيل، يأخذ متذوقي أطباقه في رحلة عبر الزمن لاستحضار الإرث العريق للمطبخ الملكي المغولي. واستفاد قريشي من زيارته لأبوظبي فاطلع على فنون الطبخ الإماراتي وأسراره. تأثيرات متبادلة حول زيارته لأبوظبي وهدفه منها، يقول إنه عرض من خلال زيارة أبوظبي رؤيته الخاصة وتجربته الثقافية في الطهي، وتلمس الروابط بين المطبخين الإماراتي والهندي. ويؤكد أن هذين المطبخين يرتبطان بعلاقات ممتدة تبادلا خلالها التأثيرات نتيجة التواصل بينهما عبر خطوط التجارة البحرية، مشيرا إلى أن الطهي الإماراتي أسهم في إعادة صياغة هذا الفن وتقديمه في صورة تعكس عراقة الثقافة المحلية. ويذكر خبير المأكولات الهندية قريشي أنه لم يضع أي ساعة فراغ أثناء تواجده في العاصمة إلا واستغلها في التجوال على أهم المعالم السياحية التي سمع عنها. ومن الأمور التي أثارت فضوله تنوع مذاقات المطابخ العالمية المنتشرة في منشآت الضيافة في الإمارة، ولاسيما في جزيرتي ياس والسعديات اللتين تزخران بمجموعة فنادق راقية، مؤكدا أن البنية التحتية السياحية لأي دولة تبدأ من نكهات مطابخها، وما تقدمها مرافقها من خيارات تجذب الضيوف وتستحوذ على اهتماماتهم. ... المزيد