ورث ابن عشريني "عاطل" مهنة تجارة وبيع وتعاطي المخدرات عن والده المحكوم والمسجون في قضايا مماثلة، وتصدّت المؤسسة الشرطية للمشتبه، كما تصدّت سابقاً لوالده، وضبطته متورّطاً بحيازة أنواع، وكمية كبيرة من السموم المخدرة التي خبأها في حشوة دبدوب قطني وخزان ماء فوق سطح منزله. وقال العقيد إبراهيم سلطان الزعابي، نائب مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، استطاع عناصر مكافحة المخدرات في إدارة التحريات والمباحث الجنائية، أخيراً، في عملية نوعية مقننة، ضبط المشتبه الذي كان شديد الحذر في تحركاته، وتصيّد زبائنه من الفئات العمرية المختلفة، وذلك بعد مراقبة ورصد المشتبه لمدة شهرين متتابعين. وأوضح العقيد الزعابي، كمية المخدرات المضبوطة وأنواعها، بثلاثة كيلو جرامات حشيش، و4300 حبة مخدرة (مراقبة طبياً)، وربع كيلو من مخدر الهيروين، فضلاً عن حيازته إبراً تحتوي على سائل مخدر، وتمت إحالة القضية إلى الجهات المختصة التي تولّت مباشرة التحقيقات والتوسّع فيها. وكشف عن أن المشتبه (الابن) لديه سابقة تعاطي المخدرات قضى عقوبتها، فيما أن والده محكوم في قضية تجارة مخدرات، ويقضي فترة العقوبة منذ شهر يونيو 2012 في إمارة أخرى، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأب لديه سوابق متكررة في تجارة وبيع وتعاطي المخدرات منذ العام 1991. وثمّن، جهود عناصر مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، مشيداً بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، اللتين أسهمتا في إحباط العملية، مؤكداً أن العيون الساهرة ستبقى دائماً يقظة في حماية الوطن، وبالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه تجاوز القوانين حماية للمجتمع من آفة المخدرات. ومجتمعياً، طالب العقيد الزعابي، أولياء الأمور بتنبيه ومراقبة أبنائهم، خاصة المراهقين والشباب، من الوقوع في شراك الإدمان، والتورّط في قضايا المخدرات بجميع أشكالها، واتخاذ كل سبل الحيطة والحذر، إيماناً بأن الوقاية خير من العلاج. وقال، إن التربية السليمة القائمة على منهج مجتمعي، مبني وفق أسس التنشئة العلمية الحديثة، تسهم بلا شك في منع وقوع الأبناء في شراك مصائد المروّجين للمخدرات، خاصة أن فئة "المراهقين والشباب" تعتبر مرحلة خصبة يتأثرون فيها بمن حولهم، ويحاولون جهدهم إثبات ذاتهم بأية طريقة كانت، كما أنهم يتميزون بحبهم للمغامرة ولا يحسبون حساباً للعواقب. وشدّد أنه يجب على الأسرة، والمؤسسات المجتمعية والتعليمية، مساعدة الابناء في التخلّص من مشكلة الإدمان، إن تورّطوا في الجنوح، وتوجيههم التوجيه السليم، مشيراً إلى أن أولياء الأمور، من النادر أن يكونوا قدوة في الانحراف (بعكس الحالة المذكورة). ولفت إلى أن تعامل الأسرة مع ابنها بالقسوة سبب مباشر تجعل الشاب يظن إنه يجب أن يستقل بنفسه، ويكون له خصوصيته وشخصيته فيلجأ إلى المخدرات وترويجها؛ وبالتالي ينسحب إلى أصدقاء السوء ويتأثر بهم بطريقة جانحة. كما دعا نائب مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، أولياء الأمور، الأخذ بالأسباب، ومراقبة العلامات والسلوكيات التي تصاحب مشكلة الإدمان لدى الشاب اليافع، مشيراً إلى أن الأسرة تعتبر الحصن المنيع للتربية السليمة، في منع انسحاب ابنها إلى السموم المخدرة، وجنوحه اجتماعياً، ويصبح مروجاً ومتعاطياً لها.