فتحت مسابقة "مواهب" التي نظمتها إدارة الإسكان الجامعي في جامعة الإمارات العربية المتحدة نافذة كبيرة لكل من يمتلك موهبة حقيقية في مجال الفنون الغنائية والشعرية والرسم والتمثيل والمسرح والإنشاد الديني على مستوى طلاب الجامعة، وتعد هذه الخطوة من أهم المبادرات التي قامت بها الجامعة لتوجيه طلبتها ومساعدتهم على اكتشاف مواهبهم، ومن ثم صقلها وتنميتها وتسخيرها لخدمة المجتمع، وأجريت تصفية المشاركين على مرحلتين من خلال التصويت الإلكتروني وتقييم لجنة التحكيم . يقول الدكتور عبد الرحمن الشايب النقبي، عميد شؤون الطلبة في الجامعة: تأتي مسابقة "مواهب" ضمن مبادرات إدارة الجامعة اتجاه طلبتها، والتي تسعى من خلالها إلى استثمار أوقات فراغهم في برامج هادفة ومفيدة، ومساعدتهم على اكتشاف مواهبهم ومن ثم صقلها وتنميتها وتسخيرها لخدمة المجتمع، أيضاً تهدف الأنشطة الطلابية إلى تقوية علاقة الطالب بالمؤسسات والمراكز التي تهتم برعاية ودعم المواهب والإبداعات الطلابية، والمتمثلة هنا في جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات وملتقى طلبة الإمارات . ويوضح حسين الجنيبي رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة ومدير أول إدارة الإسكان الطلابي، شروط وضوابط قبول الأعمال المشاركة في المسابقة، قائلاً: وضعنا مجموعة من الضوابط والشروط لقبول الأعمال المشاركة، وكانت الغاية منها تقديم أعمال ذات مستوى ومغزى وهدف، ومن خلال هذه المعايير استطعنا أن نحقق أهداف المسابقة وحصلنا على مجموعة متميزة من الأعمال، التي أبرزت مواهب الطلبة سواء في المسرح أو الرسم أو الإنشاد والغناء، ومن جهتي أشعر بالرضا والفخر بمستوى إبداعات الطلبة وأفكارهم، التي ستكون دافعنا للاستمرار في هذه تنظيم مسابقة "مواهب" سنوياً . وعن آلية اختيار المواهب الفائزة والجوائز المقدمة لها، يضيف: تم اختيار المواهب الفائزة من خلال التصويت الالكتروني من قبل الجهور وتقييم لجنة التحكم، وحصل المركز الأول على جائزة قيمتها خمسة آلاف درهم، كانت من نصيب فريق مسرحية الظلام، وجاءت مسرحية الدنيا حلوة في المركز الثاني وحصلت على جائزة قيمتها ثلاثة آلاف درهم، وفاز الطالب محمد حمدان الدرعي بالمركز الثالث وألفي درهم في الغناء الشعبي، وحصل باقي المتأهلين على دروع وشهادات تقديرية . يتحدث عمار وصفي (طالب علاقات عامة وأحد المشاركين في مسرحية "الظلام" الحائزة المركز الأول في المسابقة) عن مشاركتهم، قائلاً كان تحدياً كبيراً بالنسبة لنا أن نوصل فكرتنا في مدة قصيرة لا تتجاوز عشر دقائق، خاصة وأننا اخترنا أن نقدم عرضاً صامتاً، يعتمد على المؤثرات الصوتية والمجسمات فقط، ولاشك أن وجود فرق مسرحية تقدم عروضاً صامتة، لم يعد شيئا جديدا، ولكن ما يميزنا عن غيرنا من الفرق أننا لا نعتمد فقط على الحركات المبهرة، بقدر ما نحرص على توصيل فكرة تتعلق بقضايا مجتمعنا بأسلوب جذاب وفكاهي . ويقول يوسف زياد (طالب هندسة كهربائية وأحد المشاركين في مسرحية "الظلام"): تناولت مسرحيتنا مشكلة العنوسة والمغالاة في المهور وما يقدمه صندوق الزواج في دولة الإمارات من حلول للشباب، وضم العرض ثلاثة مشاهد، حاولنا خلالها تجسيد معاناة شاب مقبل على الزواج، وفي المشهد الأول كان الشاب يجلس في أحد المقاهي وهو يفكر في الإقدام على خطوة الزواج، وفي المشهد الثاني يبدأ الشاب في البحث عن عروسه، وعندما يجدها ويتقدم لخطبتها، يفاجأ بطلبات والدها، ويعجز عن تلبيتها، وفي المشهد الأخير يظهر صندوق الزواج، ويرمز لمؤسسة صندوق الزواج، التي تلبي رغبات الأب وتساعد الشاب على إتمام زواجه . ومن جهته يرى أحمد الرشيد (طالب اتصال جماهيري، وأحد المشاركين في مسرحية "الدنيا حلوة" الحائزة المركز الثاني) مشاركته في المسابقة مكسبا كبيرا بالنسبة له، قائلاً: كانت المنافسة شديدة بيننا، لأن المسابقة جمعت مواهب متعددة على مستوى طلاب جامعة الإمارات، وأعتقد أن ما يميز عرضنا عن غيرنا من العروض أننا اخترنا موضوعاً غير كوميدي ووضعناه في قالب كوميدي، فكان هذا تحدياً كبيراً لقدراتنا التمثيلية والكوميدية . وعن مشاركتهم، يضيف : تطرح مسرحيتنا إحدى القضايا الإنسانية بأسلوب كوميدي، وتدور أحداثها حول كيفية التعامل مع الخصم في حالة الهدنة والتحذير من غدره، وفي المشهد الأول يستعد الجنود لمواجهة عدوهم، وبعد إتمام التدريبات يتم أسر جندي ذهب لاستطلاع موقع العدو، وبعد أسره تسعى فرقته إلى الاتفاق على هدنة مع الطرف الثاني، مقابل إخلاء سبيل الجندي، وبالفعل يتوصل الطرفان إلى هدنة، وفي المشهد الأخير يعود الجندي الأسير إلى فرقته، وإذ بأحد خصومهم، يحاول اغتيال قائدهم، فيتصدى له، ويموت . محمد حمدان (طالب في كلية القانون وحاصل على المركز الثالث في المسابقة) يقول: كنت متفائلا بهذه النتيجة، لأنني لحظة وقوفي على المسرح، وأنا أقدم هذا اللون من الغناء الشعبي "الشلات" شعرت بتفاعل الجمهور معي، وانعكس ذلك على أدائي، وزادني حماسا في تقديم أفضل ما لدي وتوقعت أن يصل شعوري إلى كل من سمعني . ويضيف: عبرت من خلال مشاركتي عن تمسكي بتراث أجدادي، وحرصت أن يكون أدائي جذابا يجمع بين أصالة الماضي وإيقاع الزمن الحاضر، وبدأ اهتمامي بالغناء الشعبي منذ ثلاث سنوات، من خلال مجالسة "الشواب" الذين يجيدون هذا الفن، وكان لوالدي دور كبير في تشجيعي على الغناء الشعبي، وكنت استمع إلى مقاطع من "الشلات"، وأتدرب على أدائها، ومن ثم أقوم بعرضها على أصدقائي وأفراد عائلتي، وأسألهم عن انطباعاتهم، لأستفيد منها في تطوير أدائي .