خمسة وثلاثون عاماً مضت على «جائزة الملك فيصل العالمية». وفي كل عام تقدم لنا هذه الجائزة «فطاحل» المعرفة الإنسانية العريضة.. بل وتكتشفهم وتدل عليهم جائزة نوبل العالمية.. وتلفت إلى أعمالهم العظيمة في خدمة الإنسانية مراكز الأبحاث ودوائر صنع المعرفة واتخاذ القرار لتجد فيهم هداة للبشرية.. ومنقذين بعلمهم وعظيم خبراتهم للإنسانية.. ومطورين للعلوم الكونية أيضا. والجائزة التي فعلت كل هذا واستحقت معه تقدير العالم ومؤسساته العلمية الكبرى.. واكتسبت كل هذه الشهرة والتأثير في كافة الأوساط والمحافل البحثية.. أصبحت ملمحا من ملامح شخصيتنا الوطنية المستمدة من طبيعة رسالة بلد النور والهداية والمعرفة الإنسانية.. البلد الذي يحتضن أقدس البقاع وأطهرها.. مكةالمكرمة والمدينة المنورة.. ومنبع العروبة والإسلام.. انطلاقا من كون هذه البلاد صاحبة رسالة عالمية خلاقة.. الجائزة بهذه الخصائص والمواصفات وبهذه المكانة العالمية الرفيعة تفرض علينا أن نحولها من مشروع حضاري إنساني كبير.. إلى منهج علمي وبحثي جديد في التفكير وفي التخطيط وفي الإدارة لمؤسساتنا الوطنية التي تحتاج إلى هكذا رصيد باتت تتوارثه الأجيال وتتعاطى معه كمنتج علمي ضخم وكبير.. وفي تقديري أن جامعاتنا الوطنية هي الأولى بأن تعتمد فكر هذه المؤسسة ومنهجها العلمي في البحث والدراسة وحسن الاختيار على أسس ومعايير علمية سواء بالنسبة لتقويم أبحاث الترقية أو للأبحاث المتصلة بالاستشارات والدراسات المتخصصة والتي تطلبها منها الجهات ذات الاختصاص.. وذلك بعد أن أصبحت جائزة نوبل العالمية تقتفي أثر هذه الجائزة وتختار نفس من يقع عليهم اختيارها لجوائزها السنوية الكبرى وتكريم العالم لهم بعد ذلك. ذلك جانب.. أما الجانب الآخر الذي أريد التحدث عنه فهو الحاجة إلى أن نكرم - كبلد - هذه الجائزة كقيمة حضارية مضافة إلى قيمة وعظمة وتاريخ هذه البلاد وأمجادها.. وبكل تأكيد فإن مؤسسة الملك فيصل العالمية بكل هذا الزخم الذي أصبحت عليه تستحق منا مثل ذلك وأكثر كونها مؤسسة علمية ذات معايير عالمية رفيعة يعتد بها.***ضمير مستتر: لا وطن ولا هوية للمعرفة الإنسانية باعتبارها الإشعاع الذي يملأ آفاق الأرض وينتشر داخل عقول الأحياء في كل مكان من هذا العالم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة[email protected]