لا حياء في الدين .. ولا حياء في الوطنية أيضاً .. وكما أن كشف الخائنين لا يعد خيانة ، فان تعرية العنصريين ليست من العنصرية في شيء .. أقول هذا في بداية حديثي اليوم لمعرفتي بحساسية الموضوع ، وحتى لا يُفسّر مقالي على غير ما قصدت . كل شعوب الأرض تتكون من أعراق وجاليات مختلفة تتمازج فيما بينها لتشكل مجتمعات متناغمة تحكمها مصلحة الأوطان أولاً ثم المصالح المشتركة ..القاعدة هنا هي التفاعل والاندماج والمشاركة .. لذا فان ثمة فارقاً كبيراً بين جاليات اندمجت بسرعة في جسد الوطن وصارت جزءاً من نسيجه الاجتماعي ومن تركيبته الثقافية والاقتصادية .. وفئات أخرى تقوقعت وقصرت المصالح فيما بينها ، ولا يربطها بالوطن إلا الأوراق الرسمية التي تضمن لها تحقيق مصالحها وأعمالها ! الحنين إلى الجذور حق لكل إنسان ، لكنه يجب أن لا يتعارض مع الوطنية وإلّا تحوّل إلى شيء آخر .. لن نشكك في انتماء أو ولاء أحد .. ولن نعمم أيضاً .. لكننا لن نفشي سراً إن قلنا أن هناك مواطنين (رجال أعمال تحديداً ) رغم احتواء الوطن لهم ،ورغم ما حققوه من ثروات طائلة وضعتهم على صدر صفحات (فوربس ) إلا إنهم يتعاملون بعنصرية وانحياز واضح لبلادهم الأصلية .. فتجدهم يحتكرون الفرص التجارية والوظيفية لأبناء جلدتهم دون المواطنين .. والأدهى إن بعضهم يجاهر بالتبرع لبلاده السابقة بمئات الملايين بينما لا يفكر في إصلاح الرصيف الذي تقع عليه فروع شركاته التي أوصلته لهذا الثراء . بلادنا بلاد خير ، وليست بحاجة أحد ولله الحمد .. لكنها ابتليت بجحود بعض من استفادوا من خيراتها ثم بخلوا بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاهها.. بالطبع لا أتحدث هنا عن الأعمال الخيرية التقليدية كبناء المساجد وإنشاء الأربطة وتوزيع صواني (الرز واللحم) .. بل أعني المشاريع التنموية ،التي تخفف عن كاهل الدولة شيئاً من أعبائها كالمساهمة في توظيف الشباب ، ودعم المستشفيات والجامعات ومراكز البحث العلمي . هذه الشريحة من الأثرياء الذين ينطبق عليها التشبيه المصري (مثل القرع يمد لبرا ) ..وغيرهم من أثرياء الوطن الجاحدين لابد من انتزاع حقوق الوطن منهم بأي طريقة..وإجبارهم على المساهمة في التنمية وعدم الاكتفاء بالجلوس في الصفوف الخلفية ، و(الترزز) في المناسبات للوجاهة فقط ، فكل ما حققوه من ثروات يعود الفضل فيه بعد الله لهذا الوطن . يقول جيفارا : «الذي يبيع بلاده مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافئونه « [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain