قبل (22) عامًا بالتقريب.. كتب الأستاذ أحمد حسن فتيحي العضو الاتحادي المعروف ضمن مقالاته... يُشرِّح الواقع الاتحادي.. وبرؤية خبير.. وضع يده على مكامن الخلل في الجسد الاتحادي.. واليوم وبعد كل هذا الزمن.. ينطبق المقال على الحال.. مقال الأستاذ الفتيحي على حال نادي الاتحاد.. فما يدور في أروقة النادي وحالات الانكسار التي يشهدها, لها في مبضع الجراح المحب الأستاذ الفتيحي حلول.. و"المدينة" يسعدها اليوم أن تعيد نشر المقال.. لأنه ببلاغته.. ودقة وصفه.. يدفع الاتحاديين إلى التفكير الجاد لحل مشاكل ناديهم العريق.. وإليكم المقال: **** لا أود أن أستعمل هذه المساحة في مشاكل كرة القدم الاتحادية ولا أن أستغلها في التعبير، فهناك صفحات الرياضة التي يمكن أن تستوعب أكثر والشرح بها أفضل. ولكني رأيت نفسي منساقة إلى هذا الموضوع، لذا فإني لا أريد أن أشق على القارئ كثيرًا حيث إن المهتمين بالاتحاد سيجدون فيه حلًا للغزٍ بعدنا كثيرًا عن معرفته باتهامات جانبية للإدارة من ناحية وللمدرب من ناحية أخرى، ولم نوجه يومًا ما اتهامًا للاعبين لأننا ندرك أنهم ضحايا للاثنين معًا إدارة ومدربًا. ومع الوقت وجدت أني أخطئ كثيرًا إذا تجاوزت هذه النقطة لأن الإخوة لاعبي الاتحاد يحتاجون إلى كثير من المعرفة عن مشاعر جمهور الاتحاد وآلامهم وآمالهم.. ويعيشون في عزلة تامة بعيدًا عن هذا الزخم الذي يمدهم بالتشجيع والثناء. إن الإخوة لاعبي قدم الاتحاد لهم محاور خاصة وأخلاق خاصة يتجولون فيها ويستمتعون بها.. ولا يرون العتاب أو العقاب ويطالبون دائمًا بالثواب - بحق وبغير حق.. ولقد تجنينا كثيرًا فيما مضى على جميع الإدارات والمدربين وانساقت عواطفنا مع اللاعبين تناصرهم وتعاضدهم حتى اتضحت الصورة لبعضنا وأرجو أن تتضح للباقين. إن لاعبي الاتحاد لا يرغبون في انضمام وجوه جديدة ويعرقلون الخامات الجيدة الشابة وينفرون من كل جديد.. وكلما لاح في الأفق بزوغ نجم جديد تضافرت جهودهم لإزالة الإدارة وتغيير المدرب وخطته.. كما أن تصرفاتهم داخل الساحة تدل على ضعف مشاعرهم وتخبطها. ولا أعرف سببًا غير هذا في فريق خسر لقاءاته ولاعبوه المسؤولون يتراقصون ويغنون ويأكلون ويشربون وينامون في سكينة وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء.. الحمد لله أن هؤلاء (بعضٌ وليس كلًا).. وخوفي أن يتدحرج الطالح على الصالح فلا يبقى أمامنا إلا الرضوخ لحفنة ظنت أن سعادة جمهور الاتحاد وحزنه بيدها.. وما علينا إلا الطاعة العمياء لمطالبهم وتحقيق رغباتهم. إخواني إن المزعجين منكم سيستغنى عنهم ويبقى الصالح فقط.. وبأيدينا لا بيد عمرو. جدة في 20/5/1412ه الموافق 26/11/1991م