صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ربط الأمن المائي بالغذائي وحسن إدارة الموارد سبيل استدامة مصادر المياه
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012

يُنظر إلى قضية تأمين المياه للاستخدامات المختلفة بوصفها إحدى أهم القضايا التي تشغل مختلف شعوب الأرض، وفي الوقت الذي مازال ربع سكان الأرض يعاني نقصاً في مياه الشرب، ينظر إلى المنطقة العربية بوصفها من أفقر مناطق العالم مائياً، وفي دول الخليج العربية بالتحديد تعمد دول المنطقة إلى تعويض النقص الحاصل في المياه من مصادر متجددة، بتوفيرها من خلال مشاريع التحلية التي تكلف الدول الكثير من الموارد المالية يشكل عبئاً على اقتصادات المنطقة التي عليها أن تؤمن إدارة صارمة لمصادر المياه في المنطقة حتى تضمن عدم الإخلال بها مستقبلاً .
كغيرها من دول المنطقة، تواجه دولة الإمارات تحديات في مجال توفير مصادر المياه في المستقبل، فالزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها الدولة خلال العقود الماضية أثرت في مخزون المياه الجوفية، وشكلت زراعة أنواع من المحاصيل غير المتوائمة مع مناخ الدولة استنزافاً غير ذي جدوى للمياه، ولهذا عمدت الدولة خلال السنوات الماضية إلى إطلاق العديد من الاستراتيجيات التي تهدف إلى إدارة مصادر المياه وفق منطلقات جديدة، تمكن من تحقيق تنمية مستدامة في هذا الموضوع وبما يتناسب مع زيادة الطلب عليها في المستقبل، كما تم إطلاق عدد من المبادرات التي يمكن أن يكون لها دور مهم في إدارة المياه في المستقبل كمشروع التخزين الاستراتيجي في أبوظبي .
ويرى متابعون لقضية المياه في الدولة أن مواجهة تحديات هذا الموضوع تحتاج إلى المزيد من الإجراءات التي تضمن حسن إداراتها في المستقبل، إضافة إلى ضرورة سن التشريعات القانونية التي تكفل عدم الاعتداء على مصادر المياه، ووضع المزيد من الخطط التي تكفل أقصى استفادة من هذه المصادر .
ولمزيد من التعرف إلى مجمل التحديات التي تواجه تأمين مصادر المياه في الإمارات في المستقبل، والتعريف بمجمل الإنجازات الكفيلة بالاستغلال الأمثل لهذا المورد الحيوي، فإن هذه الندوة التي أقامها مركز "الخليج" للدراسات تعالج هذا الموضوع من خلال استعراض المحاور الآتية:
- الوضع المائي في دولة الإمارات والتحديات التي تواجهه .
- الإنجازات الإماراتية العلمية والعملية في تأمين مصادر المياه .
- مستقبل السياسات المائية في دولة الإمارات .
د . علي قاسم: أرى أن أهم الإنجازات التي حققتها الدولة تتعلق ببناء السدود والحواجز المائية، والتي يبلغ عددها ،116 وهناك مشاريع جديدة للتحلية يتم توزيعها على إمارات الدولة، وتوزيع المحطات يشكل إنجازاً بحد ذاته، والاستفادة من مياه الصرف الصحي، خصوصاً في مجال التجميل أو تغذية المياه الجوفية، إضافة إلى تبني فكرة المباني الخضراء والتي تساهم بشكل كبير في تقليل استخدام المياه، ناهيكم عن مشاريع الزراعة الملحية التي تبنتها الجهات المعنية في الدولة، وهذه جميعها تشكل إنجازاً للدولة .
د . محمد أبو العيش: لقد حاولت وتحاول الدولة التغلب على مشكلة شح المياه، عن طريق بذل الجهود المختلفة، وهي تسعى للبحث عن طرق جديدة، لكن من أهم الإنجازات التي حققتها وتسعى فيها الإمارات، تتصل بالوعي العام وكيفية المحافظة عليه، ولم أر ذلك في دول كثيرة، وإذا أقنعت الأفراد بأهمية هذه المشكلة ومدى خطورتها، فإنك ستضمن تعاونهم واهتمامهم بها، وبالتالي ترشيد استهلاك المياه .
