ارتفاع عدد شهداء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى ستة.. ووزراء تل أبيب يطالبون بتصفية قادة حماس وتنفيذ هجوم يجبر السكان للفرار نحو سيناءغزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: ارتفعت وتيرة المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووصل عدد شهداء الغارات من الفلسطينيين إلى ستة، فيما أصيب عدد من الإسرائيليين، جراء سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة، ودعا وزراء في تل أبيب لتصفية قادة حركة حماس، وتنفيذ هجوم بري يجبر السكان على الفرار نحو مصر، وذلك بعد انهيار التهدئة، فيما علمت 'القدس العربي' من مصادر مطلعة أن جهود يجريها مسؤولو القاهرة مع آخرين دوليين لإعادة الهدوء. وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة فإن اتصالات شرعت مصر وجهات دولية بإجرائها بين غزة وتل أبيب لإعادة الهدوء مجدداً للقطاع، بغرض إرساء تهدئة جديدة. ولم تفض بحسب المعلومات هذه الاتصالات بعد عن إبرام التهدئة، في ظل توقعات بأن تذهب الأمور إلى التهدئة في القريب. ودعت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس العالم وقواه الحية ل 'لجم العدوان الإسرائيلي'، وأكدت في بيان لها على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه حال استمر العدوان، وأشارت إلى أنها تتابع آثار العدوان ومعالجة الجرحى، رغم الحصار والظروف الصعبة. وجاءت دعوات حماس في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيشه يعمل وسيعمل بحزم ضد منظمات المسلحة، وهدد بأن الجيش 'مستعد لتصعيد رده' على الهجمات المنطلقة من قطاع غزة، فيما هدد وزير الجيش أيهود براك ب'الرد بقسوة' ضد غزة. ودعا الوزير يسرائيل كاتس، لتصفية قيادة حماس، وطالب بقطع جميع العلاقات المدنية مع القطاع، والكف عن إمداد القطاع بالمياه والتيار الكهربائي والوقود. وشدد هذا الوزير على ضرورة انتهاج سياسة ردع كما هو الوضع عليه في جنوبلبنان، وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية 'عندما نرى مدنيين فلسطينيين وهم يفرون من القطاع باتجاه شبه جزيرة سيناء مثلما يفر سكان من جنوبلبنان باتجاه بيروت فعندها سنكون على علم بأنه تم تحقيق الردع اللازم'. وأقر وزير الجبهة الداخلية أفي ديختر بعدم امتلاك 'حل سحري' لوقف الهجمات الصاروخية، لكنه قال 'لا يمكن لإسرائيل القبول بوجود كيان إرهابي بينها وبين مصر'، قاصداً حركة حماس. وحملت تهديدات الوزراء الإسرائيليين هذه دعوة لتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة، تعيد احتلال القطاع مجددا. وفي غزة شكلت تنظيمات مسلحة بارزة من بينها كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية غرفة عمليات مشتركة، للرد على الهجمات الإسرائيلية، فيما أعلنت باقي التنظيمات المسلحة حالة الطوارئ في صفوف ناشطيها. واحتدمت يوم أمس الهجمات الإسرائيلية، وتوالت ردود الفعل الفلسطينية على تلك الهجمات، في ظل المساعي المصرية، واستشهاد ناشطين فجر أمس في قصف إسرائيلي أدى إلى إصابة ثمانية آخرين بجراح، في سلسلة غارات نفذتها المقاتلات الإسرائيلية على أحياء متفرقة. وذكرت مصادر طبية أن الشهيدين هما محمد عبيد، ومحمد شكوكاني، استشهدا في غارات شمال غزة، وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أن الشهيدين يعملان في خلاياها المسلحة، وأن الأول الذي يعمل في 'لواء المدفعية، قضى