على رُكْحٍ مُنْفرِد سعيدة تاقي انتظار ارتدتْ فرحَها، و مضتْ.. تُقلِّمُ أوصالَ الساعاتِ. استكانتْ إلى لهفتها العقاربُ، و انسابتْ تطِلُّ على الأرقامِ في حلقاتِ. أسدلَتْ الأيامُ جفنيها على توْقِها الوليد. و تنحّتْ تبحث جانباً، بين الوجوه عن دفء عابرٍ تُذْكي نارَه، من جديد. وُصول تعثّرت قدمُه و هو يقفز بعجلةٍ الدرج الأخير من القطار قبل أن يتوقّف. كان يفكِّر في النَّعشِ الذي ينتظره مُشرعاً، في القرية النّائية، لدفنِ فرحٍ لم يمْهِلهُ عُسْرُ المخاضِ الأوَّل.. كان يفكِّرُ في الكفَنِ الذي استبدَلَ بياضَ ثوْب العُرْس، و ما فطِنَ للقدَم التي زلَّتْ بحزنهِ إلى الأسفل تحت الحديد. انصراف لم يَع من الوجود غير ماء دافئ و صوت خافت و بعض النور. و حلَّ الألم.. الصمتُ يعزل كل ذلك الكلام و الصُّراخ المُراقَيْن خارجاً، لِكَيْ يظلَّ النَّقاء بالداخل عنوان طُهْرٍ مُفْتقَد. أهي أرواحُهم لِشفافيتِها يَسْهُل احْتِضارُها، أمْ هو الألمُ يُرهِق طيبوبَتهم المُفرِطة فَيَكون الموت آخِر الكَيّ؟!