تسعى كلية التقنية العليا للطالبات بالشارقة من خلال دورات التدريب إلى إثراء مخزون الطالبات الفكري، بالتركيز على التطبيق العملي، لكل ما تعلمنه في السنوات الماضية، وبهذا الخصوص يعنى مركز المهارة للتدريب بكلية التقنية العليا للطالبات بإعداد وتأهيل مجموعة من طالبات السنة الرابعة والأخيرة تخصص إدارة نظم المعلومات للانطلاق عبر نشاطات حقيقية ودورات تدريبية تحفز مهاراتهن القيادية وتضع أقدامهن على أول طرق العمل المهني وما يتطلبه السوق العملي وذلك عن طريق الانتقال من طور نظري إلى آخر عملي وفق خطط ومنهجية همها الأول والأخير مستقبل المتدربات المهني، ومن خلال لقائنا مع عدد من الطالبات اللاتي يشرفن بصورة مباشرة على إدارة المركز والعمل فيه تحدثن عن الأساليب التي يتبعنها بالعمل في المركز بأنفسهن وتقديم دورات تدريبية لكافة شرائح المجتمع التي سنتعرف إليها أكثر في هذا الموضوع . الإلمام بالمبادئ النفسية والسلوكية لعملية التدريب يكسب الطالبات كما ترى لطيفة الريس، مديرة مركز المهارة للتدريب، خبرة محاكاة المتدربين، وكفاءة الاتصال المباشر معهم، حيث تقول: أشرف على المركز بشكل عام، وأطلع على سير الدورات التدريبية، وأداء الطالبات، وجميع الفتيات لا بد أن تكون لديهن قدرة على التدريب، ومسمى متدربات يعني وجوب الإلمام بمهارات عرض وتقديم المعلومات، في ظل الوسائل التدريبية المتاحة، ومجرد العمل بدائرة المجتمع والاحتكاك المباشر مع الأفراد، يكفي لصقل كل ما تعلمته أنا والطالبات، فالفرق شاسع في مهاراتي، إن كان على صعيد مخاطبة الطالبات والعاملين بالمؤسسات والقطاعات المجتمعية الأخرى، وبلا شك اكتسبت جرأة، وثقة، وحيوية لم تكن لتكتشف من دون العمل في مركز المهارة للتدريب الذي أعتبره حجر الأساس لبداية مستقبل مهني واعد لفتيات الإمارات . التدريب عملية مستقبلية كما تعبر فاطمة راشد، "مديرة المبيعات والتسويق بمركز المهارة للتدريب«، التي ترى أنه مطلب جوهري يحدث تغييرات إيجابية في مهارات وخبرات الطالبات المتدربات وتقول: أعتبر فترة التدريب والعمل في المركز خطوة مهمة جداً حيث يتيح لي اكتساب وتعلم الفنون الإدارية، وطرق العمل والأداء المهني وبناء شخصيتي الوظيفية في مهنة المستقبل، خاصة أنني مسؤولة عن حيثيات الإدارة والتسويق والمبيعات والتعامل المباشر مع كافة شرائح المجتمع، حيث نقدم خدمات التدريب للهيئات والمؤسسات والأفراد من مختلف الأعمار، ولغة التواصل هي العربية أو الإنجليزية . تعمل ميثا عبدالرحمن، "مصممة جرافيك في مركز المهارة للتدريب"إذ تقوم بتصميم شعارات وأختام وملصقات دعائية للشركات والمؤسسات وتقول: مع التطور الهائل في عالم الاتصال، وما تبعه من تطور في شتى المجالات، تتضح أهمية هذا المشروع التدريبي خاصة أنني على أبواب التخرج وأنا شخصياً استفدت كثيراً في عملية نقل الأفكار، وتصميم الإعلانات وصنع وإنتاج الرسائل الاتصالية، وتقديم خدمات التصميم الغرافيكي للجمهور في عالم أصبح يعج بالمنافسة والسرعة، فلا بد من مواكبة ثورة المعلومات وتنمية المهارات وتقديم الأفكار المبتكرة والجاذبة للعملاء . تدريب الأفراد هي مهمة الطالبة حمدة يوسف بن حاتم، "مدربة تقنية المعلومات في مركز المهارة للتدريب«، حيث يوفر لها المركز فرصة تدريب الطلبة والمدرسين والمديرين والعاملين في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة في كسب مهارة التعامل مع الحاسوب وتطبيقاته، وبرامجه المختلفة، وتتحدث عن ملامح هذه الدورات وانعكاساتها على مستقبلها المهني والاجتماعي قائلة: تتطلب دراسة علوم الحاسوب معرفة عميقة ومعلومات وفيرة، وتعتبر مرحلة التدريب في مركز المهارة مرحلة تأهيلية حقيقية لمهاراتي ومعلوماتي النظرية التي درستها طيلة السنوات الماضية، وهذا بالتأكيد سيجعل إقبالي على سوق العمل سلساً أكثر ومبنياً على قواعد تعليمية قوية، فوظيفتي في المركز هي تقديم دورات تدريبية لجميع الأفراد والمؤسسات وتدريبهم على أساسيات تقنية المعلومات إضافة إلى تسويق الخدمات التي يقدمها المركز مثل تصميم شعار للشركات وتصميم مواقع إلكترونية، وبلا شك أشعر الآن بثقة كبيرة بنفسي وبمهاراتي وهذه الثقة أزرعها في شخصية ابني