مريم جمعة فرج (دبي)- ودع العالم يوم الجمعة الماضي، الأديب العالمي الإفريقي تشينوا أتشيبي عن 82 عاماً. وكان أتشيبي قد توفي في أحد مستشفيات الولاياتالمتحدة، بعد معاناة طويلة مع المرض. ونعت الأوساط الثقافية العالمية أتشيبي، الأب المؤسس للرواية الأفريقية الحديثة، وأحد أهم رواد الحركة الثقافية والأدبية الإفريقية والنيجيرية المعاصرة. وهو روائي وشاعر وقاص وكاتب وناقد وأكاديمي. ويعرف عنه إلى جانب شهرته الواسعة، تأثيره الواضح في قرائه في القارة الإفريقية، حيث يصفه الزعيم الجنوب إفريقي «نيلسون مانديلا» بقوله «إن قراءة أعمال أتشيبي لوحدها، كافية لتحطيم جدران المعتقلات». الضمير الأفريقي كما أعربت الأديبة العالمية «نادين غورديمير» عن حزنها لرحيله، في مقالها الأخير المنشور في الصفحة الثقافية بصحيفة «الجاردين» البريطانية مؤكدة أن «رواية أتشيبي الأولى «الأشياء تتداعى» التي تقتبس عنوانها من المقولة اليائسة المعبرة عن الانهيار، للشاعر الأيرلندي «وليام بتلر ييتس»، ما هي إلا تجسيد لما كان ينتظر له أن يحدث في نيجيريا مع نهاية الوجود الاستعماري، وما يعقبها من مخلفات الإمبريالية على المجتمعات قاطبة. كما أنها الإبداع الذي وضع حجر الأساس للأدب الإفريقي الحديث، والخطوة الافتتاحية الأولى للاكتشاف والغوص في أعماق الضمير الإفريقي، باستخدام أدوات تعبيرية تقليدية إضافة إلى تلك المستقاة من الثقافة الاستعمارية التي كان يراها ملائمة، ومن اللغة الإنجليزية على وجه التحديد». «الأشياء تتداعى» نشرت هذه الرواية سنة 1958، ومن وجهة نظر نقدية، فهي لا يمكن اعتبارها فقط تحديا، لما كانت تقدمه الرواية الأوروبية في تجسيدها للإنسان الإفريقي، ولكنها كانت التحدي الحقيقي للشكل والوظيفة التقليدية للرواية. وعلى نحو أدق فإن رواية «الأشياء تتداعى» عمل مهجن، يخرج من حيث أسلوبه عن إطار المألوف، بمزاوجته بين اللغتين الشفاهية والكتابية. يضاف إلى ذلك أنه يعمل على تطويع اللغة الإنجليزية نفسها بجعلها قادرة على استيعاب لغته المحلية، لغة الإيجبو، وما تحتويه من مفاهيم وتعابير. والواقع أن هذا هو ما وضع نموذجاً، أمكن لغيره من الروائيين من داخل القارة الإفريقية ومن خارجها الاقتداء به، بوصفه إبداعاً معاصراً. ... المزيد