م. طلال القشقري أوردت قناة (روسيا اليوم) مؤخراً خبرين مُثيرين للغاية!. الأول هو استمرارية تسجيلنا لأعلى نسبة وفيّات في الحوادث المرورية عربياً وعالمياً!. والثاني هو أنه مع كثرة حوادثنا المرورية، فقد أصبح من المعتاد ظهور فتاوى دينية جديدة خاصّة بالحوادث، ممّا لم تكن موجودة أو مُتداولة من قبل. كمثال: أفتى أحد الشيوخ أنه إذا التصقت بقايا من جسم المتوفّى بالسيارة في الحادث المروري، فلا يجوز دفن السيارة كما قد يطلب ذوو المتوفّى، بل تُجمع البقايا وتُدفن!. والشاهد هنا ليس الفتوى، بل الحوادث المرورية نفسها، إذ عجزنا كأفراد عن التحلّي بسلوك حميد يقينا منها، كما لم تمنحنا اجتهادات إدارة المرور شارعاً سالماً مرورياً، بما في ذلك اجتهادها (ساهر) المثير للجدل، والذي لم يُغْنِنا، ولم يُسمنّا من الجوع الشديد إلى السلامة المرورية بصيغته الحالية، فالتغريم المالي دون سجن المخالفين أو سحْب رُخص السياقة منهم لا يكفي، كما أنّ نأي الجهات الأخرى مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة النقل، والأمانات، عن المساهمة الفعّالة في حلّ مشكلة الحوادث المرورية يجعل إدارة المرور واجتهادها (ساهر) وحيديْن في المعركة، ممّا يُفقِدنا الحلّ الشمولي، إذ ليست لدينا مناهج دراسية من الصِغَر عن المرور تُنقش في عقول أبنائنا كما يُنقش على الحجر، وتشوب العيوب التصميمية والإنشائية كثيراً من شوارعنا، كما أنّ إغفالنا الحلول الهندسية المُثلى للازدحام ومسارات السيارات في مدننا الكبرى حيث تكمن معظم الحوادث يُشجّع الناس ويؤزّهم إلى اقتراف المخالفات المرورية، فضلاً عن استهتار بعض عائلاتنا بتسليم أولادها سيارات دون تأهيلهم سياقياً وسلوكياً وفنونياً وأخلاقياً!. باختصار، وللمرّة الألف، أقول أننا تدحرجنا إلى قاع السلامة المرورية وبقينا فيه طويلاً، وحان الوقت للصعود إلى القمّة، لكن ليس ب (ساهر) وحده، بل بكلّ (ماهر)، فرداً أو قطاعاً وجهة، فنحن لا زلنا نموت وغيرنا يَعُدّ، بمن في ذلك الرُوس اللدودين!. @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :