«خوسيه» ليس «بيليه»، هو الأغنى، وبيليه الأشهر، هو مصارع ثيران والأفضل في هذا القرن، و»بيليه» أسطورة كرة القدم الذي عرًف العالم ببلاده البرازيل بدون الاسترشاد بكتاب الجغرافيا، كتب الكثير من الكتاب العرب عن الملايين التي يحصل عليها لاعبي كرة القدم، وندبوا حظهم العاثر الذي لم يضعهم أمام حراس المرمى لتسديد ضربة الجزاء، وأذكر من بين أولئك، أستاذنا الكبير سمير عطا الله أمده الله بالصحة، الذي من المؤكد لو أن الزمان رجع به إلى الوراء لركل الكلمة واستقبل الكرة، ولا أعرف كيف أصبح حاله بعد أن عرف بأن مصارع الثيران الأسباني الشهير «توماس خوسيه» يتقاضى مليون دولار في المباراة الواحدة، وعند منازلته لأي «ثور»!.. وأنا ومثلي الكثير بالتأكيد لا نحب العنف حتى ولو كان ضد الثيران، فيكفينا ما نشاهده من عنف ليل نهار ضد الإنسان قتلا وتشريدا. وأسبانيا التي تشهد وضعا اقتصاديا صعبا عصيت أمامه كل الحلول تجد في «خوسيه» المصارع واحدا من الحلول التي تجعل اقتصادها يتعافى بعض الشيء، فعلى ذمة صحيفة (إكسبانسيون) المالية الأسبانية فإن كل ليلة يصارع فيها «توماس خوسيه» الثيران، يحقق الاقتصاد المحلي مكاسب قيمتها (1,48) مليون يورو، ولا يتجاوزه سوى فريق برشلونة الذي يدعم الخزينة الأسبانية بمبلغ (3) ملايين يورو عقب كل مباراة يخوضها. ما أصعب حالنا في عالمنا العربي، فلاعبينا مغمورين، وأنديتنا الرياضية تعيش على (الداعم، والمؤثر، والفعال)، ومنتخباتنا لا توصل صوتنا إلاَ للاتحاد الدولي الذي لا يتوانى عن تصنيفنا في ذيل قائمة التصنيف أمام المستويات المتواضعة رغم الحوافز المادية التي تعطى للاعبينا والتي يتمناها لاعبو فريق برشلونة وتهفو إليها (المحافظ). في الدول الغربية تنعش المباريات خزينة الدول، حتى مصارعة الثيران ترفع الاقتصاد، بينما في عالمنا العربي تستنزف الأندية جزءاً من الدخل القومي الذي يقدم على شكل دعم، فلا تفيد ولا تستفيد، ويفضل لاعبونا أن يظلوا مجرد مشاهدين عاديين يتابعون مجرى مباريات كأس العالم، وكأس الخليج، وكأس آسيا من منازلهم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain