حقق معدل الالتحاق بالتعليم العالي للفئة العمرية ما بين ثماني عشرة وأربع وعشرين سنة في سلطنة عمان زيادة تجاوزت الضعف خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى توجيهات السلطان قابوس خلال العام الماضي بتوفير ألف وخمسمئة بعثة خارجية وسبعة آلاف داخلية إضافة إلى ما هو قائم أدت إلى زيادة فرص الاستيعاب في مؤسسات التعليم العالي الحكومية لتصل إجمالي المقاعد المتوافرة 28 ألف مقعد لخريجي دبلوم الشهادة العامة، وبلغ عدد الطلبة المقبولين 27951 طالباً وطالبة في العام الجامعي الماضي بما يشكل نسبة 67% من إجمالي الناجحين في دبلوم التعليم العام كما تم توزيعهم على مختلف مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها . فقد أعلنت د .راوية البوسعيدية وزيرة التعليم العالي أن العام الأكاديمي الحالي شهد زيادة في عدد المقاعد المتوافرة على النفقة الحكومية الذي بلغ 32904 مقعداً من بينها 28436 مقعداً في مؤسسات التعليم العالي 4468 مقعداً في مراكز التدريب المهني وتأهيل الصيادين، كما تم قبول ،27427 وأن عدد البعثات الخارجية ارتفع في العام الأكاديمي الماضي من 143 بعثة إلى 1643 بعثة خارجية سنويا موزعة على 14 دولة حول العالم، إضافة إلى المنح المقدمة من بعض الدول البالغ عددها 74 منحة . وأن دائرة الابتعاث توسعت في العام الأكاديمي الجاري لتشمل دولا أخرى بعضها يتم الابتعاث إليها للمرة الأولى - مثل تركيا ومالطا وبولندا والنمسا- وذلك لتأهيل الكوادر الوطنية بخبرات من مدارس فكرية مختلفة والتفاعل مع حضارات العالم ولغاته المتنوعة التي ستؤدي إلى زيادة التواصل بين الشعوب وتمكين الطالب العماني من الاستفادة القصوى من دراسته بالخارج، وأن إضافة بعض الدول إلى قائمة الابتعاث جاء بعد دراسات متأنية تتبعها زيارات لمختصين إلى تلك الدول للوقوف على مستوى مؤسساتها الأكاديمية وطبيعة الحياة فيها، وتقييم مدى الاستفادة من ابتعاث الطلبة إليها . ومن أجل تحديد التخصصات التي تم طرحها للابتعاث هذا العام، جرت مخاطبة كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاعين العام والخاص لتحديد احتياجاتهما للسنوات الخمس المقبلة وفق خططها واحتياجاتها المستقبلية، وتم فرز تلك الطلبات وتحليلها للخروج بقائمة للبرامج المطلوبة في مجالات العمل التي تم توزيعها للدول والجامعات وفق أسس ومعايير معتمدة، فقد تم التوسع في إعداد برامج أكاديمية من بينها الطب البشري من عشر مقاعد العام الماضي إلى واحد وستين مقعداً موزعة على سبع دول، وإضافة برامج جديدة إلى قائمة البرامج الحالية من بينها العلوم اللوجستية وبرامج تتعلق بصيانة البيئة ومعالجة المخاطر التي تهدد حياة الإنسان على كوكب الأرض كالتلوث والكوارث الطبيعية وهندسة السكك الحديدية وإدارة الموانئ والمطارات، وهي تخصصات وبرامج تستجيب لاحتياجات السلطنة المستقبلية من الكوادر البشرية . الشفافية والعدالة المديرية العامة للبعثات بوزارة التعليم العالي تقوم بتحديد الشواغر من حيث الدول والتخصصات ومراجعة شروط التقدم إليها والتنسيق مع مركز "القبول الموحد" للإعلان عنها، ثم يجري التواصل مع الطلاب المقيدين بقوائم الانتظار من خلال