الصغير . تشرف أمينة إبراهيم، مديرة قسم التدريب بالمركز، على تنظيم جدول التدريب للطالبات، ليس هذا فقط بل تختار كما تقول أهم وأرقى المؤسسات الحكومية والجهات ذات السمعة الطيبة لتدرب الطالبات فيها، وقد يحالفهن الحظ بالانتساب والعمل الرسمي مع هذه المؤسسات، وتضيف: المستقبل الناجح يبدأ مع وظيفة مرموقة في هذه المؤسسات الكبيرة، وتمنح بعضها فرص عمل حقيقية للمتدربات اللاتي عرضنا خبراتهن ومهاراتنا عالية الجودة، والتي أثبتت كفاءتها في الحقل العملي، وهناك تجارب عديدة لطالبات خريجات واصلن رحلة النجاح بالعمل في مؤسسات ذات مكانة مرموقة، ويجمع مركز المهارة 14 طالبة يتصفن بالطموح والعمل الدؤوب لتحقيق نهضة دولتنا الحبيبة . وتشير حمدة عبداللطيف، إلى أهمية تخصص إدارة نظم المعلومات وآفاق البرامج والمعلومات الواسعة فيه، كما تبين دور المركز في تنمية شخصيتها ورفع مستوى الأداء والثقة وتوضح بقولها: أعمل في المركز كمتدربة أقدم لأفراد المجتمع مجموعة متنوعة من الدورات والخدمات التدريبية والمهنية عالية الجودة في تقنية المعلومات، واستخدام الكمبيوتر، خاصة للهيئة التدريسية والطلبة والعاملين في المؤسسات والدوائر الحكومية المختلفة، وهذه الفترة من الدراسة في الكلية هي أولى خطوات التطور المهني، التي تبرز كفاءات وطاقات الطالبات الكامنة وتصقلها بحيث تتكشف كل القدرات والمواهب الإبداعية والمهنية . مركز المهارة للتدريب سيكون منظومة فريدة تهتم بالعنصر البشري البناء كما ترى ميثاء جمعة عبيد، المتخصصة بتصليح الكمبيوتر والتي تدرب الطلبة والمدرسين والموظفين وغيرهم على كيفية تخزين الملفات الإلكترونية والمعلوماتية وإرسالها وترتيبها وتقول: علوم الحاسوب بحر واسع لا نهاية له من المعلومات والتطبيقات الحديثة والتي تساهم بشكل كبير في تسهيل أعمال الموظفين والطلبة فنحن نعيش زمن التكنولوجيا بامتياز ولا بد من مواكبة هذه الثورة الهائلة من التطور والانفتاح المعلوماتي، وبالرغم من أن مدة التدريب والعمل في المركز 8 أسابيع فقط، لكنها برأيي تكفي لصقل مهاراتنا والتعاطي مع شرائح مجتمعية مختلفة الأعمار، ونجاحنا في المركز يعود للجهود المبذولة من الهيئة التعليمية والإدارية في الكلية، فأنا الآن أشعر بالنضج الفكري والجرأة التي طغت على شخصيتي ولم يعد فيها مكان للتردد أوالخجل . تشرف أمل زياد، أستاذة في تقنية المعلومات بكليات التقنية العليا بالشارقة، على سير العمل في مركز المهارة، وتوضح أن إدارة المركز والعمل فيه مطلب تعليمي لطالبات السنة الأخيرة من تخصص نظم المعلومات، وعليه تتوزع الفتيات بحسب أقسام المركز الذي يضم قسم الإدارة والتسويق والمبيعات والموارد البشرية والتواصل الإلكتروني، وتشكل الدورات التدريبية التي تقدمها الطالبات لكافة أفراد المجتمع جزءاً مهم يساعدهن في تطبيق المعلومات النظرية التي تعلمنها في المساقات، وعن حماس الطالبات وأدائهن تضيف زياد: إدارة طالبات السنة الرابعة لمركز المهارة خطوة فعالة تقيم وتصقل مخزون الطالبات العلمي إذ يقمن بأنفسهن بإدارة المركز بكافة أقسامه بدون تدخل مني أو من العاملين في الهيئة التدريسية أو الإدارية بالكلية، وهذا هو جوهر هذه التجربة أن تعتمد الفتيات على أنفسهن ويخلقن جسور العمل والتواصل بينهن وبين المتدربين من شرائح المجتمع كافة حيث يقدمن دورات تدريبية لكل المؤسسات والشركات والمدارس، وتتضمن هذه الدورات برامج المايكروسوفت، وبرامج الوسائط المتعددة، وتطبيقات الآيباد، ودورات الطباعة، إلى جانب الاستشارات المتعلقة باستخدام الانترنت والرسائل البريدية وكتابة الرسائل . وتضيف زياد عن جديد المركز لهذه السنة قائلة: سنوياً يدرب المركز دفعات جديدة من طالبات التقنية تخصص نظم المعلومات، وهذه السنة استحدث المركز إضافات جديدة تثري تجربة الفتيات على أرض الواقع، كتقديم الطالبات فقرة عن التكنولوجيا الحديثة بالتعاون مع تلفزيون الشارقة حيث سيتحدثن عن جديد عالم التكنولوجيا في شتى المجالات، وانطلاقاً من مبادرة التعليم الذكي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ستقدم الطالبات دورات تدريبية في كيفية نقل المناهج الدراسية على الآيباد باستخدام برنامج iBook .