القاهرة - وكالات: في مؤشر على إمكانية تدخله بشكل أوسع مع تفاقم التدهور الأمني, تسلم الجيش المصري من الشرطة, أمس, مديرية أمن بورسعيد, التي شهدت اشتباكات دامية في الأيام الستة الماضية, في محاولة لتهدئة غضب الأهالي, فيما حاول وزير الداخلية محمد إبراهيم تهدئة الانتفاضة المتصاعدة في صفوف قوات الأمن بإقالته قائد قوات مكافحة الشغب. (راجع ص 23) وجاء تسلم الجيش مقر ومحيط مديرية أمن بورسعيد حيث دارت الاشتباكات الدامية, غداة مقتل متظاهر ووفاة آخر متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام في الصدامات, في محاولة لضبط الأمن قبل حكم قضائي مرتقب اليوم السبت في قضية "مذبحة بورسعيد" المتهم فيها عدد من ابناء المدينة. وفيما بدا وسيلة لنزع فتيل العنف, أعلنت وزارة الداخلية "إسناد مهام تأمين مديرية أمن بورسعيد للقوات المسلحة", حرصاً منها على "تخفيف حالة الاحتقان وما يسفر عنها من أعمال عنف". وانسحبت الشرطة منذ صباح أمس من محيط مديرية الامن في بورسعيد مفسحة المجال لمدرعات الجيش لتأمين المنطقة التي تعد مسرح الاشتباكات, فيما أغلقت كل اقسام الشرطة الخمسة في المدينة أبوابها وانسحب رجال الشرطة من الشوارع ولزموا مكاتبهم. ورحب الأهالي بانتشار الجيش وأخذوا يقبلون الضباط والجنود ويلتقطون الصور فوق المدرعات, وسط هتافات "الجيش والشعب ايد واحدة". وتزامن انسحاب الشرطة من بورسعيد مع تظاهرات لرجال الشرطة وإضرابهم عن العمل في محافظات عدة, فيما حاول وزير الداخلية اللواء محمد تهدئة غضب قوات الأمن بإقالة قائد قوات مكافحة الشغب اللواء ماجد نوح وتعيين اللواء أشرف عبد الله بدلاً منه, وذلك بعد يومين من إقالته مدير أمن بورسعيد اللواء محسن راضي. ولليوم الثالث على التوالي, تواصلت أمس الاحتجاجات الواسعة لرجال الشرطة الذين اضربوا عن العمل في ثلاثين من أقسام الشرطة على الأقل في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بعدم الزج بهم في الخلافات السياسية, معتبرين أنها تثير كراهية المواطنين لهم وتضعهم في مواجهة معهم. وإلى بور سعيد, أقفلت أقسام الشرطة أبوابها في محافظات عدة, من بينها خصوصاً القاهرة والاسكندرية والغربية وشمال الدلتا وجنوب سيناء. ورفع رجال الشرطة لافتات كتب عليها "لا لتسييس وزارة الداخلية", منددين بعدم تجهيزهم لمواجهة عنف المتظاهرين وبتحميلهم مسؤولية الأخطاء السياسية للحكومة. إلى ذلك, نظمت تظاهرات مناهضة للرئيس محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها عقب صلاة الجمعة في مدن عدة, أبرزها القاهرة والمنصورة والاسكندرية والمحلة.