م. طلال القشقري أعتقد أنّ موقف صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، وتحديداً في هذه الفترة التي تشهد تجديد المطالبة من بعضنا بسياقة المرأة السعودية للسيارة، هو بأمانة أكثر تعقّلاً من موقف هذا البعض!. قولوا (ليش؟). حاضر، سأقول (ليش): إنّ سياقة السيّارة هي بلا شكّ قضية مُحِقّة للمرأة السعودية، وأنا بالمناسبة من المؤيّدين لسياقتها، ولا أشكّ في أنّ الصحيفة البريطانية العتيدة تُحبُّ رؤيتها خلف مقود السيارة، بغضّ النظر عن دوافعها، بيْد أنها أدهشتني بانحيازها لما هو أهم حالياً من قضية السياقة، إذ نشرت مؤخراً تحقيقاً عن قضية البطالة التي تواجه المرأة السعودية بعد التخرّج، وقالت كلاماً جميلاً من ضمنه أن تكون المرأة جزءاً من عملية التحديث، وتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط، واستبدال العمالة النسائية الوافدة في القطاع الخاص، وتوسيع معدّل الاستيعاب الوظيفي في مجالات العمل، مُواكَبةً لارتفاع تكاليف المعيشة الذي يفرض على المرأة العمل لدعم أسرتها مادياً!. أنا بعد قراءتي للتحقيق تذكّرت المربّع السحرى لمعالجة القضايا، ممّا تُصنّف فيه القضايا إلى: (1) عاجلة وهامّة!. (2) عاجلة وغير هامّة!. (3) غير عاجلة وهامّة!. (4) غير عاجلة وغير هامّة!. ووجدت أنّ قضية سياقة المرأة السعودية للسيارة لا يمكن أن تكون (حالياً) إلاّ في التصنيف الثالث، وأنّ هناك قضايا أخرى تقع في التصنيف الأول، منها البطالة بالطبع، حيث من السخافة أن تسوق المرأة وهي عاطلة، ومنها حقوقها المسلوبة من قِبَل بعض أقربائها، واسألوا المحاكم عن كثرتها وقسوتها وغرابتها وطول الترافع فيها ومماطلة الرجال لها، ومنها العنف والغبن المُسلّطان عليها من الأقارب والأباعد، وغيرها من القضايا التي يمكن تأليف موسوعة بها!. لهذا، وبعد تأمّل، ولأني لا أقبل أن تكون الصحيفة البريطانية أكثر تعقّلاً مني، خجلْتُ من نفسي أن أنبذ كلّ هذه القضايا وراء ظهري وأركّز على قضية السياقة!. ولهذا، أعتذر عن أي مقال سابق لي أطالب فيه بسياقة المرأة للسيارة قد خطّه يميني!. وأتمنّى الآن تأجيل السياقة حتى تُحلّ قضاياها الأخرى الأكثر عاجلية وأهمية، لكن بشرط إزاحة البطء الحالي في حلّ قضاياها الأخرى، وعدم ترْكها مثل المرأة المعلّقة، لا هي متزوّجة ولا هي مطلّقة، فلا تنال.. سياقة.. ولا هذا.. أو ذاكَ!. @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :