"الخطوات السبع لقمة الأداء المتميز"هو عنوان الأمسية التي نظمتها طالبات برنامج القيادة والمجتمع في جامعة الإمارات، وتجاوز عدد حضورها 900 طالب وطالبة، ومن أهم محاورها السبل والآليات الكفيلة بتطوير الذات البشرية في ظل المتغيرات التي يعيشها عالم اليوم من خلال التقدم العلمي والتقني الكبير، وأساليب تكيف الفرد مع هذه المتغيرات من أجل الوصول إلى صناعة التميز . يوضح المحاضر الدكتور أحمد النجار، رئيس برنامج القيادة والمجتمع في جامعة الإمارات، أسس صناعة التميز، قائلاً: صناعة التميز تعتمد على سبعة محددات أولها توفر الدافعية والإرادة، وتوفر الإصرار، ووضوح الرؤية والأهداف ومدى القدرة على تفعيل عملية التغيير الإيجابي، وكذلك القدرة على فهم الذات وإدارتها وإمكانية تحقيق العمليات الإدارية الأساسية كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة الذاتية، وآخر هذه المحددات هو مدى اتباع الشخص للخطوات السبع للأداء المتميز . ويضيف: الشخص المتميز هو الشخص الذي يبدأ في تحقيق هدفه وهو يرسم النهاية التي يتطلع إلى تحقيقها في ذهنه، ويخطط لكيفية الوصول إلى هدفه ويلتزم بما خططه، ويفكر بطريقة إيجابية مهما واجهه من تحديات، وينمي مهاراته ويكون صريحاً مع نفسه، متنبها لمشاعره، متفهماً للطرف الآخر في تعاملاته وعلاقاته . ويحذر المحاضر الطلاب من أهم معوقات التغيير الفعال قائلاً: إياكم والشعور بالنقص والرغبة ببلوغ الكمال وعدم الخطأ بما لا يتناسب مع الواقع الذي نعيشه، وسرعة التسليم بالهزيمة والقنوط، والتأثر السلبي بنجاح الآخرين، والحساسية الفائقة تجاه الواقع وما يحمله لنا من تحديات وصعوبات، والتفكير التأزمي والتفسير المتشائم للظروف والأحداث، والضيق عند نجاح من يستحق وحسد الآخر والتلهف للعطف والحب تقول الطالبة سارة محمد خماس (لغويات عامة): الحديث عن التميز يجذبني دائماً، لأنني أسعى له في كل ما أقوم به، لذا فإنني حريصة على التعرف إلى سبل تحقيقه، ومعوقات الوصول له، وبطبيعتي لا أكتفي بمبادرات الآخرين في تعريف وتوعية الطلاب بما يساعدهم على تحقيق أهدافهم، فتجدني أيضا مبادرة في قراءة كل ما من شأنه أن يفتح أمامي آفاقاً جديدة ويعمق نظرتي للحياة، ويزودني بآليات تحقيق النجاح والتميز، وتضيف: عندما تحدث المحاضر عن معوقات التغيير الفعال، استطعت أن أضع يدي على مواضع القوة والضعف لديَّ في مواجهة هذه المعوقات، وتأكدت أنني لست وحدي من يواجه هذه التحديات، وأهمها بالنسبة لي الرغبة في بلوغ الكمال وعدم الخطأ بما لا يتناسب مع واقعنا، حيث إنني أخشى دوما من الوقوع في الخطأ بالرغم من أنه أمر طبيعي ومتوقع ولكني لا أتقبل فكرة الخطأ أو الفشل بسهولة . أما الطالبة عائشة خلفان (كلية العلوم الإنسانية) فتعتبر حساسيتها الفائقة اتجاه الواقع والآخرين، من أهم معوقاتها أمام التغيير الإيجابي في حياتها، تقول : أنا بطبيعتي شخصية حساسة، لا أحب أن أجرح الآخرين بقصد أو من دون قصد مني، وفي المقابل لا أحب أن