بين الوديان والتزلج على الرمال - نخل- سعود الحضرمي:-- تعد بلدة الأبيض بولاية نخل إحدى المناطق ذات الشهرة السياحية التي تزخر بها السلطنة وهي ثاني أكبر موقع سياحي بعد متنزه عين الثوارة بالولاية يتوفر في البلدة تنوع سياحي طبيعي وتاريخي. وتستقبل قرى الوادي السياح على مدار العام.. زينت هذه القرية بمعطيات وثمار النهضة المباركة بالشوارع الداخلية المسفلتة والكهرباء وخدمات الهاتف وغيرها من الخدمات الضرورية التي ينعم بها المواطن العماني، في القرية تتعانق المساحات الزراعية مع المباني القديمة والجبال المحيطة بالقرية، تضم قرية الأبيض عددا من القرى الصغيرة تبلغ ستين قرية منها قرية المعترض والحجرة التي تتميز ببيوتها الطينية المحصنة، وقرية الخطم وقرية السيح، وقد تم ربط هذه القرية بشارع ترابي يصل ولاية الرستاق، مرورا بقرية الحصين، التي يوجد بها بعض الأماكن المناسبة للتخييم نظرا لتوفر المياه الجارية بقرب هذه القرية. يعد وادي الأبيض من أشهر أودية السلطنة الخصبة يتميز بتدفقه المستمر طوال أيام السنة، وفي الوقت الذي يتوقف فيه جريان مياه معظم الاودية تنساب خيرات هذا الوادي المتدفقة فتضفي البهجة والسرور في نفوس السياح والراغبين في الاستمتاع بجماليات أودية السلطنة. يدعم مجرى هذا الوادي عدة روافد منها وادي مستل ووادي بني خروص ووادي بني حراص إضافة إلى روافد أخرى من قرية فلج بني خزير، وبالتالي فهو يستقي تدفق مياهه من عدة مصادر وعادة ما تتكرر تساقط الأمطار على رؤوس الجبال المتاخمة لمصادر هذه الاودية. وآخر مرة سالت مياه هذا الوادي بعد عيد الفطر المبارك، وقد أدى ذلك إلى تنظيف مجراه من العوالق المائية والطحالب الخضراء، التي تزداد انتشارا في بعض الاودية الجارية كل ما تأخر جريان الاودية بها. يغذي وادي الأبيض فلج الخطم وفلج العبتري الذي ينتهي عنده جريان مياه الوادي في الوقت الراهن. ومن هذا الموقع تبدأ الرحلة في هذا الوادي الجميل، ويتطلب القيادة استخدام السيارة ذات الدفع الرباعي، يتعرج مسار هذا الوادي وتحفه الجبال التي تتميز بتكوينات صخور الافوليت، التي تنتشر بكثرة في جبال السلطنة. وكلما تم التوغل أكثر في هذا الوادي تبدو المشاهد أكثر جمالا، حيث تتوزع المساحات الخضراء في بعض المواقع، التي يوجد بها اشجار النخيل وبعض الأشجار الكبيرة، حيث يتم المرور بعدد من المعالم التي يعرفها سكان القرية ومنها قرية المعقل والشويمية والصوير والمذيبح واللادان، التي تعتبر من أفضل المواقع السياحية حيث تتواجد بها اشجار النخيل الكثيرة ويتم الوصول إليها بعد قطع مسافة 3 كم من بداية ظهور المياه بالقرب من فلج العبتري، يتسع هذا الموقع لتخييم اعداد كبيرة من السياح والعائلات. وبعد ذلك يوجد عدد من المزارع والقرى الصغيرة وغير المأهولة، ولا يمكن الوصول إليها بالسيارة، منها قرية الجريف والمخاضه والسخنة التي تتميز بوجود عين ساخنة بها، وتقع على الجهة الشرقية من مسار الوادي، إضافة إلى عيون أخرى تقع على جانبي الوادي. يفضل بعض السياح سبر أغوار الوادي وممارسة رياضة المشي بالاستمتاع بمشاهد المياه المتدفقة وصولا إلى قرية الطيخة وقرية الصبيخة، التي يمكن الوصول إليها عن طريق السيارة، وذلك عبر الشارع الذي يربط ولاية نخل بولاية العوابي، تبلغ مسافة المشي في المواقع التي لا تصلها السيارة ما يقارب ساعة ونصف الساعة تقريبا مليئة بالمتعة والاثارة. أما خبة الجعدان فهي احد قرى منطقة الأبيض حيث تمتلك هذه القرية مقومات السياحية وبيئة خصبة لتحدي الرمال لسيارات القدرة الذي يقام ضمن الأنشطة الشبابية الرياضات وممارسة بعض الهوايات كسباق صعود الرمال او التزلج على الرمال.. وتعد مسابقات تحدي الرمال في هذه القرية ذات شهرة واسعة بين أوساط الشباب خاصة وأنها تتطلب رباطة الجأش والقدرة على التحكم في المركبات وتحظى هذه الأنشطة الرياضية على إقبال شبابي لافت كونها متنفسا لإبراز مهارات القيادة والتحكم والإثارة والتشويق من خلال عروضها القوية التي تبرز مهارات القيادة في البيئة الرملية التي تتطلب من السائقين اتباع وسائل السلامة الضرورية. كما يحلو السهر والسمر على تلال الرمال الجميلة حيث يقوم السياح برحلات التخييم والسمر بعد غروب الشمس حيث تحل السكينة ويخيم الهدوء على المكان بعد يوم جميل تقضيه الأسرة حيث يسعى الجميع للبقاء حتى شروق الشمس والاستمتاع بالمنظر الجميل الذي يرافق دخول الشمس على المكان. تحتاج القرية إلى عدد من الخدمات الضرورية كطريق معبد ودورات للمياه ومظلات واقية من أشعة الشمس والاستراحات وبعض المحلات التجارية والمقاهي.