GMT 12:00 2013 السبت 23 مارس GMT 11:47 2013 السبت 23 مارس :آخر تحديث * الفنان التشكيلي خالد المبارك * 2 * 3 * 4 مواضيع ذات صلة بغداد: احتضنت قاعة عشتار للفنون التشكيلية، في وزارة الثقافة، المعرض الشخصي الرابع عشر للفنان التشكيلي خالد المبارك الذي حمل عنوان (كائنات تلامس سطح لوحاتي)، الذي ضم 70 عملا من اللوحات والمنحوتات، باحجام واشكال مختلفة، تمثل اشتغالات جديدة معبرة لتجربة الفنان المميزة في الرسم والنحت، حيث كان من الممكن ملامسة العنوان بوضوح على ملامح اللوحات التي تثير الناظر اليها ببروزها والوانها، وكانت اعماله لافتة للانظار لا سيما منها اللوحات البيض التي انتشرت على مساحات من القاعة التي دعت المشاهدين الى تأملها والبحث عن مكنوناتها وطرح الاسئلة التي تنسجم مع طبيعة ما اراده الفنان في عنوان المعرض. في القاعة.. كان هناك افتتاح جميل بحضور عدد كبير من اهل الفن التشكيلي الذين اثنوا على تجربة المبارك التي عدوها مميزة بما تحمل من افكار ورؤى تفاجيء المتلقي كما هو شأن الفنان في اغلب اعماله. يقول الناقد ماجد السامرائي: ما يلاحظ على الفنان ان هناك تطويرا دائما على عمله وهناك دائما يعمل على ثيمة معينة، وفي هذا المعرض هناك ثيمة اخرى قد تكون مختلفة عنها في معرض سابق له، وهذا يعني ان الفنان خالد المبارك لا يستقر عند فكرة واحدة بل هناك اسلوب قد يكون متقاربا بين السابق والان، ولكنه يطور افكاره دائما ويطور رؤيته، وهذا شيء مهم بالنسبة للفنان، ان لا يكرر الفنان نفسه، ان يعطي جديدا دائما وان يفاجيء مشاهده دائما بأن يقدم له شيئا جديدا ورؤية جديدة للعالم، رؤية جديدة للاشياء، واعتقد ان هذه من صفات الفنان الناجح. واضاف: اللوحات البيضاء هو يعتبرها جزء من الجدار، انت حين تعمل جدارا وتضع هذه اللوحة على هذا الجدار، فقد يكون ابيضا او غيره، وهذه تأتي في سياق الجدار وتعطيه بعض المعالم من الشكل والزخرفة، فمثلا هناك لوحتان بيضاويتان تتوسطهما لوحة من عمله القديم ولوحة من عمله الجديد، وهذا يعني انه يضع في اللوحة الواحدة او المشهد الواحد تكوينات متعددة لكي يجعل هذه الرؤية، ايضا رؤيتنا نحن للعالم او لعالم الفنان، رؤية متعددة. اما الفنان التشكيلي موسى عباس، امين سر نقابة فناني بابل، فقال: الفنان خالد مبارك له باع طويل في الحركة التشكيلية ونحات الاصل وله عدة نصب في المحافظات وخاصة في محافظة بابل،من اروع واجمل الاعمال الفنية المنحوتة، ومن جانب اخر اهتم باللوحة ورسمها والاشتغالات عليها، وايضا يستخدم مواد وعجائن مختلفة مثل (الووتر بروف) ويستخدم السكين فيطلع (كومبوزيشن) راقيا ورائعا. واضاف: انا لا ارى شيئا جديدا في هذا المعرض لان هذا هو اسلوب الفنان خالد المبارك لايزال يشتغل في المنطقة نفسها، واعتقد ان هناك ابداعات موجودة في بعض اللوحات، لكن بشكل عام المعرض جميل ونال استحسان واعجاب كل المشاهدين، ونتمنى لخالد مبارك الموفقية والنجاح والاستمرار والابداع والتألق. فيما قال الناقد