يجرحني أحد أو يسيء لي، بل إنني في كثير من الأحيان أتضايق من الأشخاص الذي يؤذونني بكلامهم أو تصرفاتهم، بالرغم من أن دافعهم في تصرفهم هو مصلحتي، لذا تجدني حذرة في التعامل مع الآخرين، ولاشك أن هذا الأمر له تأثير سلبي في تحقيق النجاح الذي أطمح له في حياتي العلمية والعملية . وتحدث الطالب عمر علي (هندسة مدنية) عن استفادته من هذه المحاضرة، قائلاً: أكثر المحاضرات وورش العمل التي تجذب فئات وشرائح المجتمع المختلفة تلك التي تطرح موضوعات تلامس حاجة أفراده، ومن أهم هذه الموضوعات آليات تحقيق النجاح ومواجهة تحدياته وتطوير الذات . .إلخ، وبالنسبة لي فإنني أسعى دوماً إلى حضور ورش العمل التي تكسبني مهارات تطوير ذاتي، ولكن استفادتي من هذه المحاضرات متفاوتة وفقاً لأسلوب طرحها، وأستطيع أن أقول إن الورش هي الأكثر نجاحاً في مجال التنمية البشرية، تلك التي تطرح آليات وأساليب محددة لاكتساب المهارات الشخصية، وهذا ما لمسته في هذه الأمسية، التي حرص فيها الدكتور أحمد النجار على تعريفنا بأسس صناعة التميز، وآلياته ومعوقات التغير الفعال التي تمنعنا من الوصول إلى أهدافنا، وتميز أسلوبه بالوضوح والتنويع في توصيل ما لديه من المعلومات، مما يساعدنا على ترتيب أفكارنا، وتطبيق ما تعلمناه على أرض الواقع . ومن جهته يعتبر الطالب عبدالله محمد آل علي، (موارد بشرية) مشاركته في هذه المحاضرة مكسباً كبيراً بالنسبة له، يقول: أكثر ما شجعني على حضور هذه الأمسية أنها تناولت تحقيق التميز وتطوير الذات برؤية متكاملة تساعد صاحبها على تحقيق أهدافه، وقد أبدع الدكتور النجار في مخاطبة الطلبة، حيث إنه كان يحاورهم بأسلوب بسيط ولغة مفهومة تصل إلى الجميع، وتناول الدكتور في محاضرته العادات الأهم في السلوك المتميز، وكذلك الأمور الواجب الابتعاد عنها كي نتفادى الفشل في حياتنا، ومن جهتي حرصت على تدوين كل ما قاله، لأنه من الصعب عليّ التعمق في كل ما قيل في نفس الوقت، كما أنني اعتدت الرجوع إلى هذه الملخصات بين الحين والآخر لأذكر نفسي بأهم الأفكار التي تساعدني على تطوير نفسي . وتقول الطالبة شيماء أحمد (نظم معلومات جغرافية) إن من يتطلع إلى التميز يجب أن يقتنص الفرص التي تساعده على صقل شخصيته والوصول لأهدافه، وتضيف: لاشك في أن اكتساب مهارات صناعة التميز تجعلنا قادرين على استثمار إمكاناتنا وطاقاتنا وتسخيرها في خدمة مستقبلنا ومجتمعنا، لهذا لم أتردد في المشاركة في هذه الأمسية، التي ركز فيها الدكتور أحمد النجار على تعريف الحضور بأسس صناعة التميز، ومواصفات الشخصية المتميزة والتحديات التي تواجهنا في تحقيق التميز الذي نطمح له، ومن جهتنا نحن الطلاب كنا متحمسين لتعلم مهارات الأداء المتميز، وطرح كل ما لدينا من أسئلة واستفسارات تتعلق بهذا الموضوع . وتضيف: أعتقد أننا لو اكتسبنا مهارات الأداء المتميز فسنكون مبدعين في جميع مجالات حياتنا، وسنكون أيضاً قدوة لغيرنا في تحقيق التميز وتخطي العقبات التي تعترضنا في طريقنا إلى النجاح .