أ. د. محمد خضر عريف كعادته في حسن اختيار الشخصيات التي تستحق التكريم، كرّم سعادة الشيخ عبدالمقصود خوجة واحدًا من أبرز الشخصيات الوطنية التي خدمت العمل الاجتماعي ونهضت به على مدى أربعة عقود: الأستاذ إحسان بن صالح طيب المدير العام السابق للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، والأمين العام المكلف لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في الوقت الحاضر. ورغم كثرة ما سمعته وقرأته عن الأستاذ إحسان طيب وما قدمه من جهد مشكور في كل مناحي العمل الاجتماعي، إلا أن ما وصفه به الوجيه عبدالمقصود خوجة يفوق كل ما قرأت وسمعت ويوفّي هذه الشخصية الوطنية المخلصة لدينها ووطنها كثيرًا من حقها في العرفان والتقدير، ومما استطعت تسجيله من كلمات الشيخ عبدالمقصود البليغات الرائعات قوله: «نحتفي مساء اليوم بأحد أهم أركان العمل الإنساني والاجتماعي في بلادنا وأوفر الضالعين نشاطًا في هذا الميدان الذين ما فتئوا يقدمون عصارة خبراتهم النظرية والعملية لسنوات طوال، ألا وهو إحسان صالح طيب إحدى القامات الوطنية التي ساهمت بسخاء في إرساء وتثبيت دعائم العمل الاجتماعي في البلاد بترسيخها وإقامتها على معايير مهنية واضحة ومنهجية علمية دقيقة خلال السنوات الأخيرة، وقد تفوق الأستاذ طيب وبَرّ أبناء جيله والأجيال التي تلته في هذا المجال بتحصيل الدرجات العلمية بدراسته لأصول التنمية الاجتماعية فأفاد من دراسته فيما أفاض به من خبرات تواترت في حوالى خمسين سنة من البذل الموفور لخدمة المجتمع» ولا أبْلَغَ من هذه الكلمات في تصوير مسيرة هذا الرجل الاستثنائي في العمل الاجتماعي التي اعتمدت على الخبرة الطويلة والممارسة الاحترافية لكل جوانبه وحقوله بما فيها مكافحة التسول ورعاية السجناء والتوجيه الاجتماعي، ووصوله إلى رأس الهرم في الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة في مسؤولية تشمل المنطقة الغربية كلها امتدادًا إلى المدينةالمنورة وتبوك، كما وضح ذلك بنفسه في كلمته للاثنينية، كما اعتمدت مسيرته على التأسيس العلمي المختص، فعدا دراسته في معهد الخدمة الاجتماعية في الرياض، أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك عبدالعزيز فحصل على البكالوريوس ثم على الماجستير في علم الاجتماع، وهو إنجاز كبير لرجل كانت أعباؤه العملية تثقل كاهله ليل نهار، أن تمكن من توفير وقت كافٍ لدراسة جامعية ومن ثم دراسة عليا في حقل مهم للغاية تتطلب الكثير من الوقت والجهد والتفرغ، وإن كان الوجيه المفوّه الشيخ عبدالمقصود خوجة قد وُفِّق في تصوير مسيرة هذا الرجل الشجاع في خدمة أبناء مجتمعه خلال أربعين سنة، فإن المكرّم نفسه: إحسان بن صالح طيب وُفِّق كذلكم في سرد قصة حياته المليئة بالكفاح والجلد والمصابرة منذ نعومة أظفاره وحتى بلوغه سن التقاعد وإن كان تقاعدًا مبكرًا، من دراسته الابتدائية في مكةالمكرمة ثم في مصر وانتقاله إلى معهد الخدمة الاجتماعية ودراسته فيه، وتوقّفه لسبعة أشهر حين مرض والده في مكةالمكرمة ثم تُوفّى، وعودته مجددًا بمشقة كبيرة لإكمال دراسته في المعهد وتخرجه فيه عام 1390ه، وتحمله في الوقت نفسه مسؤولية خمسة أيتام هم إخوانه وأخواته بعد وفاة والده. وهو ما بينه بكثير من الشفافية والصدق ابن عمه سعادة السفير محمد أحمد طيب في كلمته للاثنينية، ولعل هذه الواقعة توضح سر اهتمام إحسان طيب لاحقًا بالأرامل والأيتام، وإخلاصه منقطع النظير بشرائح المجتمع المحرومة المعدمة التي كان يزورها بنفسه ليقف على أحوالها بتوجيه من سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله، كما أوضح بنفسه، فقد أحسّ بمرارة اليتم ومعاناة الأرامل، وأثنى بكثير من الصدق والوفاء على والدته الفاضلة التي رعته ورعت إخوانه بعد وفاة أبيه. ونحمد الله أن عطاء هذا الرجل لم يتوقف بعد تقاعده، فقد تولّى عملًا تفوق مسؤولياته مسؤوليات الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة: الأمانة العامة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية خلفًا لشخصية بانية مخلصة للهيئة سعادة الدكتور عدنان بن خليل باشا الذي قدّم للهيئة عصارة عقله وقلبه على مدى سبعة عشر عامًا. وخلال شهور قليلة مضت على تعيين إحسان طيب أمينًا عامًا مكلفًا للهيئة حقق إنجازات كبيرة للهيئة كما بينه الشريط التسجيلي الذي عُرض في الاثنينية من أبرزها حملات الهيئة المستمرة لنصرة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، والتوسع في مشروعات الوقف التي تضطلع بها الهيئة، والبدء في تنفيذ خطتها الاستراتيجية وسوى ذلك كثير تحقق في شهور قليلة بجهود مخلصة من العاملين. إن تكريم إحسان طيب تكريم للعمل الاجتماعي والخيري والإنساني في مملكة الإنسانية، وقيمة مضافة للمؤسسة الثقافة الكبرى: الاثنينية. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain