اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حي «أحفاد يونس» الذي أقامه نشطاء المقاومة الشعبية قبل خمسة أيام على أراضي العيزرية شرقي القدس المهددة بالمصادرة، واعتقلت حوالي 50 شخصا بصورة همجية، فيما أكد النائب مصطفى البرغوثي أن النشطاء الفلسطينيين سيبنون عشر خيام مكان كل خيمة يهدمها الاحتلال. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال المعززة بعشرات الآليات العسكرية تساندها طائرات مروحية من الجو اقتحمت الحي فجر أمس واعتقلت حوالي 50 شخصا بصورة همجية، واعتدت عليهم دون معرفة الجهة التي تم نقلهم اليها، وعرف من بين المعتقلين الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي. وفي تطور لاحق ذكرت شرطة الاحتلال في بيان أنها اخلت حوالي 50 شخصا من سكان الحي، اضافة الى نحو 12 صحافيا من وسائل اعلام مختلفة، كما وتم هدم 3 خيام داخل الحي، مضيفة أن أربعة أشخاص تواجدوا داخل الحي من بلدة جلبوع شرقي جنين (21 عاما)، وآخر من بلدة بلعين (38 عاما)، وثالثاً من مدينة بيت لحم (35 عاما)، بتهمة «خرق أمر منطقة عسكرية مغلقة» ورابعاً من سكان مدينة رام الله (59 عاما)، وتم احالتهم جميعا الى مركز «معالي أدوميم» للتحقيق وفق البيان. وأشارت الشرطة الاسرائيلية الى انها ستتخذ كافة الاجراءات القانونية والقضائية المتاحة بحق المعتقلين الأربعة. تفاصيل وأفاد مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أن «قوات الاحتلال احتشدت على مدخل حي أحفاد يونس، وكما احتشدت قوات من مستوطنة معالي أدوميم المقابلة للحي ومن مستوطنة التلة الفرنسية بالقدس ذلك شكل النشطاء حلقة رددوا خلالها الأغاني والأناشيد الوطنية، وترديد الهتافات». وأضاف صيام أنه «في تمام الساعة الثانية فجر أمس وصلت القوات وكان عددها حوالي 500 جندي الى الحي، وحاصرته، بمساندة مروحية، وأطلقت القنابل المضيئة بشكل عشوائي، ثم داهمته وأعلنه الضابط المسؤول منطقة عسكرية مغلقة يمنع التواجد فيها، في حين باشرت القوات بإخلاء كافة المتواجدين وكان عددهم 48 شخصاً، وصوّرت مع هوياتهم الشخصية، ثم أجبرتهم على الصعود بالحافلة وسيارات، بعد تفتيشهم بالدقة، ونقلوا الى حاجز الجيب العسكري، علما ان القوات الاسرائيلية كان بحوزتها صور لعدد من الشبان لتنفيذ اعتقالات فعلية بحقهم». بدوره قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان وأحد المعتصمين في حي «أحفاد يونس» عبدالله أبورحمة، إن قوة إسرائيلية «اقتحمت بالقوة المواطنين والمتضامنين الأجانب المتمركزين منذ خمسة أيام في حي أحفاد يونس في قرية باب الشمس شرق القدسالمحتلة، وهدمت الخيام المقامة في الحي». وأوضح صيام أنه خلال اقتحام حي أحفاد يونس من العيزرية دارت مواجهات محدودة في القرية، حيث ألقيت باتجاه القوات الحجارة. وبعد الانتهاء من عملية الإخلاء قامت الجرافات بتجريف حي احفاد يونس، حيث دمرت الخيام، ومتنزه الألعاب الذي أنشئ للأطفال. جريمة جديدة من جانبه قال النائب مصطفى البرغوثي المعتقل داخل مقر شرطة معاليه ادوميم ان الاحتلال ارتكب أمس جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني من خلال هدمه لحي «أحفاد يونس»، واعتقال سكانه، مؤكداً أن الاحتلال لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصل النضال، قائلاً «كلما هدم الاحتلال خيمة سنبني عشراً وسنعود ونواصل الطريق حتى تحرير فلسطين». وأضاف ان الاحتلال يمنعنا من الوصول لأراضينا في حين يسمح للمستوطنين بالاستيلاء على هذه الاراضي التي هي حق شرعي للشعب الفلسطيني. سفر أوباما أشار د. مصطفى البرغوثي إلى أن الاحتلال أجل اقتحام الحي حتى سفر الرئيس الأميركي باراك أوباما لتجنب فضيحة جديدة أمام العالم، مؤكداً أنه رفض التحقيق مع شرطة الاحتلال إلا بوجود المحامي. وقال إنه معتقل داخل مقر الشرطة الى جانب فتاة وشابين.