د . محمد داود: الجهود التي قامت بها الإمارات عديدة وكثيرة جداً، ولدي كتاب صدر في عام ،2010 بمناسبة العيد الأربعين لقيام الاتحاد، يلخص مشوار 40 عاماً في الدولة وعنوانه "مصادر المياه ودورها في التنمية خلال 40 عاماً الماضية"، وسنلاحظ أن هناك إنجازات كثيرة على الوضع المائي، فعلى سبيل المثال أول تفكير لتأسيس جهة اتحادية كان عام 1984 من قبل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، بإنشاء ما يسمى "الهيئة الاتحادية لإدارة مصادر المياه"، ثم إننا سمعنا المقولات الأخيرة عن المياه من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حينما كنا في مجلسه العام الماضي، إذ قال سموه "المياه أهم من البترول"، وبناءً عليه بدأ يحدث نوع من توحيد الجهود، نظراً لما يسمى بارتباط المياه والغذاء والطاقة، وفي المجال العلمي أستطيع سرد نحو 50 ألف مشاركة ومساهمة، سواء بإنشاء جامعة الإمارات والمراكز البحثية والعلمية فيها، أو المراكز والجامعات الخاصة، واستضافة الدولة للمؤسسات العالمية، مثل: الأكاديمية العربية للمياه، المجلس العربي للمياه، مركز الزراعة الملحية، مركز الفاو، مركز الإيكاردا . . . إلخ، وعضويات الإمارات في اللجان العلمية في دول الخليج، مثل الربط المائي الخليجي والخزانات الخليجية المشتركة، وتبني الشراكات مع الجهات العالمية المتخصصة، مثل البنك الدولي، اليونسكو، وأصدرنا أول كتاب عن المياه الجوفية، والبنك الدولي تبنى مبادرة دولة الإمارات حول استكشاف المياه الجوفية والتخزين الاستراتيجي، ويمكن القول إن المشاركات العلمية كثيرة ولا تعد ولا تحصى . إذا تحدثنا عن الجهود في المجال التشغيلي بشكل يومي وفي الإطار المؤسسي، نوضح هنا أن الدولة بدأت تنتبه إلى أهمية أن تكون هناك قوانين، وقد صدر القانون رقم (6) في مارس/آذار عام ،2006 من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، بشأن تنظيم المياه الجوفية في الإمارة، وعلى غراره صدرت العديد من القوانين، سواء في الشارقة أو رأس الخيمة أو دبي . وهناك حالياً مسودة لقانون اتحادي لتنظيم استخدامات المياه الجوفية، وتوجد الخطة الاستراتيجية للموارد المائية التي صدرت في أبوظبي عام ،2009 فضلاً عن الخطة الاستراتيجية التي صدرت بالاشتراك مع مركز الزراعة الملحية ووزارة البيئة والمياه، ويوجد دليل استرشادي بخصوص التحلية وآثارها البيئية، وأيضاً هناك اللجنة العليا للمياه والزراعة لتوحيد الجهود في هذين القطاعين، والتي شكلها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأعمل في هذه اللجنة مقرراً لها .
أما من حيث المصادر، بالنسبة للمياه الجوفية فلدينا مشاريع لحفر الآبار، ومشاريع أخرى بالاشتراك مع "ناسا" لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة في عملية استكشاف الخزانات الجوفية، وحالياً نحن بصدد عمل "أطلس" لمصادر المياه بالكامل في إمارة أبوظبي، ولدينا شبكة مراقبة تتكون من نحو 700 بئر، منها 240 بئراً مزودة بأجهزة رصد الكترونية، و90 بئراً مزودة بأجهزة رصد (GSM card)، ولدينا أيضاً قاعدة بيانات مرتبطة بقاعدة البيانات المركزية الموجودة في الوزارة على المستوى الاتحادي . أيضاً لدينا أكبر مشروع للتخزين الاستراتيجي للمياه في العالم، عن طريق الحقن الجوفي للخزانات الجوفية بتكلفة مليار وستمئة وأحد عشر مليون درهم . وحالياً عندنا مبادرة إمارة أبوظبي لإنشاء أكبر محطة لإنتاج المياه بالتحلية من الطاقة الشمسية .
د . علاء ادريس: إن واحداً من الجوانب المهمة والأساسية التي تشكر عليها إمارة الشارقة، هو ما يخص نظام معالجة المياه الرمادية، وهو واحد من الأنظمة التي بدأت برصد ومتابعة المستهلكين، ووضعت تشريعات في هذا المجال، بحيث إن يُركَّب نظام المعالجة الرمادية بشكل إجباري، ويلتزم به المستهلك، وهذا جانب مهم إلى جانب موضوع التوعية لترشيد الاستهلاك الذي تقوم به هيئة كهرباء ومياه الشارقة، حيث وفر للهيئة برامج إنشاء المحطات لخمسة أعوام في هذه الإمارة . وما أقدره لدور الدولة هو العمل على المواطن نفسه، والاستثمار في الإنسان وتعليمه وتوعيته، وهذا الجانب نلمسه، ونلاحظه بوجود قيادات مواطنة على رأس إدارات الموارد المائية في الدولة، وهؤلاء لهم جهد كبير في تفعيل سياسات الدولة في جانب المياه والترشيد، وفي هيئة كهرباء ومياه الشارقة لدينا برنامج سنوي كامل في ما يخص ترشيد استهلاك المياه، لأننا نعتبره واحداً من الدعائم الأساسية في المحافظة على الموارد المائية، لكونه يمد عمر المحطات الموجودة حالياً، والحمد لله لا أحد في الإمارات يشتكي من عدم توفر المياه .
عبدالرحيم أحمد: على مستوى الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، هناك إنجازات مهمة بذلت وتبذل من أجل تأمين مصادر المياه، مثل استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في بناء محطات التحلية، وقد أدخلنا بعض الأنظمة الجديدة لمراقبة ظاهرة المد الأحمر، وهذه الأنظمة قيد التشغيل، وتبنينا نظاماً يتعلق بتقليل استخدام الطاقة الكهربائية، مما يؤدي إلى رفع كفاءة الطاقة، والهيئة تستخدم أفضل المعايير في إنجاز المشروعات الخاصة بها .
حميد بن سالم: لقد وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالمحافظة على موارد المياه والاستفادة المثلى منها، مع ضرورة تطبيق أفضل المعايير في التعامل مع الموارد المائية، وبفضل هذه التوجيهات تم بناء الكثير من السدود وتطوير البنى التحتية، خاصةً على الطرق الرئيسية في الإمارات الشمالية، لكي نستطيع الاستفادة من مياه الأمطار وما تبقى منها، والمحافظة عليها . وعلى المستوى الحكومي، يمكن القول إن الحكومة تسعى إلى تطبيق أفضل الممارسات والارتباط مع كثير من المنظمات الدولية والمحلية في تطوير الممارسات الحكومية، وبالنسبة لاستهلاك المياه، كان الفرد يستهلك نحو 500 ليتر، ثم وصل إلى 360 ليتراً، وهذا إنجاز، ومعروف أن المعدل العالمي للاستهلاك هو ،200 ونطمح للوصول إلى هذا المعدل . وعلى مستوى إنجازات وزارة البيئة والمياه، يمكن القول إنها أعدت الكثير من الدراسات التخصصية والكثير من البحوث، وعلينا الاستفادة منها على مستوى الأشخاص والمؤسسات .
د . أحمد مراد: هناك إنجازات كثيرة جداً قامت بها دولة الإمارات وصولاً للأمن المائي، منها الفرق البحثية والدراسات، والتوسع في مصانع التحلية ومعالجة الصرف الصحي، وهناك أكثر من 30 مصنع تحلية في الدولة، إضافة إلى الزيادة المطردة في مصانع الصرف الصحي في مختلف إمارات الدولة، وهناك استثمار في التعليم، وربط مشكلات المياه بالطاقة، وتسعيرة المياه والتوعية، وشحن الخزانات الجوفية، ويعتبر مشروع الخزان الجوفي في ليوا أكبر مشروع خزان استراتيجي على مستوى العالم، وهذا يخدم كل إمارات الدولة، وخاصةً في حالات الطوارئ، وكلنا نعلم أنه في حالات الطوارئ وخاصةً حالات المد الأحمر، تغلق بعض محطات التحلية، ولابد أن يكون هناك بديل تعويضي لغلق هذه المحطات، وأيضاً بالنسبة للسدود هناك ما يقارب 116 سداً إلى الآن، ومتوقع أن يصل عددها خلال 20 عاماً المقبلة إلى 183 سداً بطاقة استيعابية تصل على نحو 214 مليون متر مكعب، وهناك قوانين صارمة وتوسع في هذه القوانين التي بدأت منذ العام ،1994 والآن هناك قانون للمياه في كل إمارة، ثم إننا نستقطب المراكز البحثية والدولية، والآن لدينا تقريباً 10 جهات حكومية وهيئات محلية تعنى بشؤون المياه، وتبني فكرة المباني الخضراء، ووجود قاعدة بيانات، ومشروع "شمس 1" لتوليد الطاقة الشمسية، والطاقة النووية، والمحطة الرباعية لمعالجة مياه الصرف الصحي، ووجود أول مركز للزراعة المحمية، وبناء القدرات والكفاءات الوطنية، وتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بضرورة الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية والبنية التحتية، وذلك لتسهيل عملية النقل، وتطبيق أفضل الممارسات وزيادة عدد العاملين في مجال قطاع المياه، وهذه بعض الإنجازات التي حققتها الدولة خلال 41 عاماً من عمر الاتحاد، وسنناقش الآن المحور الثالث المتصل بمستقبل السياسات المائية للدولة، وقبل الحديث عن ذلك، يمكن القول إن هناك 3 مؤشرات رئيسية حدثت منذ العام 2010 إلى الآن، والمؤشر الأول يتعلق بقمة أبوظبي لقاعدة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي أكدت على وجود استراتيجية طويلة المدى للمياه لدول الخليج، وثانياً: مداخلة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ديسمبر/كانون الأول 2011 في مجلسه الكريم، عندما أوضح أن الماء أهم من النفط، وبناءً عليه جاءت القمة العالمية للمياه، التي أطلقها في العام ،2012 وعقدت أول قمة عالمية للمياه، جمعت قادة دول العالم والخبراء على مستوى العالم في يناير/كانون الثاني ،2013 وثالثاً: الكلمة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مارس/آذار ،2013 عندما اعتمد مجلس الوزراء قانون أفضل المعايير لمياه الشرب، حينما قال "إن الماء هو الحياة وجودة الماء جودة للحياة وسلامته سلامة للمجتمع"، ومن هذا المنطلق نود التعرف إلى مستقبل السياسات المائية في دولة الإمارات .