التشكيلي حسن عبد الحميد: كالعادة.. تتمتع تجربة خالد المبارك بتنوعها وثرائها من الجانب الاسطوري والصور الشعبية فضلا عن علاقتها وتغرسها في تتبع مجال الجذر الرافديني، لوحة خالد مليئة بالحياة والتواصل ومليئة بالنبض والحركة حتى في الاعمال التي اكتفى بها بالرسم باللون الابيض، هنالك طائر يتكرر كثيرا في لوحات خالد المبارك وهو طائر الفرح، او ما يسمى (طائر المهلهل) كما يسمونه باللهجة البصرية، فضلا عن علاقات وحدات وجدانية داخل اللوحة التي تبدو دائما سابحة في الوانها، سابحة ومستقرة في اللحظة نفسها وفي الشعود ذاته الذي يرسم به يالالوان او عندما يكتفي باللون الابيض كما رأينا مجموعة من اللوحات اذ لم يضع اي لون سوى ان يرسم بالابيض من خلال (الووتر بروف) المعاجين التي التي حفر عليها، ما كان يريد ان ينصاع الى اللون كمعادل جمالي، هذه قدرة فنان كبير ومجرب وايست قدرة فنان عادي هاوي من الممكن ان يرتكب بعض الحماقات بحجة الحداثة والتحديث. وإذ لابد من وقفة مع الفنان خالد المبارك للتعرف على تفاصيل معرضه وحيوات كائناته التي راحت تلامس سطوح لوحاته، فقد تحدث قائلا: المعرض هو امتداد للمعارض السابقة، بحث معمق ومستفيض في مجال الحكايات والاساطير ولكن هناك وقفة وهي ان موضوعة المعرض هي (كائنات جميلة تلامس سطح لوحتي) وهذه القصدية بهكذا مفردة ومعنى، السطح الابيض والكائنات ولوحتي، جدلية في ثلاث مفردات لها وقع خاص له علاقة بالزمان والمكان، مثلما تعرف نحن نعيش الان عنف قسوة وبطش وصخب، واحاول قدر الامكان كأنسان وفنان ومثقف ان اوجد نوعا من التمني لعالم اكثر هدوءا وتساميا ومليئا بالاماني الطيبة، والمشاهد حينما يتمعن باللوحة وهي بيضاء وفيها نوع من الاشتغالات التي فيها جانب تعبيري وصفوة من الكائنات التي احسها اكثر صدقا واكثر محبة، وهكذا نمني النفس بعالم مثالي، بعالم اكثر رحابة وصدقا. واضاف: موضوعة المعرض تحوي 70 عملا ما بين نحت ورسم، هنا اشتغلت على تجسيم العمل، زاوجت ما بين المنحوتة واللوحة،جمعتهما في اطار عمل فني مجسم، والحقيقة.. هذا ما استوقف المشاهد وصارت هناك تأويلات وتفسيرات ولكنني وصلت الى النتيجة التي ابغيها وهي ان هذا الكائن الجميل انتابه شعور بالاطمئنان والسعادة وهو يحتاجها، وانا احتاجها حقيقة، فأنا احس انني اوصلت رسالتي بكل صدق وهدوء الى المتلقي،هذا الانسان الجميل، المليء بالضغوطات المليء بصخب الحياة والقسوة والقبح، انتشلته الى عالم ارحب تسوده الالفة والاطمئنان والمحبة. وتابع: في هذا المعرض اطرح ثلاثة اشياء: الماضي والحاضر والمستقبل، اعرض تجربتي الحالية واعرض جزء من تجربتي السابقة واعرض عملا مستقبليا هو امتداد لمعرضي المقبل، وهكذا تستمر هذه الجدلية ويستمر العطاء والبحث والتقصي، وان شاء الله هناك مسمى اخر ولكن الهدف هو ذاته الهدف الذي اسعى من خلاله ومن اجله في ايصال رسالتي الى المتلقي والى المجتمع والعالم اجمع، هكذا ارى الامور وهكذا هي كائناتي الجميلة تلامس سطح لوحتي.