دانت دولة الإمارات العدوان "الإسرائيلي" الغاشم على قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل على وضع حد لهذا العبث "الاسرائيلي" بأمن واستقرار المنطقة والسلام الدولي . جاء ذلك في البيان الذي ألقاه وفد الدولة المشارك في اجتماعات المجلس الوزاري الإسلامي لمنظمة التعاون الإسلامي في جيبوتي، برئاسة الدكتور سعيد محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية . وأضاف الشامسي أن دولة الإمارات تؤكد على مبادرة السلام العربية كنهج واقعي وعملي لحل القضية الفلسطينية بما يحفظ الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة . من جهة أخرى، أعرب الشامسي عن خالص التهنئة وبالغ الشكر والتقدير والامتنان لاستضافة جمهورية جيبوتي للدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، كما تقدم بالشكر لجمهورية كازاخستان على رئاستها الدورة السابقة مثمناَ الجهود الحثيثة والقيمة التي يبذلها البروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلو الأمين العام للمنظمة ومساعدوه في تعزيز دور المنظمة وتحقيق أهدافها . وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خلفية بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تتابع باهتمام بالغ أوضاع شعوب العالم الإسلامي وتحرص على تقديم الدعم الإنساني والتنموي لها، معلنا مواصلة دعمنا لصندوق التضامن الإسلامي ووقفيته والتبرع له بمبلغ مليوني دولار أمريكي ليتمكن من مواصلة دوره الإنساني النبيل . وقال الدكتور الشامسي إن الأمن والاستقرار في منطقة الخليج يمثل أولوية بالغه في سياستنا المتزنة التي تستمد مبادئها من ميثاق الأممالمتحدة وأحكام القانون الدولي وميثاق منظمة التعاون الاسلامي ولاسيما تلك الداعية إلى التعايش السلمي وبناء الثقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات والخلافات وانطلاقاً من هذه المبادئ فإن حكومة بلادي تعبر مجدداً عن أسفها لاستمرار الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتطالب باستعادة سيادتها الكاملة على هذه الجزر . كما نؤكد أن جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها إيران في هذه الجزر باطلة وتخالف القانون الدولي وندعو إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة المتكررة الداعية لتسوية عادلة لهذه القضية إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين وإما اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع وفق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة وأحكام القانون الدولي . وتطرق إلى الأحداث الأخيرة في سوريا التي أدمت قلوب البشر وتجاوزت كل الحدود والأعراف الإنسانية، مؤكداً أن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ التصاعد في وتيرة العنف والقتل والتشريد الذي يمارسه النظام السوري، ما أفقده شرعيته، وتدعو المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته الإنسانية والسياسية، مؤكداً أن حل الأزمة لن يتحقق إلا من خلال انتقال منظم للسلطة، ونؤيد قيام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري، وأن ينال هذا الكيان الوطني السوري الجديد دعم واعتراف الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، وصولاً إلى تحقيق تطلعاته المشروعة . أما بالنسبة لموضوع القيم الإنسانية النبيلة، فأكد أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية ترسيخ قيم التسامح والاعتدال، واحترام الأديان وحمايتها من التجريح والازدراء، وعلى ضرورة وضع التشريعات اللازمة في هذا الشأن، مشيدين بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، ونتمنى له النجاح في تأدية رسالته السامية .