د . رياض الدباغ: هناك اهتمام واضح من القيادات الموجودة في الدولة، ابتداءً من أعلى قيادة إلى قيادة كل إمارة من الإمارات، وهاجسهم الأول هو المياه، ولهذا نرى أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة جداً للبحث عن حلول حقيقية لأزمة المياه التي تواجه الدولة، وهذه الجهود رغم كثرتها تتنوع بين الجهود الجماعية وكذلك الفردية، لأن الجميع يعلم أن هناك زيادة وطلباً كبيراً على الماء، وطالما احتاجت الدولة للتطور، فإنه مرهون بتوفير المياه، وإلا ستتوقف عجلة التطور بأي شكل من الأشكال، وهنالك أولويات استخدام المياه، إذاً يجب أن تتحدد الاستراتيجية العامة للدولة في ما يتعلق بالمياه بوضوح تام، وكما تفضل أحد الإخوة بأن تكون هنالك جهة واحدة هي المسؤولة عن المياه، لكي تتوضح صورة المياه في الدولة بشكل عام، وتتوضح استخدامات هذه المياه، وأيضاً على الدولة وضع سياسات سليمة وأطر قانونية وتنظيمية ومؤسساتية كافية ودقيقة في الوقت نفسه، منها سياسة التسعير ونطاق المنافسة، معايير الأداء وترتيبات الرصد والمتابعة، نوع الخدمات المقدمة والمتوقعة، بحث تكون هذه اللوائح والتنظيمات واضحة جداً ومنصفة ومعقولة لكافة الأطراف المعنية، سواء أكانت قطاعاً خاصاً أم قطاع الدولة، إضافةً إلى ضرورة رفع زيادة الاستثمار في التعليم، وهناك بعض الجهات المهتمة في التعليم بالمياه، لكن تعتبر المياه قضية مهمة جداً وشائكة في نفس الوقت، وهناك معهد البيئة والمياه والطاقة وهذا موجود في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، حيث بدأ بالدراسات العليا والبحوث، ويشارك بعض الإخوان المتخصصين في التدريس والإشراف على الدراسات العليا الموجودة، وتخرج عدد كبير من حملة الماجستير من هذا المعهد .
د . فارس هواري: حالياً الاستخدام للمياه من القطاعات المختلفة، يقارب نحو 5 .4 مليار متر مكعب، وفي عام 2030 من المتوقع أن يصبح الطلب ما يقارب 2 .9 مليار متر مكعب، وهناك اختلاف في هذه التنبؤات، لكن الرقم متفق عليه بشكل كبير، وإذا لم يتم العمل بصورة مختلفة، فسيكون هناك عجز في المياه، لكن المؤشرات التي سمعناها والإنجازات تدل على أننا نسير في اتجاه صحيح، وإذا عملنا بطريقة الكثير من الدول، فإن نقص المياه قد يشكل عائقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحمد لله نحن لا نسير في هذا الاتجاه، ولتفادي ذلك فإن سياسات المياه المستقبلية عليها أن تأخذ في الاعتبار السيناريوهات الدقيقة لنمو السكان والنمو الاقتصادي، وأيضاً قضية التغير المناخي مهمة جداً، وإلى أين نتجه وما سيحمله المستقبل للمنطقة، وحتى الآن هناك جدل في هذا الموضوع، وينبغي أن تتم دراسته بشكل دقيق، مع العلم أن هناك الكثير من الدراسات، إنما السياسات المستقبلية ينبغي أن تدخل متغيرات التغيير المناخي كعامل أساسي، وأيضاً السياسات المائية يجب أن تشجع البحث والابتكار العلمي في مجال إنتاج المياه، وفي الوقت نفسه على السياسات المائية المستقبلية أن تركز على الإدارة، وعليها أيضاً تشجيع التنسيق والتواصل والتكامل بين المؤسسات العاملة في قطاع المياه داخل الدولة ومع المؤسسات الإقليمية، والشفافية مهمة جداً في مجال قطاع المياه .
د . خليل عمار: مستقبل السياسة المائية في الدولة عليه التركيز على ربط قضايا الأمن المائي بالغذائي في المستقبل، إضافة إلى استدامة البيئة وترشيد استخدام المياه وتبني أفضل الممارسات في مجال إدارة المياه، وتعزيز التعاون في مجال تطوير التكنولوجيا والمساعدات التقنية، وكذلك عن طريق ربط الأمن المائي والغذائي، يجب وضع معايير لزيادة الإنتاج الزراعي، بحيث تشمل المحافظة على الموارد المائية وتقليل التكلفة على الأفراد، وتعظيم القيمة الاقتصادية على المستوى الوطني . وأيضاً يجب أن تتكامل السياسة مع الرؤى الوطنية الأخرى، مثل رؤية الإمارات ،2021 وغيرها من المبادرات على مستوى الإمارات، والرؤى المقترحة أو على مستوى السياسة العليا للدولة، ومن المهم توفير المعلومات بشكل أساسي، لأنه لا إدارة صحيحة بدون معلومات دقيقة أو متوفرة بشكل شفاف للجميع، ومعظم الأبحاث تواجه مشكلات في عدم الحصول على المعلومات الضرورية، وبالتالي تؤثر على اتخاذ القرار على المستويات العليا، وهذه تشكل أساساً وضرورة لنجاح عملية أي إدارة للموارد المائية في الدولة . وإضافة إلى استراتيجية المحافظة على الموارد المائية، فهذه انبثق عنها عدة موجهات رئيسية لتحديد السياسة المستقبلية لإدارة الموارد المائية في الدولة، من ضمنها تطوير التشريعات والمقاييس، تحسين إدارة الموارد المائية ودعم المخزون الاستراتيجي، ووضع سياسة زراعية وطنية تهدف إلى المحافظة على الموارد المائية، ودعم الاقتصاد الوطني، وحالياً نقوم بإجراء دراسة لوزارة البيئة والمياه، بحيث نربط تنمية وتحسين الإنتاج الزراعي مع مفهوم الأمن المائي والأمن البيئي، وكذلك من ضمن المبادرات، إدارة المياه المحلاة بكفاءة وتطويرها من منظور وطني شامل، وتم عمل دراسة لمصلحة وزارة البيئة والمياه لوضع معايير خاصة بتدفق المرتجع الملحي إلى البيئة، وبالتالي وضع إدارة أفضل لهذه المخلفات ومراقبتها بشكل أفضل، ومن ضمن المبادرات ترشيد استهلاك المياه إلى حدود المعدل العالمي، مثلما ذكر الإخوة المشاركون، وتسعيرة المياه بحيث تعكس التكلفة الحقيقية، وتحسين إدارة مياه الصرف الصحي وتنويع استخدامات المياه المعالجة وفقاً لأفضل استخدام للناحية الاقتصادية والبيئية، وتنمية القدرات الوطنية وتعزيزها على المستوى المحلي .
د . نعيم مزاهرة: أعتقد أن أهم شيء للخطط المستقبلية التركيز على الإدارة الفعالة للمياه، وخاصةً في القطاع الزراعي الذي يستهلك نحو 60% من مجمل المياه الموجودة، ومن المهم التركيز على وضع الدراسات في الاحتياجات المائية في المنطقة، ورفع التوعية المرئية خصوصاً على شاشات التلفاز، وعلى الأقل وضع فقرة أو إعلان بسيط يوضح أهمية مصدر المياه، حتى نحقق التوعية الأسرية المطلوبة . وعلينا التركيز على مستقبل المياه المعالجة، لأن معظم الدول بدأت تتجه نحو المياه المعالجة، وفي هذه المنطقة ينبغي التركيز على وضع دلائل لاستخدام هذه المياه بالشكل الصحيح .
