حذّرت رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، عفاف المري، الأهالي من خطر توجه الأطفال إلى البقالات على سلامتهم الجسدية والنفسية، مشيرة إلى أن «الأطفال يتعلمون في البقالات ألفاظاً وتصرفات غريبة، فضلاً عن إمكانية تعرضهم للاعتداءات الجنسية والتحرش»، مطالبة بعدم السماح للأطفال بالشراء من البقالات بمفردهم. وأوضحت المري أن شكاوى مختلفة وردت إلى الدائرة، فضلاً عن روايات ذوي أطفال، تؤكد تعرضهم لتحرشات جنسية في البقالات، من خلال إغرائهم بقطع حلوى وغيرها، لافتة إلى أن بقالات تعرض مواد محببة للأطفال في الأركان الداخلية البعيدة عن الأنظار، ما يثير الشبهات حول غاية استدراج الطفل إلى داخل المحل. وقالت المري، إن أغلبية البقالات تعامل الأطفال بازدراء وتحاول إهانتهم وتعليمهم ألفاظاً غريبة، وتعريضهم للإحراج المستمر. وطالبت المري الأهالي بعدم إرسال اطفالهم الى البقالات بمفردهم، لأن تعامل موظف البقالة أو صاحبها مع الطفل يختلف كلياً بوجود الأهل، محذرة من تعليم الطفل على طلب الأغراض من البقالة إلى المنزل في غياب الأهل. وأشارت المري إلى ان العاملين في البقالات غير معروفين غالباً، ومن جنسيات تؤكد الوقائع والاحصاءات الجنائية تورطها في أغلبية قضايا الاعتداء الجنسي والاغتصاب وغيرها من الممارسات، لذلك تعين أخذ الحيطة والحذر من هؤلاء، وعدم ترك الباب امامهم مفتوحاً لممارسة أهوائهم. وأضافت انها تفضل بقاء التعامل مع البقالات في أضيق الحدود وعند الحاجة، حتى لا يعتاد الطفل من جهة، وعامل البقالة من جهة اخرى على بعضهما، كون الطفل سريع الثقة بالآخرين، ويمكن استدراجه ببساطة من خلال قطعة حلوى أو لعبة معينة، خصوصاً انه لا يكون مدركا أحياناً ما يجري رغم وقوعه. وأكدت المري ان أغلبية قضايا التحرش بالأطفال وقعت من العاملين في البقالات نتيجة تعود الطفل عليهم، وهم اكبر منه سنّاً، ويبيتون النية للتحرش والاعتداء عليه، فضلاً عن اهانته وجعله يشعر بقلة شأنه، كونه يريد طلبه منهم، ولا يعرف الذهاب الى مكان آخر. وأشارت إلى ان حماية الطفل بحاجة ليقظة دائمة، كونه عاجزاً عن حماية نفسه، مطالبة الأهالي بعدم الثقة بالآخرين في ما يخص طفلهم، لأن الخطأ في هذا الشأن له عواقب كبيرة، مشبهة الطفل بالصفحة البيضاء التي على المجتمع ان يلونها بأرقى الألوان وأجملها، وان يكتب عليها افضل الممارسات والتعاليم المجتمعية القيّمة، التي ستنعكس لاحقاً في صورة المجتمع ككل بعد نمو هؤلاء الأطفال. وأكدت ان الاختلاط الاجتماعي في الدولة، على الرغم من منافعه المتعددة، غير أنه يحوي العديد من السلبيات التي على افراد المجتمع الإماراتي حماية أطفالهم منها، والحرص على ان يلتقط الطفل من المجتمعات المتعددة الأفكار الإيجابية والعادات الجيدة، وترك العادات السلبية. وقالت المري، ان علاقة الأهل، خصوصا الام، بطفلها يجب ان تكون علاقة وطيدة مبنية على الثقة والصداقة، وعلى الاهل الاستماع الى احاديث الطفل وتحفيزه ليرويها، خصوصا في ما يتعلق بأصدقائه من الكبار والصغار، وطبيعة الألعاب التي يلعبونها، والأحاديث التي يروونها، لافتة إلى ان الطفل يقول كل شيء في حال كنا قادرين على كسب ثقته وإشعاره بالأمان.