في قصف استهدفه شمال القطاع، فيما الثاني قضى وأصيب أربعة آخرين جراح أحدهم خطيرة في غارة استهدفتهم في محيط أبراج الكرامة شمال غرب مدينة غزة. وقال مسعفون ان أحد السكان أصيب في غارة استهدفت حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما أصيب آخرون في قصف لمنطقة حدودية شمال القطاع. كذلك شنت مقاتلات حربية غارة في منطقة السودانية شمال القطاع، قبل أن تدمر مصنعاً بحي التفاح شرق غزة، كذلك تعرضت واجهات منازل بحي تل السلطان بمدينة رفح إلى أضرار مادية، جراء قصف استهدف محيط موقع يستخدمه نشطاء كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس بعدد من الصواريخ. وجاءت الغارات هذه التي رفعت عدد الشهداء المرشح هو الآخر لزيادة بوتيرة متصاعدة، في ظل التهديدات الإسرائيلية، بعد أن نفذت قوات الاحتلال هجوما أفضى إلى مجزرة مساء السبت راح ضحيتها أربعة شهداء، وأكثر من 30 مصابا. وقال الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أن شهداء الأربعة هم أحمد الدردساوي (18 عاما)، ومحمد حرارة (17 عاما) وأحمد حرارة ومطر أبو العطا، وأكد القدرة أن الاحتلال استخدم صواريخ حارقة وأسلحة محرمة دولياً في القصف. وقالت إسرائيل أن غاراتها هذه جاءت بعد أن هاجم مسلحون دورية إسرائيلية شرق مدينة غزة بقذيفة مضادة للدروع، أدت إلى إصابة أربعة جنود أحدهم بحالة الخطر. وشيع الفلسطينيون في مسيرات غاضبة يوم أمس جثامين الشهداء الستة، وسط دعوات للانتقام. وعقب تفجر الأوضاع الميدانية في القطاع التي بددت حالة التهدئة التي كانت قائمة، أخلت قوات الأمن في القطاع مقراتها الأمنية، خشية من هجمات جديدة قد تستهدفها، فيما ألغت الحكومة المقالة عدة فعاليات،من بينها افتتاح مدرسة بمشاركة رئيسها إسماعيل هنية. كذلك عطت وزارة التربية والتعليم الدراسة في عدد من المدارس القريبة من مناطق الحدود، خشية على حياة طلابها من الهجمات الإسرائيلية. وأعلنت وزارة الداخلية جاهزيتها للتعامل مع التصعيد، وأكدت على يقظة أجهزتنا الأمنية في حماية الجبهة الداخلية وتأمين ظهر المقاومة، ودعت كافة الفلسطينيين لاتخاذ كافة التدابير والاحتياطات اللازمة ل 'التخفيف من حدة القصف الصهيوني وعدم إعطاء فرصة للاحتلال لارتكاب مجازر أكبر'. وأطلقت فصائل المقاومة عدة رشقات صاروخية على البلدات الإسرائيلية المتاخمة لحدود غزة. وقالت سرايا القدس أن ناشطيها أطلقوا نحو 70 صاروخا وقذيفة هاون على البلدات الإسرائيلية الجنوبية، كذلك أعلنت القسام بالاشتراك مع كتائب المجاهدين وألوية الناصر وكتائب الناصر وكتائب الأنصار وحماة الأقصى عن قصف مواقع الاحتلال المحاذية لقطاع غزة برشقات من القذائف الصاروخية. وأعلنت إسرائيل أن أربعة من سكان بلداتها الحدودية أصيبوا بجراح جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع وبرزيلاي في أشكلون للمعالجة. وأعلنت إسرائيل كذلك عن سقوط صاروخ على مصنع في بلدة سيديروت، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية، دون وقوع إصابات. وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي طبت من سكان البلدات المحيطة بغلاف غزة إلى التواجد على مقربة من الغرف المحصنة والملاجئ خشية من الهجمات الصاروخية. وحملت إسرائيل على لسان نائب رئيس الوزراء موشيه يعالون حماس المسؤولية عن التصعيد، محذرا من 'الثمن الباهظ' الذي سيجبيه جيشه من الفلسطينيين حال استمرار إطلاق النار.