صراع العرب وإسرائيل ممتد لقرن كامل، وقبلها بمئات السنين، ومازال «يتهاوش» أبناء العم حتى الآن، وحالياً بني إسرائيل يحكمون فلسطين، وأهل فلسطين يقاتلون في سورية ضد الأسد، وفي مالي ضد فرنسا، وفي أفغانستان ضد كرزاي، وفي العراق ضد المالكي...! وإحدى صور الصراع والحرب هي صراع المخابرات والجواسيس، وطوال سنوات وسنوات، أثبتت المخابرات العربية قوتها، في مقابل المخابرات الإسرائيلية اليهودية الصهيونية، فلم نسمع يوماً- باستثناء لبنان- عن خلية إسرائيلية تجسسية تم القبض عليها في أي من دولنا العربية، بالرغم من العداء المتوارث بين اليهود والعرب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على: إما أن مخابراتنا قوية، لم تستطع أي شبكة يهودية من اختراقها، ولم تجرؤ على انشاء شبكة تجسس في بلادنا، فالمخابرات صاحية، وتعتقل الخلية حتى قبل إنشائها! أو ان الموساد، عاجز عن تجنيد ولو مواطن عربي واحد من المحيط الى الخليج، وهذا يدل على وعي المواطن في رد مخططات أعداء الأمة من الصهاينة والماسونية والامبريالية المتوحشة، ويدل على وطنية المواطن الذي رغم فقره يرفض إغراءات الصهاينة! أو انه يدل على الإسرائيليين ليسوا بحاجة إلى تشكيل شبكات تجسس، ورصد ومراقبة، ما دامت المعلومات تصلهم من قبل بعض الجهات الرسمية، ومختومة بختم الدولة! أو يدل على روح الاخوة، وأخلاق الفرسان بين الطرفين، فلا داعي أن يتجسس بعضنا على البعض، ما دمنا أهلا واخوانا وأقرباء وأصدقاء، فهل رأيتم يوماً أخاً يتجسس على أخيه، أو ابناً يتجسس على أبيه، فنحن «شعبان في سروال واحد»! أو يدل على أن المخابرات العربية مهتمة بشبكات التجسس الإيرانية التي لا تنتهي، والتي تريد المساس بأمننا القومي والوطني، وتريد أن تنخر في جسد الأمة. ولهذا ومن هذا المنبر أحذر قوى الشر في إيران، واتباع نجاد، والحرس الثوري الإيراني، وبازار طهران، وفنادق أصفهان، ومطاعم شيراز، من أي مساس بأمننا، فعيوننا ساهرة، لا تنام! «حيا الله» مخابراتنا العربية، وبوركت سواعدكم التي تكتشف الشبكات التجسسية الإيرانية كل أسبوعين، وأطالبها بالمزيد، وان يعتقلوا أيضاً شبكات التجسس الأفغانية والبنغالية والهندية... يعني لازم ننوع بالشبكات! والمواطنون العرب حالياً يطالبون رجال المخابرات الشرفاء، المتخصصين في الشبكات، أن يساهموا في تسليك شبكات الصرف الصحي بالمرة «وكلها شبكات»، بعد ما فاضت روائحها النتنة، وغطت على رائحة المخابرات! جعفر رجب [email protected]