د . عيسى عبداللطيف: حقيقةً علينا تكثيف الجهود في موضوع توحيدها والإدارة المتكاملة للمياه لتنفيذ الاستراتيجية وتفعيل التشريعات الجديدة، وهذه إذا تحقق لها الدعم فأعتقد أن كل الأمور الأخرى تسير في الاتجاه الصحيح . ثم من الضروري خفض الطلب على المياه عبر ترشيد الاستهلاك، وفي هذا الإطار أعتقد أنه بما أن القطاع الزراعي هو المستهلك الأول فينبغي التركيز عليه بشكل كبير، سواء عبر ترشيد الاستهلاك أو استخدام التقنيات أو المحاصيل والنباتات التي لا تحتاج إلى الكثير من المياه، ومن الضروري جعل هذا القطاع أولوية، ومن ثم القطاع الذي يليه في الاستهلاك هو المنزلي والصناعي، وهناك جهود في موضوع تقنيات الصنابير، ونستطيع الاستغناء عن الكثير من هذه القضايا عبر التركيز على موضوع الإنسان، ومنذ أكثر من 15 عاماً كتبت ورقة علمية تتناول ضرورة الاهتمام بالجانب الإنساني، ذلك أنه في بعض الدول العربية عندهم استعداد لشراء أجهزة جديدة ومتطورة مع أنظمة تشغيل، لكن مع الأسف لا يركزون كثيراً على الإنسان الذي يشغلها، وهذا جانب مهم جداً، ثم من الضروري التركيز على السكان من حيث التوعية، وكنت ذكرت أن هاجس الأمن المائي ينبغي أن يقع على عاتق الجميع، وأعتقد أن الإعلام ضعيف جداً في الجانب البيئي، وأصر على أنه ليس لدينا الاستثمار في الكثير من الدول العربية، من ناحية وجود إعلام بيئي متخصص، بمعنى أن يكون لدينا إعلامي متخرج تخصص مياه، وليس أن يكون دور الإعلام ناقلاً للأخبار أو الحدث، ولذلك لو كان هنالك استثمار كاف لإيجاد إعلام بيئي، فإنه كفيل بتحويل نظرة المجتمع وتوعيته تجاه المياه، والدول المتقدمة لم تتقدم في موضوع توعية المواطن إلا عن طريق تكثيف الإعلام . وبالنسبة لموضوع المحافظة على الخليج من التلوث، هناك جزآن، الأول أمن مائي على اعتبار أن مياه الخليج تشكل المصدر الرئيسي للمياه، وبالتالي إذا حصل التلوث فإن ذلك سيعني إيقاف محطات التحلية، وهذا حصل مرتين في الإمارات، ولذلك من المهم حماية مياه الخليج من التلوث الذي من شأنه إيقاف محطات التحلية، وأما الجزء الثاني فيتصل بحماية الخليج نفسه من عمليات التحلية . وهناك موضوع استدامة توفر الوقود لتحلية المياه، وحالياً نتوجه الآن إلى الطاقة الشمسية والنووية من الطاقات البديلة، وهذا شيء أساسي ومهم، كما يجب ألا يهمل موضوع المحافظة على التنوع البيولوجي في مياه الخليج، ولمستقبل التحلية يعتبر شيئاً أساسياً، ولعل التركيز على هذه النقاط يجعل قضية الأمن المائي تسير خطوة بخطوة مع التطور، سواء أكان في السكان أو الاقتصاد .
د . علي قاسم: أعتقد أن مستقبل المياه، بإذن الله، سيكون بخير، طالما أن هناك اهتمامات من قبل القيادة في الدولة، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا الحديثة فإن ذلك سيساهم في تطوير قطاع المياه في المستقبل، إضافة إلى تفاعل جميع الجهات المجتمعية والرسمية مع هذا الموضوع، فإنه بالتأكيد سيعزز من الوضع المائي والتقليل من الهدر الحاصل، ثم إن التنسيق والتعاون بين الدولة والدول الأخرى، سيمكّن من قطاع المياه ويحسن ويطور من مستواه .
د . محمد أبو العيش: لاشك في أن توفر المياه العذبة ضئيل جداً في الإمارات، لذلك على السياسات أن تدعو إلى زيادة الضوابط الصارمة حول استخدام المياه والمحافظة عليها وتشجيع إعادة التدوير، ويجب أن يكون هناك رصد دقيق للموارد المائية لخفض التلوث وإهدار المياه، وأكرر أنه من الضروري مراقبة المصانع التي تستهلك المياه، وتشجيعها على تطوير وتحسين طرق الإنتاج، وذلك سيعني تخفيف استهلاك المياه وتخفيف توليد النفايات، ثم ينبغي التشجيع على البحث العلمي ومواصلة تمويله، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج أفضل من حيث المحافظة على المياه وحمايتها، وأيضاً التعاون مع الدول الأخرى في جانب تبادل التكنولوجيا والأنظمة التي تستخدمها الدول الأخرى لتوعية المجتمع، وأخيراً مثلما ذكر الإخوة الأفاضل، أهمية التوعية والتعليم للمحافظة على المياه .
