الأحد 24 فبراير 2013 10:57 مساءً عدن (عدن الغد) خاص يبدأ عبدالواسع اليهري والذي يعمل أستاذاً بجامعة عدن يوم عمله في حجرة مكتظة ليس بها هاتف و لا جهاز كمبيوتر وفي اجواء بالغة الحرارة . وقال أنه على مدار 22عاماَ لم يستثمر شي في هذه الجامعة ويرى أن المعايير انخفضت إلى مستوى المدارس الثانوية. وعلى غرار الكثير من الجنوبيين يشكو اليهري من الإهمال الأقتصادي والأجتماعي وهو اتهام تنفيه حكومة صنعاء التي يهيمن عليها الشماليون.. واصبحت الاحتجاجات متوطنة في الجنوب الأعوام الأخيرة حيث تتكرر أعمال العنف بين قوات الأمن والمتظاهرين ويطالب كثير منهم الأستقلال عن حكومة صنعاء ويمثل هذا تهديداَ قوياَ لحكومة صنعاء . ومدينة عدن اكبر ميناء في اليمن وكانت ذات يوم عاصمة منفصلة في الجنوب الذي توجد به معظم صناعة النفط والغاز .ورغم ذلك يضمحل منذ سنوات وجود المؤسسات والمصانع والتي باتت في خبر كان و الأمن منفلت والظلم والجور يخيم على أبنائها ,فالفوضى تسود البلد والأماكن التاريخية تندثر التي يرجع تاريخ معظمها إلى حقبة الحكم الأستعماري التي أنتهت في عام 1967م.. وقال اليهري أن الأمور تتجه نحو دولة مستقلة ليس لان الجنوبيين يريدونها فقط ولكن لأن صنعاء تتجاهل معاناتهم ايضا.. واشتكى من الظلم القائم على المحافظات الجنوبية.. واتحد شمال وجنوب اليمن عام 1990م في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي كان رئيساَ للشمال منذ عام 1978م. وادت الوحدة المتعثرة إلى حرب أهلية قصيرة عام 1994م انتصر فيها الشمال ..ويقول الجنوبيون أن الوظائف الحكومية والموارد تذهب للشمال منذ ذلك الحين .. ويقول نشطاء معتدلون أن السيطرة على أعمال العنف قد تكون صعبة بدون تنازلات من الحكومة صنعاء. ويقول العميد عبدالله هيثم قائد عسكري جنوبي سابق "نطلب من ناسنا الا يلجأوا للعنف لكنهم يزدادون غضباَ لأن النظام التابع لصنعاء لا يعرف حتى بأن هناك مشكلة هنا . ويضيف "في صنعاء الاحتجاجات وصلت إلى مرحلة يجب معها تقديم ما هو اكثر من مجرد كلمات مضيفاَ أن أقوال الشمال عن أقتسام السلطة والموارد لا تتبعها أفعال . والفقر المتزايد جرح لا يندمل في انحاء اليمن ..لكن الجنوبيين يقولون أنهم كانوا أفضل حالاَ قبل الوحدة عام 1990م وبفضل مينائها الذي كان مزدهراَ ذات يوم كانت مدينة عدن دوماَ اكثر انفتاحاَ من بقية الدول العربية.. ويظل الحنين لحقبة الحكم البريطاني الذي واجه مقاومة عنيفة في ايامه الأخيرة. وبعد الاستقلال انضم الجنوب إلى الكتلة الاشتراكية وبمساعدة السوفيت انشأ دولة رفاهية مقارنة بيمن اليوم حيث يعتقد البنك الدولي ان 42 في المئة من 25 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بدخل يبلغ دولار في اليوم. وأصيب اقتصاد الجنوب بالكساد وبدأ ينهار بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990م لكن الناس مازالوا يتذكرون الرعاية الصحية والتعليم المجاني و التسعيرة الحكومية للسلع والمنح الدراسية للالاف من الطلاب في موسكو أو شرق اوروبا الشيوعية .. ويتحدث كثيرون في مدينة عدن لغات اجنبية او يتمتعون بمهارات فنية . ويفتخرون بتعليمهم للشماليين بأسم الدحابشة(المتخلفين) وهو الوصف الذي يراه كثيرون بأنه "عنصري". و يقول نشطاء جنوبيون انه بعد الوحدة احتل الشمال الجنوب, واعاد النظم القبلية التي كانت قد اختفت خلال الحقبة الاشتراكية لتعزيز نفوذه . ويقول عبدالواسع اليهري ان خريجيه يناضلون للحصول على وظائف لأن الصناعات الحكومية تفضل المتقدمين للعمل من الشماليين الذين يرسلون من صنعاء يعينهم المديرون بناء على علاقات شخصية . وقال أن الجنوبيين لا يريدون العنف لكنهم يرون أن يحكموا شؤنهم . وتابع حديثه بالقول :" أن الجنوب كان دولة مستقلة لكنه يشعر الآن بانه محتل من قبل حكومة الشمال. *من– الخضر عبدالله محمد- خاص ل عدن الغد