عمليات فرز متكررة، واستحداث برنامج الإعانات للطلبة الدارسين على نفقتهم الخاصة اعتبارا من العام الأكاديمي الماضي بسبب الزيادة في أعداد البعثات الخارجية، وذلك وفق معايير من أهمها مستوى الطالب في شهادة الدبلوم العام ومستوى تحصيله الدراسي في المؤسسة الملتحق بها ومستواها الأكاديمي، ويتم التسجيل لتلك الإعانات من خلال مركز القبول الموحد لضمان مبدأ "الشفافية والعدالة"، وهي "إعانات" تمنح للطلاب المسجلين مسبقا لدى دائرة البعثات الخارجية المختصة . وتقول د .راوية البوسعيدي أن وزارتها تضع ضمن أولوياتها تهيئة كافة الظروف المناسبة للطلبة الدارسين بالخارج من خلال العديد من الملحقيات الثقافية في الدول التي يوجد فيها كثافة طلابية تقوم برعاية الدارسين ومتابعتهم وتهيئتهم قبل الالتحاق بالدراسة من خلال تزويدهم بالمعلومات الضرورية عن تلك الدول والنظم الأكاديمية وأهم الخطوات الواجب اتباعها أو تجنبها، وتنظيم لقاءات مباشرة بين الطلاب وأولياء أمورهم من ناحية والملحقين الثقافيين والمختصين من تلك البلدان من ناحية أخرى، إلى جانب تزويدهم بمطويات وكتيبات تعينهم على تكوين صورة أوضح عن المرحلة التي سينتمي لها، ومساعدتهم من خلال تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات إلى جانب الاهتمام بالطلاب في بلد الدراسة من خلال تقديم العون للتكيف المعيشي والدراسي، وهي خدمات تشمل جميع الدارسين بالخارج بمن فيهم الدارسون على نفقتهم الخاصة، وأنها طرحت مع بداية العام الأكاديمي الجاري تسعة آلاف وسبعمئة وثماني بعثات ومنحة للدراسة في المؤسسات التعليمية الخاصة داخل السلطنة من بينها ألف وخمسمئة بعثة داخلية كاملة لأبناء أسر الضمان الاجتماعي حيث يمنح المستفيد مخصصاً شهرياً، إضافة إلى ستمئة وثمانٍ وثلاثين بعثة جزئية برسوم كاملة لأبناء أسر الحالات الصعبة- الدخل المحدود- حيث تسهم الحكومة بنسبة مئة في المئة من قيمة الرسوم الدراسية لمرحلة الدبلوم، إضافة إلى خمسمئة فرصة تعليمية لدراسة برنامج البكالوريوس برسوم دراسية كاملة تنفيذا لأوامر السلطان قابوس مخصصة للإناث الحاصلات على نسبة ثمانين في المئة فما فوق من مخرجات دبلوم التعليم العام ولم يحصلن على فرصة الدراسة الجامعية من قبل، كما تم تخصيص خمسين بعثة دراسية للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب ما يتم تقديمه سنويا من بعثات لدراسة الطب العام بكلية عمان الطبية وعدد آخر لدراسة طب وجراحة الأسنان بكلية عمان لطب الأسنان، الا أن وزارة التعليم العالي تؤكد في تقريرها على أن طرح هذه الإعانات الدراسية ليس إجراءً سنويا انما يتم في حال توفر فرص دراسية نتيجة "انسحابات بعض الطلبة من مؤسساتهم التعليمية أو انقطاعهم عن الدراسة"، حيث تقوم الجهات المعنية بحصر تلك الحالات وتحديد الأعداد المتوقع استيعابها ثم الإعلان عنها، مع وجوب مراعاة أهمية أن يكون الراغب في التقدم لهذه الفرص مسجلا لدى الدوائر المختصة، ويتم استقبال الطلبات إلكترونياً من خلال مركز القبول الموحد، كما يتم تشكيل لجنة لدراسة الطلبات والتحقق من استيفائها لشروط الإعانات المعلن عنها ثم إبلاغ الطلبة الحاصلين على إعانات عن طريق نفس المركز .