د . محمد داود: حتى نصوغ أي سياسة أو مستقبلنا، لابد من وضع خريطة طريق حتى نتعرف إلى أين وصلنا، وأول شيء علينا تحديده ما هي أهدافنا ومتى سنحققها وكيف يمكن تحقيقها، خصوصاً أن هناك دعماً سياسياً ولوجستياً كبيراً جداً، يجب أن نستثمره من أصحاب السمو الشيوخ، ومن متخذي القرار، وأنا أقيم في أبوظبي منذ 10 سنوات، ولم أجد مكاناً فيه دعم كامل من قبل متخذ القرار مثلما أجده هنا، ودائماً نعاني فجوة بين العلماء والفنيين ومتخذي القرار، لكن هذه غير موجودة هنا، وبالعكس هناك مبادرات ودعم كامل لها، وبالنسبة لأبوظبي، نستثمر ما يقارب 120 مليار درهم في قطاع المياه، والاستهلاك الحالي من المياه من المتوقع أن يتضاعف مرتين ونصف المرة، فإذا كنا نستهلك 5 .4 مليار متر مكعب، فإنه من المتوقع أن نستهلك في المستقبل 10 أو 11 مليار متر مكعب بحلول عام ،2030 حسب الدراسات التي أجرتها هيئة البيئة في أبوظبي، إذاً هناك احتياج ضخم سوف يكون في المستقبل وهناك احتياج لاستثمارات مالية ضخمة ستكون في المستقبل، وبالتالي علينا صياغة خريطة طريق من الآن، وما هي أهدافنا الاستراتيجية وخصوصاً في إطار ربط قطاع المياه بالغذاء بالطاقة، وفي هذا الوقت نقول حان وقت الحلول، بحيث نضع سياسة عامة ومن ثم نحولها إلى خطة استراتيجية موحدة لجميع الإمارات، ثم نضعها لمرحلة التنفيذ، على أن تقوم الجهات المسؤولة بتنفيذها ومعاقبتها في حال لم تقم بتنفيذ وتفعيل هذه القرارات، وأثناء الصياغة تكون خطة متكاملة لإدارة متكاملة لجميع الموارد، بحيث نركز على جميع المصادر . ثم إن الاستثمار في الإنسان هو أهم بناء في الاستثمار، وهذا ما فعلته الإمارات خلال 40 عاماً الماضية، ويجب أن تستمر في المستقبل، وتشجع البحوث وتطورها، وأرى أن هناك مبادرات في جامعة الإمارات ومعهد مصدر، كما يوجد تشجيع للشباب المواطنين حتى يدخلوا غمار هذه البحوث وتطويرها في المستقبل . هناك العديد من الملاحظات أود التعليق عليها، الأولى أن عندنا دائماً فكرة استهلاك مصادر المياه خصوصاً في القطاع السكاني هي أعلى من المعدل العالمي، وهذه المعلومة مربكة، إذ صحيح أننا نصل بنسبة الاستهلاك في الإمارات إلى 360 ليتراً، وفي إمارة أبوظبي يزيد ذلك على 550 ليتراً، لكن انتبهوا أن هذا الاستخدام يدخل فيه الاستخدام الداخلي المنزلي والخارجي، بمعنى أن الحدائق والمتنزهات حول المنازل تدخل فيه، وهذه الأمور في الدول الأخرى غير محسوبة من الشبكة، لأن لديهم مصدراً تكميلياً من المياه، سواء من الأمطار أو مياه الأنهار، ولذلك نحن نظلم أنفسنا، وحسب مكتب التنظيم والرقابة في إمارة أبوظبي، فقد أوضح أن نسبة الاستهلاك في المنازل السكنية بين 180 إلى 200 ليتر من المياه، وحينما أقمنا في أبوظبي حملة توعية لترشيد استهلاك المياه، وجدنا أن 96% منهم لديه الاستعداد والقدرة على التوفير .
د . علاء ادريس: السياسة المائية يفترض أن تكون موحدة وفي جميع الإمارات، ولدي مثال من دولة الهند، إذ في العام 1990 أنشأوا مركزاً للمعلومات، وميزانيته كانت مفتوحة، وسياسته تقوم على استخدام المراكز العلمية والبحثية في جميع ولايات الهند، والعديد من الطلبة والدارسين كانوا يحصلون على أموال لإقامة دراساتهم وأبحاث، وأعتقد أن هذا النموذج ينبغي الاقتداء به في عملية تكوين وجمع البيانات، خصوصاً أن السياسات لا تبنى إلا على بيانات، ولذلك فإن توحيد السياسات والبيانات إطاران متلازمان لنجاح أي سياسة كانت، ولابد من وجود أرقام تساعد على وضع السياسات، كما يجب أن تكون هناك جهة موحدة تتبع أسلوباً معيناً، بحيث ترسم فيه الخطط والاستراتيجيات، لتطوير وتعزيز الوضع المائي في الإمارات .
عبدالرحيم أحمد: إن دعم القيادة الرشيدة للسياسات واضح جداً، ويجب الاستفادة من هذا الدعم، مع أهمية توحيد السياسات حتى نصل إلى الهدف الاستراتيجي المطلوب، كما من الضروري زيادة التنسيق بين الدوائر المحلية والاتحادية، فحينما تكون هناك سياسات موحدة فإن الجميع يسير في اتجاه واحد، ومن ثم من المهم بناء القدرات وتدريب الكوادر البشرية وتحفيزها على التخصص والعمل في القطاع المائي والبيئي، وبالنسبة لعملية الربط بواسطة شبكة مائية، فإن هناك خطة لربط الشبكة المائية على مستوى الدولة، وهذه القضايا جميعها إذا ما تم الأخذ بها فإنها تؤدي إلى وجود سياسة مائية قوية في الإمارات .
