في أول ردة فعل من الدول العربية عدوان الكيان الصهيوني على قطاغ غزة، أقرت القاهرة سحب السفير المصري في إسرائيل.. وأفادت الأنباء الواردة من جمهورية مصر الشقيقة أن الرئيس المصري محمد مرسي أقر مساء أمس سحب السفير المصري من إسرائيل احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، كما استدعت القاهرة سفير إسرائيل بمصر وأبلغته احتجاجها على الهجوم وتفيد الأنباء أن السفير الإسرائيلي سيغادر مصر بطلب من القاهرة.. ويأتي الموقف المصري والشارع العربي يترقب ردة فعل مصرية خصوصا بعد أن شهدت مصر ثورة أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وجاء التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة في إطار تنفيذ عملية عسكرية أطلق عليها اسم /عنان السماء/ ليسقط عشرات الشهداء والجرحى في كل غارة يشنها، بذريعة مواجهة المقاومة الفلسطينية . وشنت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء 17 غارة جوية فوق مناطق مختلفة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد القيادي في حركة /حماس/ احمد الجعبري، والذي يعد أكبر مسؤول من الحركة يتم اغتياله بعد الاجتياح الإسرائيلي لغزة منذ أربعة سنوات. وأكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على لسان مسئوليها العسكريين استهداف جيش الاحتلال لقادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ومن بينهم الجعبري الذي قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بأنه على رأس قائمة من المستهدفين، زاعمة أنه " كان المسؤول عن التمويل والإشراف على العمليات العسكرية " للمقاومة الفلسطينية". ونجا الجعبري من عدة محاولات للاغتيال، كان من بينها استهداف منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بعدة صواريخ في عام 2004م، وتعتبره سلطات الاحتلال /رئيس أركان حركة حماس/، في دلالة منها على المكانة التي يحظى بها في داخل صفوف الحركة. وتأكيداً لمواصلة الحملة العسكرية الإسرائيلية، قال مسؤول إسرائيلي في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء، إن اغتيال أحمد الجعبري، ليس نهاية الهجوم الإسرائيلي على القطاع وسيعقبه مزيد من الهجمات، مرجحاً أن تقوم المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه العملية والتي وصفها بالنوعية. وأشار المسئول الاسرائيلي إلى أن " الأيام التي تواجهها إسرائيل في الجنوب ستتواصل"، داعياً إلى إعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال الأيام القادمة. ويأتي ذلك، بعدما أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اجتماع مصغر لحكومته يوم الأحد الماضي، إن إسرائيل مستعدة لتصعيد عملياتها العسكرية على قطاع غزة والتي زعم قيام المقاومة بإطلاق الصواريخ منها إلى المستوطنات القريبة. وأضاف مهدداً " يجب على العالم أن يفهم أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المحاولات للاعتداء عليها ونحن جاهزون لتصعيد ردنا ". فيما قال وزير الشئون الإستراتيجية موشي يعلوون في حديث للراديو الإسرائيلي " إننا لن نسمح بأن يستمر الوضع على ما هو عليه .. فلدينا خيارات كثيرة لنجعل الطرف الأخر يدفع الثمن وسوف نستخدمها في الوقت المناسب حتى يعود الهدوء للجنوب ". وفي رده على سؤال ما إذا كانت هناك احتمالية لشن هجوم بري، قال يعلون " إننا نقوم بوزن الأمور، ومثل هذه الخطوة سيتم اتخاذها في حال فشل الضربات الجوية " على غزة. بداية الأسبوع الجاري أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي قذائف دباباته على الأراضي السورية، بعدما زعم أن قذائف هاون سقطت على نقطة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية. وأتى إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الأراضي السورية وسط مخاوف من امتداد رقعة العنف في سوريا لتصل إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967م. مع اشتعال الجبهتين، تعثرت الجهود المصرية لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة والتي تواصلت خلال الأيام الماضية، بعد أن تعهدت فصائل المقاومة الفلسطينية بالتهدئة في حال توقف التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع. وكانت حدة تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، قد تراجعت الأسبوع الماضي، بعد تصعيد استمر خمسة أيام، اثر تدخل من قبل مصر لوقف العمليات العسكرية والالتزام بالتهدئة إلا أن الهدنة الضمنية، لم تضع حداً لتصاعد العنف نحو حرب شاملة، وظلت قوات الاحتلال على أهبة الاستعداد لخوض جولة جديدة في الصراع.