حذرت دراسة أجراها مركز جونز هوبكنز لأمراض التهاب المفاصل ان النساء معرضات أكثر بضعفين أو ثلاثة أضعاف للإصابة بالتهاب الروماتيزم الرثوي Rheumatoid Arthritis بالمقارنة مع الرجال رغم أن نسبة المصابين بهذا الداء لا تتجاوز 1 أو 2% من سكان العالم والمنطقة . وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة (الذي يصادف 8 مارس/ آذار من كل عام)، دعت الدكتورة هميرا بادشا، استشارية أمراض الروماتيزم إلى تشجيع النساء في الدولة لإجراء الفحص المتعلق بهذا الداء، مشيرة إلى أن الارتقاء بمستوى الوعي تجاه الروماتيزم الرثوي يعد أمراً ضرورياً لتتمكن النساء من الحصول على المعالجة المناسبة بشكل مبكر . وعادة ما يتجاهل المرضى أعراض المرض معتقدين بأنه ليس هناك علاج له، أو يلجأون إلى طبيب جراحة عظام ليحصلوا على معالجة بطريقة مختلفة، ونظراً لقلة الوعي تجاه هذا المرض في دولة الإمارات، فمن الممكن أن تستغرق عملية تشخيصه الصحيحة مدة تصل إلى 14 شهراً، وبمرور هذه الفترة يمكن لمستويات المرض النشط أن ترتفع بشكل كبير وربما تتسبب في ضرر دائم للمفاصل" . وتبعاً لمركز جونز هوبكنز لأمراض التهاب المفاصل، فإن نسبة تتراوح بين 80% و85% من المرضى بداء الروماتيزم الرثوي يعانون من ضرر في المفاصل، وغالباً ما يحدث في أول عامين من المرض، كما أن المرضى بهذا الداء معرضون لاحتمالية الوفاة بشكل أكثر بمرتين من الأشخاص غير المصابين . وتتطور أعراض الروماتيزم الرثوي عادة خلال أسابيع إلى أشهر ويمكن أن تشتمل على تصلّب في مفصل واحد أو أكثر، وتترافق عادة مع ألم في المفاصل، وتشتمل المفاصل الأكثر إصابة على اليدين والمعصمين والمفاصل الصغيرة للقدمين، وتشتمل الأعراض الأخرى التي يمكن أن تسبق الإصابة بالروماتيزم الرثوي على الشعور بالتعب والإعياء والشعور بالضيق والتوعّك والاكتئاب، ويمكن لهذه الأعراض أن تتفاقم بسبب حرارة ورطوبة الطقس في دولة الإمارات، ما يمكن أن يزيد تورم المفاصل . كما يتم تشجيع النساء لإجراء الفحص المتعلق بالروماتيزم الرثوي لأنهن معرضات أكثر من غيرهن للإصابة بأمراض أخرى . وقالت الدكتورة هميرا بادشا إن "المرضى بداء الروماتيزم الرثوي أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نظراً للاستجابة الالتهابية في أجسامهم" . ووفقاً لمركز جونز هوبكنز لأمراض التهاب المفاصل، فإن حوالي ثلث أو نصف معدل حالات الوفاة المتعلقة بالروماتيزم الرثوي كانت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية . وتنتشر أمراض القلب والأوعية الدموية على نطاق واسع، وتشمل اضطرابات في القلب والشرايين والأوردة والأوعية اللمفاوية، وتضم هذه الأمراض خُناق الصدر (الذبحة الصدرية) والنوبة القلبية والجلطة الدماغية . وقالت الدكتورة هميرا بادشا: "يمكن للمصابين بالروماتيزم الرثوي التعرض إلى مزيد من الخطورة بسبب حرارة الطقس والأجواء المكيفة في دولة الإمارات، والتي يمكن أن تشجع على أسلوب الحياة غير النشط والبقاء داخل الأبنية، كما تشكل السمنة عنصر خطورة لكل من الروماتيزم الرثوي وأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ إن كل كيلو زيادة عن الوزن الطبيعي يزيد الضغط على المفاصل بمعدل خمسة أضعاف، وإذا تبيّن أن المريض يعاني من أمراض متعددة، فمن المهم أن يعلم بذلك طبيب الروماتيزم أو غيره من الأطباء المتخصصين ليتمكنوا من مساعدة المرضى على ضبط أسلوب حياتهم وتوفير المعالجة المناسبة لهم" .