يتسنى الزائر إلى ولاية نخل أن ينحدر من هضبة حصن نخل قليلاً ليتوغل في ممرات سوقها الذي يضم بين جوانبه تراثا عريقا جعل من السوق مركزاً تجارياً يجذب الجموع من مرتادي مثل هذه الأسواق. وفور دخول الزائر من بوابة السوق الكبير يشتم رائحة الحلوى العمانية النخلية المميزة برائحة ماء الورد باعتبارها نكهة للأصالة والجودة. ويواصل الزائر للولاية جولته عبر ذلك الطريق المسفلت، حيث تحيط بالشارع الأصناف المتعددة من أشجار النخيل الباسقات على محاذاة رصيف من العشب الأخضر تتوزع عليه ابتسامات الترحيب بالزائر الكريم حينها تتبادر للزائر روعة الأناقة البديعة في طراز الفن المعماري القديم الذي يبدو بارزا في المعالم العمرانية المتمثلة في مساكن الولاية التقليدية التي تظهر مدى براعة الإنسان العماني في تشكيل الطين والصاروج القديم على قالب الهندسة المعمارية ،التي ما تلبث أن تمتزج بنماذج حديثة اتخذت شكلها من مضمون الطابع الإسلامي العريق كعراقة جامعها المهيب الذي يتوسط الولاية. تعد ولاية نخل أحد أهم المزارات السياحية التي تجتمع فيها معاني جمال الطبيعة ومآثرها وتراثها وعراقتها التي تشد الزائر بهذه المفردات السياحية وتجمع ولاية نخل بين أحضانها الكثير من المعالم الطبيعية لتجعل منها وجهة سياحية لما تضمه من جمال نادر حيث أعطاها موقعها ميزة أخرى جعلها تبدو أكثر إشراقاً وجمالاً، حيث تبدو بارزة للعيان وأهلا لاستقبال السائح والزائر. تبعد ولاية نخل عن الدوار الرئيس لولاية بركاء مسافة 32كم وذلك بعد الانعطاف جنوبا حيث تستقبلك قبل الشروع في قطع هذه المسافة واحة حلبان من جهة الشرق تقابلها واحة الطو ومنطقة الحسنات الخضراء وهي قرى تابعة لولاية نخل تشتهر بأفلاجها الخصبة وعيونها الجارية ؛ أما من الجهة الأخرى فتبرز منطقة الأبيض بواديها الفسيح وسهولها الرحبة التي تربط ولاية نخل بولاية بركاء. ويتميز وادي الأبيض بغزارة عيونه العذبة وأفلاجه الدائمة الجريان ما جعل من الوادي ملاذاً آمنا تدب فيه شتى صنوف الحياة الطبيعية. ويمكن لزائر هذا الوادي أن يمضي أوقاتا جميلة بين أحضان الطبيعة البكر من خلال التنقل بين ربوع وقرى الوادي المختلفة. ويعتبر هذا الوادي كغيره من أودية السلطنة بأنها تتيح فرصة للتمعن في ما توفره المياه المنسابة من مناظر غاية في الروعة مكونة بتجمعها في وسط المجرى بعض البرك المائية الصغيرة، وتتميز ولاية نخل بكثرة عيونها وأوديتها. ومن أودية نخل وادي مستل ، ذلك الوادي الذي يتميز بطبيعة ساحرة بديعة ، ونظراً لارتفاعها الكبير تبدو قرية (وكان) شبيهة بقرى الجبل الأخضر. ويمكن للزائر أن يقوم بحفظ الماء بين الجبال، يعرج على قرى (حدش) والهجار والقورة والخضراء والعقيبة وغيرها التي تشتهر بالمنتجات الزراعية ، وفي مرتفعات الوادي تم إنشاء سد (إمطي) للتغذية السطحية، ويعد مثل هذا السد مهماً لأنه يقوم بحفظ الماء بين الجبال. نخل الولاية تشكل مهرجاناً طبيعيا بما تضمه من مقومات سياحية تنعم بها التي أبدع الخالق عز وجلت قدرته في الطبيعة الجميلة لهذه المدينة الساحرة ذات الآثار والقلاع والأفلاج والأودية والعيون. وقد سميت نخل بهذا الاسم لكثرة المياه فيها، فهي تنخل الماء نخلاً ولأنها مشتقة من النخل وهو التصفية فهي أشبه بمصفاة الماء .