سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تواصل هجماتها على غزة وتقصف مكاتب صحافية وحصيلة الشهداء ترتفع للسبعين بينهم 10من اسرة واحدة من ضمنهم رضيع وثلاثة اطفال وجهود التهدئة تتواصل في القاهرة
إسرائيل تواصل هجماتها على غزة وتقصف مكاتب صحافية وحصيلة الشهداء ترتفع للسبعين بينهم 10من اسرة واحدة من ضمنهم رضيع وثلاثة اطفال وجهود التهدئة تتواصل في القاهرةغزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية ضد غزة إلى لحوالي سبعين شهيداً، في اليوم الخامس لعدوان 'عامود السحاب'، وصعدت إسرائيل غاراتها وقصفت مؤسسات صحافية، فيما واصل قادة حماس والجهاد الإسلامي اجتماعاتهم في القاهرة لإقرار تهدئة جديدة يتوسط فيها جهاز المخابرات المصرية وجهات دولية وإقليمية، تريد من خلالها إلزام إسرائيل بثلاثة شروط مع وجود ضمانات دولية بعدم خرقها. حيث استشهد 24 فلسطينيا الاحد بينهم ثمانية اطفال في اليوم الاكثر دموية منذ بدء عملية 'عامود السحاب' العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة بحسب مصادر طبية. وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينييين الى 69 شخصا اضافة الى اكثر من 600 مصاب منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على القطاع المحاصر الاربعاء الماضي. واستشهد 24 فلسطينيا في ثلاث غارات اسرائيلية الاحد على قطاع غزة بينهم عشرة من افراد اسرة واحدة في غارة على منزل عائلة الدلو شمال غزة وتوعدت كتائب القسام بان مقتلهم 'لن يمر دون عقاب'. وجاء التصعيد وبحث التهدئة اللذان يسيران بخطوط متوازية بعد أن فشلت الجهود العربية التي شهدتها القاهرة في إلزام إسرائيل عبر مجلس الأمن بوقف الهجمات. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة أن كلا من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، بقيا حتى ساعة متأخرة من ليل السبت يتفاوضون مع مسؤولين مصريين في جهاز المخابرات على إقرار تهدئة جديدة تلبي مطالب الفصائل المقاومة. وبحسب المصادر فإن قادة التنظيمين قدموا عدة مطالب للمسؤولين المصريين، ولآخرين دوليين دخلوا على خط الوساطة بعلم مصر، من بينها أن يكون أولاً 'إلزام إسرائيل بعدم شن أي هجمات على القطاع'، مع وجود ضمانات قوية لذلك، حتى لا تنكث العهد كما فعلت في الأربعاء الماضي حين أنهت من طرفها تهدئة أرستها مصر قبل ساعات باغتيالها قائد أركان حماس أحمد الجعبري. وفي المطلب الثاني أكدت حماس على أن تقوم إسرائيل إضافة إلى هذا بتنفيذ ما تبقى من بنود في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، والتي لم تف إسرائيل بتنفيذها، والتي لها علاقة بإنهاء كامل للعزل الانفرادي وإتاحة الزيارة دون قيود، وإعادة برنامج التعليم عن بعد. وفي المطلب الثالث وهو أكثرها أهمية طالب القادة الفلسطينيين بأن تقيم إسرائيل منطقتها الأمنية العازلة إلى داخل السياج الحدودي من طرفها، وليس كما هو الآن مقام بعمق يصل إلى أكثر من 300 متر داخل المناطق الفلسطينية. وعلمت 'القدس العربي' أن ليل أول أمس كان سيشهد الإعلان عن هذه التهدئة، غير أن الاتصالات مع إسرائيل لم تأت بموافقة إيجابية، حيث وضعت هي الأخرى مطالب من جهتها، تريد من خلالها إلزام الفصائل المسلحة بعدم شن أي هجمات صاروخية على مدنها سواء القريبة من غلاف القطاع، أو الواقعة في العمق كتل أبيب، وأخذ التزام من حماس بمنع هذه الهجمات أو قيام النشطاء بشن هجمات بالصواريخ المضادة للدروع على الآليات الإسرائيلية التي تسير بمحاذاة الحدود، وهو أمر يقابله طلب الفصائل بنقل المنطقة العازلة لداخل حدود إسرائيل. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قال في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن هناك مؤشرات لإمكانية وقف إطلاق النار بين الجانبين قريبا. وأجرى إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس اتصالا مع الرئيس مرسي ليل السبت، بحث خلاله آخر المستجدات، والجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحقن دمائه، وشدد هنية على ضرورة أن يكون هناك 'التزامات وضمانات تحول دون تكرار العدوان على شعبنا'. وفي الوضع الميداني واصل الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة هجمات جوية أدت إلى رفع عدد الشهداء لحوالي السبعين غالبيتهم أطفال ونساء، وردت الفصائل المسلحة بإطلاق رشقات صاروخية سقطت بعضها على مناطق إسرائيلية. وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف مردخاي أن قواته أغارت منذ بدء عملية 'عامود السحب' على أكثر من ألف هدف في غزة. وقالت خدمات الإسعاف والطوارئ بغزة، إن فلسطينيين استشهدا بعد تحولهما لأشلاء إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في جباليا شمال القطاع، بينما انتشلت جثة فلسطيني عاشر من عائلة الدلو التي استهدف منزلها في وقت سابق بغزة. واستشهد 11 شخصا بينهم 10 على الاقل من اسرة واحدة من ضمنهم رضيع وثلاثة اطفال واصيب 20 آخرون على الاقل بجروح، في قصف اسرائيلي لمنزل اسرة الدلو في حي النصر شمال غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقال مصدر في الوزارة 'عثر على جثة الرضيع ابراهيم الدلو (11 شهرا) تحت انقاض المنزل' المكون من ثلاثة طوابق والذي تعرض لغارة اسرائيلية اضافة الى ثلاثة اطفال ورجل وامرأتين وايضا جثة امراة عمرها 70 عاما يعتقد انها بدورها من الاسرة ذاتها وجثة رجل عمره 22 عاما. فقد انتشلت طواقم الدفاع المدني جثمان المواطنة نوال عبد العال (52 عاما) من تحت أنقاض منزلها الذي تعرض للانهيار، بسبب قصف مركز شرطي قريب، وذلك بعد ساعات من القصف. كذلك قضى ثلاثة أحدهما وسط القطاع وآخران من شمال القطاع في هجمات للطائرات الحربية النفاذة، دمرت منازل العائلة على رؤوسهم. وقالت مصادر طبية أن الطفلين اللذين استشهدا شمال القطاع هما الشقيقان تامر والرضيعة جمانة اسعيفان، وذكرت أن الطفل الثالث يدعى إياد أبو خوصة، وهو رضيع يبغ عام ونصف. وسبق عمليات القصف هذه وأن قامت وبشكل مفاجئ ودون سابق إنذار الطائرات الحربية باستهداف مكاتب صحفية فجراً تقع في برجي 'شوا وحصري' و'الشروق' وكلاهما يضمان العشرات من المكاتب الصحفية، ما أدى إلى تدمير بعضاً من هذه المكاتب، وإصابة سبعة صحفيين بجراح، أحدهم بترت قدمه. وفي برج شوا وحصري استهدفت الطائرات الحربية شقة في الدور الحادي عشر يتواجد فيها مكتب لفضائية 'القدس'، ما أسفر عن إصابة سبعة من الصحافيين والمصورين، بينهم المصور خضر الزهار الذي بترت قدمه، فيما قصفت في برج الشروق مكتب لقناة الأقصى (البث الأرضي) القريبة من حركة حماس، وأسفرت الهجمات عن أضرار مالية بالغة في المكانين. ونظم الصحافيون في مدينة غزة وقفة تضامنية مع زملائهم الذين تعرضت مكاتبهم للقصف، وقبيل انتهائها قصفت طائرة حربية نفاذة منطقة تبعد نحو 100 متر من المكان، فتطايرت فوق رؤوسهم شظايا الزجاج الذي انهار من واجهات المباني. وقال المصادر الطبية أن الطائرات الحربية قصفت عدة مناطق أخرى في مدينة غزة ومن بينها مبنى السرايا المدمر من الحرب السابقة، وكذلك أهداف أخرى بمدينة رفح، وفي وسط القطاع، وشماله، ودمرت بعض الغارات منازل، فيما أحدثت أخرى أضرار بالغة في منشآت زراعية. وكانت بداية الهجمات الدامية الإسرائيلية حين اغتالت إسرائيل أحمد الجعبري قائد أركان حركة حماس الأربعاء الماضي، ما خلق موجة جديدة من القتال تمكنت فيه المقاومة الفلسطينية المسلحة لأول مرة من إصابة أهداف بالصواريخ في مدينة تل أبيب. وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس ان خلاياها المسلحة تمكنت من إطلاق أكثر من 900 صاروخ من بينها صواريخ 'فجر 5'، وأخرى من طراز 'غراد' على مدن وبلدات إسرائيلية، بينها مدن تل أبيب والقدسالمحتلة، وعرضت أمس شريطا مصورا يظهر أحد ناشطيها يطلق صاروخ مضاد للطائرات من طراز أرض جو يحمل على الكتف، لم يكن يستخدم من قبل. وأكدت القسام أن الصاروخ أسقط طائرة إسرائيلية، وهو ما لم تؤكده تل أبيب، كذلك أعلنت عن تمكنها من استهدفا بارجة إسرائيلية في عرض البحر، وفي مقابلة تلفزيونية للناطق باسم القسام أبو عبيدة قلل من حديث إسرائيل على تدمير قدرات المقاومة، ووصف 'القبة الحديدية' التي تعترض صواريخ المقاومة ب'القبة الورقية'، وحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من القيام بأي هجوم بري على غزة، وقال أن الأمر 'سيكلف الاحتلال ثمنا باهظا'. وتمكنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي من شن هجمات مماثلة، ضربت خلالها بالصواريخ بلدات محيط غزة ومدينة تل أبيب، وقالت أنها أطلقت أمس أكثر من 70 صاروخا وقذيفة، كذلك تبنت من الفصائل المسلحة الأخرى المسئولية عن عدد الهجمات. وأمس أقرت إسرائيل بسقوط صواريخ أطلقت من غزة على مبنى في مدينة عسقلان، أسفر عن وقوع إصابات طفيفة، وقال ناطق عسكري في تل أبيب أن منظومة القبة الحديدة اعترضت عدد من الصواريخ التي أطلقها المسلحين من غزة. وأفادت تقارير إسرائيلية أن صواريخ أخرى للمقاومة سقطت على منطقة 'نحال عوز' القريبة من حدود غزة، وكذلك على بلدة 'شاعر هنيقب' أسفرت عن إصابة شخص بجراح خطرة، إضافة إلى صواريخ سقطت على منطقة خلاء في مدينة بئر السبع، وذكرت أن صفارات الإنذار دوت في مدن عسقلان وأسدود، وتل أبيب.