حميد بن سالم: أتفق مع المشاركين بخصوص موضوع البحث العلمي ومدى أهميته في الدولة، وأرى أن الإمارات ستولد الكهرباء من الطاقة النووية في المستقبل القريب، والحمد لله لدينا "مصدر" التي يفتخر بها الجميع، ولذلك ينبغي أن يرتقي أي بحث علمي في الدولة إلى مستوى "مصدر" وتحت توجه القيادة وتوجهات المؤسسات المعنية بالوضع المائي في الدولة . وأتفق مع حديث الدكتور محمد دواد بخصوص عملية تكامل الأدوار والخطة الاستراتيجية، ومعرفة وتحديد الطريق الذي سنسلكه، ويجب أن تتوحد الجهود وفي جميع المراكز، الاتحادية والمحلية والتعليمية .
د . أحمد مراد: الهدف من هذه الندوة هو البحث عن حلول حقيقية لأزمة المياه، ولذلك ينبغي على الجهات المعنية في الدولة، التركيز على المستقبل السياسي المائي في الإمارات، بحيث توجد جهة واحدة للمياه وهذا ما أكده الإخوة، وسياسة تسعير المياه، على أن تراجع بين فترة وأخرى، بناءً على متطلبات ومتغيرات تشهدها الدولة، وهذا يتطلب وجود دراسات عميقة وآنية للوضع المائي في الإمارات، والاستثمار في التعليم عن طريق برامج الماجستير والدكتوراه، وبناء القدرات والكفاءات الوطنية لدى الجهات المعنية في الدولة .
توصيات الندوة
1 . استثمار الدعم السياسي واللوجستي الموفر من قبل القيادة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله .
2 . توحيد الجهود نحو إدارة متكاملة للمياه في الإمارات .
3 . توحيد السياسات والتنسيق والتفاعل بين مختلف المؤسسات ذات الصلة داخل وخارج الدولة .
4 . تحديد أولويات استخدام المياه والتوعية باستخدام الموارد المائية غير التقليدية .
5 . ربط إنتاج واستهلاك المياه بالتكنولوجيا المتطورة .
6 . الاستثمار في التعليم نحو تدريب وتأهيل كوادر وطنية متخصصة وربط المياه بالطاقة المتجددة .
7 . عمل دراسات وأبحاث عميقة للوضع المائي في الإمارات .
8 . اعتماد سياسة لتسعير المياه ومراجعتها باستمرار بين فترة وأخرى .
9 . الربط بين الأمن المائي والغذائي ووضع معايير للإنتاج الزراعي .
10 . إيجاد إعلام بيئي متخصص يسلط الضوء على المياه والتحديات التي تواجه الدولة في هذا الجانب .
11 . تطوير تشريعات ومقاييس وآليات عمل اتحادية للإدارة المتكاملة للموارد المائية .
12 . تحسين إدارة الموارد المائية الطبيعية ودعم المخزون الاستراتيجي .
13 . وضع سياسة زراعية وطنية تهدف إلى المحافظة على المياه ودعم الاقتصاد الوطني .
14 . التركيز على التكامل المائي ما بين مختلف الجهات الحكومية والاتحادية والمحلية .
15 . وضع السيناريوهات الدقيقة للنمو السكاني والاقتصادي .
16 . دراسة ومتابعة التغير المناخي في الإمارات .
المشاركون
1 . حميد محمد علي بن سالم: عضو المجلس الوطني الاتحادي .
2 . د . خليل عمار: خبير الموارد المائية في المركز الدولي للزراعة الملحية .
3 . د . رياض حامد الدباغ: مستشار جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا .
4 . عبدالرحيم يوسف أحمد: الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه .
5 . د . علاء ادريس: منسق التخطيط والمتابعة في هيئة كهرباء ومياه الشارقة .
6 . د . علي قاسم: مدير مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية .
7 . د . عيسى عبداللطيف: المستشار الفني لمؤسسة زايد الدولية للبيئة .
8 . د . فارس هواري: رئيس قسم العلوم التطبيقية والرياضيات، أستاذ في علوم البيئة بجامعة أبوظبي .
9 . د . محمد أبو العيش: أستاذ علوم البيئة في الجامعة الأمريكية بالشارقة .
10 . د . محمد عبدالحميد داود: خبير الموارد المائية في هيئة البيئة بأبوظبي .
11 . د . نعيم مزاهرة: خبير إدارة المياه والري في المركز الدولي للبحوث الزراعية (إيكارد) .
12 . د . أحمد مراد: العميد المشارك في كلية العلوم بجامعة الإمارات عضو اللجنة الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الدولي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.