قال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي "مرت فترة عصيبة جدا وتخلقت من جراء ذلك العديد من القضايا والمشاكل الاقتصادية والامنية والسياسية والتي خلفت ايضا تداعيات على مختلف الجوانب." جاء ذلك خلال لقائه اليوم بعدن محافظي محافظات عدن ولحج وأبين وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية ورؤساء وأمناء المجالس المحلية وأعضاء اللجان الامنية في المحافظات الثلاث ضمن زيارة هادي للمحافظات الجنوبية والاطلاع على الأحداث وانعكاساتها. وتشهد عدد من مدن الجنوب حالة من الاحتقان الشعبي نتيجة الاحداث الدامية التي تشهدها عدن ومحافظات جنوبية منذ الأربعاء الماضي جراء سقوط قتلى وجرحى من أنصار الحراك الجنوبي برصاص قوات أمنية وعسكرية تزامنت مع احتفالات اقامتها السلطة وبعض القوى السياسية في عدن الخميس الماضي في ذكرى انتخاب هادي رئيسا توافقيا. قال هادي في لقائه اليوم بالمحافظين "اننا على بعد واحد وعشرين يوما من انطلاق الحوار الوطني الشامل الذي سيرسم معالم المستقبل الجديد على اسس منظومة الحكم الرشيد والنظام والقانون والدولة المدنية الحديثة ولهذا فان الحوار والحوار وحده هو السبيل الوحيد لحل كافة القضايا والملفات العالقة بكل صورها واشكالها ". وتحدث في السياق عن طبيعة مهام واعمال اللجان المتعددة التي ستنبثق من جلسات مؤتمر الحوار وهي متنوعه ومتعددة ومتخصصه وسيستغرق هذا الحوار مدة طويله قد تكون سته اشهر او اكثر او اقل والمهم هو العمل الجاد والنوايا الصادقة, منوها إلى ان هناك قوى خيره كبيره تريد الحوار وهناك اصحاب مصالح ضيقة لا تريد الحوار سواء هنا من الداخل او في بيروت او غيرها وهناك من جند قنوات وصحف اعلامية من اجل التعبئة الخاطئة وزعزعة الامن داخل الوطن". مؤكدا ان اسس الدراسات العسكرية في الكليات وطبيعة القبول ستكون من نوع متطور وستكون في مراكز المحافظات . وأضاف هادي نحن نقول كفى صراعات وكفى مكايدات ويكفي خمسين سنه مضت على هذا النحو دعونا نفتح صفحة جديدة ونقفل صفحة الماضي بكل ما لها وما عليها ونبني جيشا تتجسد فيه الوحدة الوطنية من اقصى المهرة الى اقصى صعدة ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب من اقصى الشرق الى اقصى الغرب,محذرا من اي تصرفات رعناء تحاول ان لا يكون اليمن في امن واستقرار. وفق ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" وتأتي زيارة هادي لمدينة عدن بعد أيام من الاحتفال الذي أقامته السلطة بالذكرى الاولى بانتخابه رئيسا توافقيا خلال المرحلة الانتقالية وكان على اساس نقل السلطة من سلفه علي صالح الذي أطاحت به ثورة شعبية . وتشهد مدن عدة في الجنوب حالة من الاحتقان الشعبي نتيجة الممارسات التي قامت به قوات الجيش والامن في مواجهة متظاهرين سلميين من انصار الحراك الجنوبي السلمي وخلفت أكثر من خمسة عشر قتيلا وأكثر من سبعين جريحا إصابات معظمهم بالرصاص الحي. وتنفذ فصائل الحراك الجنوبي السلمي عصيانا شاملا على مدى ثلاثة أيام في عدة مدن جنوبية رافقها أعمال عنف وتخريب واحراق عدد من المقار للتجمع اليمني للاصلاح في المكلاوعدن ولحج وأبين والضالع، حيث توجه أصابع الاتهام من قبل الشارع الجنوبي للاصلاح بأنه هو من دعا ونظم وشارك في فعالية الاحتفال. ويرى مراقبون أن ما جرى في عدن الخميس الماضي عمل على تأزيم الوضع المحتقن أصلا في الجنوب بعد أن كانت تلوح إنفراجة من نوع ما تدفع بالنخب السياسية في الجنوب للمشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده في 18مارس القادم. وحول زيارة الرئيس هادي للجنوب والتي تعد الاولى بعد توليه الرئاسة في 21/فبراير 2012م يستبعد مراقبون عودة الامور إلى ما كانت قد وصلت إليه المباحثات مع قادة في الحراك الجنوبي ما لم تكن هناك خطوات إيجابية على أرض الواقع تعيد للشارع الجنوبي بعض هدوئه، ومن ذلك قرارات بإقالة مسئولين وقادة عسكريين وأمنيين لهم صلة بالاحداث، إلى جانب خطوات عملية ضمن النقاط العشرين التي اقرتها لجنة الحوار الوطني وطالبت بتنفيذها تمهيدا لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.