وذلك بعد حوالي أسبوع من إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لفترة ولاية ثانية, يأتي ذلك في الوقت الذي من المقرر أن يدلي بترايوس بمعلوماته أمام مجلس الشيوخ حول هجوم بنغازي. وفي غضون ذلك, تواصلت تداعيات فضيحة الجنرال ديفيد بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية سي أي إيه المستقيل حيث من المقرر أن يتحدث أوباما في أول مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض تداعيات استقالة بترايوس-60 عاما- الذي اعترف بالتورط في علاقة جنسية مع كاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل. وفي الوقت ذاته, قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس ليس مسرورا بالتأكيد بأحداث الأسبوع الماضي, وإنه قد فوجئ بشكل واضح لدي علمه برغبته في الاستقالة بسبب علاقة غرامية. ونوه كارني بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه بروتوكولات يتبعها بشأن التعامل مع مثل هذه الحالات, موضحا أن أوباما سيواصل دعم الجنرال جون ألين كقائد للقوات الأمريكية في أفغانستان في الوقت الذي يخضع فيه ألان للتحقيق بشأن الفضيحة الجنسية مع صديقة عائلة بترايوس جيل كيلي. وكرر كارني دعوة الرئيس إلي مجلس الشيوخ للمضي قدما بسرعة في إقرار تعيين خليفة ألان الجنرال جوزيف دنفورد. وفي إطار متصل, حذر ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي من القفز إلي نتائج حول الجنرال ألان, ودافع عن قراره بتحويل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان إلي المفتش العام لتوقف تعيينه في وظيفة أخري بالجيش الأمريكي.ومن جانبها اعترفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أن حلفاء الولاياتالمتحدة أثاروا التساؤلات حول قضية ألان, لكنها أشارت إلي أنه لا يوجد مخاوف حول دور الجنرال الأمريكي في قيادة قوات التحالف. وبعد تعليق أعماله لمدة7 أسابيع بسبب الانتخابات الرئاسية, بدأ الكونجرس الأمريكي جلسات استماع مغلقة لبحث أبعاد الفضيحة, حيث أدلي مايكل موريل مدير السي أي إيه بالإنابة بمعلوماته حول تورط الجنرال المتقاعد, وطالب بعض أعضاء الكونجرس بمزيد من المعلومات عن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي أف بي أي الذي أدي إلي استقالة بترايوس.وقد تساءل العديد من الأعضاء عن سبب عدم إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي الكونجرس والرئيس أوباما في وقت سابق حول التحقيق الذي أجراه بشأن بترايوس رغم أن هذا التحقيق قد بدأ في الصيف الماضي.وبعد الإحاطة التي قدمها موريل, قالت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب إنها ليست سعيدة بشأن علم زعماء الكونجرس بالتحقيق من التليفزيون, إلا أنها أضافت أنها علي ثقة من أن مخالفات بترايوس لم تؤثر علي الأمن القومي الأمريكي. وهناك فصل بين ملفي آلان وبترايوس في الكونجرس وإن كان هناك ترابط بين ملفيهما, ويتولي مكتب التحقيق الفيدرالي ملف بترايوس, بينما يتولي المفتش القضائي بالجهاز الجنائي بوزارة الدفاع الأمريكية ملف ألان الذي يشرف علي سير التحقيقات. وفي سياق التسريبات حول فضيحتي بترايوس وألان, كشف مسئولون بوزارة الدفاع وأصدقاء مقربون من الجنرالين أنهما لا تربطهما علاقة عاطفية بكيلي- الأمريكية من أصل لبناني- التي تحظي بحضور بدور بارز في الدوائر العسكرية بمدينة تامبا حيث يوجد مقر القيادة المركزية للقوات الأمريكية. وأشار مسئولون قضائيون إلي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيواصل تتبع خيوط الفضيحة خاصة أنهم وجدوا رسائل تتضمن معلومات سرية عن أنشطة مدير السي أي إيه. وأضافوا أن عميل الأف بي أي الذي فجر الفضيحة هو نفسه متورط حيث أرسل صورة عارية الصدر إلي كيلي قبل بدء التحقيقات في القضية. وفي إطار فضيحة الجنرال الثالث, أعلن وزير الدفاع الأمريكي إنه خفض رتبة جنرال بالجيش يحال إلي التقاعد لتبديده أموال دافعي الضرائب في رحلات أنفق عليها ببذخ, وأنه سيسعي لتحصيل82 ألف دولار منه.وجاء قرار بانيتا بتجريد الجنرال وليام وارد الحاصل علي4 نجوم من نجومه, وأظهر التحقيق بشأن وارد العديد من الأمثلة علي سوء استخدام أموال دافعي الضرائب منها استخدام طائرته العسكرية في رحلة خاصة إلي برمودا لقضاء ليلة هناك مع زوجته. وقال مسئول بوزارة الدفاع إنه رغم أن تخفيض رتبة وارد إلي3 نجوم سيخفض من مكافأة تقاعده فإنه سيحصل علي معاش تقاعد يزيد علي200 ألف دولار سنويا. وبعد ساعات من الكشف عن بعض أعضاء الفريق الرئاسي لأوباما, شن الجمهوريون بمجلس الشيوخ هجوما حادا علي اختيار سوزان رايس كوزيرة للخارجية بدلا من كلينتون, حيث اتهموها بأنها ضيئلة علي المنصب, كما يخططون لاستجوابها بشأن حادث بنغازي. وهدد الجمهوريون بتعطيل تعيين رايس حتي تقدم تفسيرات لتصريحاتها التي أدلت بها بعد هجوم ليبيا حيث أرجعت سبب الهجوم إلي الغضب من الفيلم المسيء.