تاريخ النشر: 2013-04-06 (All day) تواصلت حالات الاعتداء على الحكام في الملاعب السعودية أمس الجمعة، وشهدت مباراة الحزم وحطين في دوري ركاء احتجاجات تحكيمية عنيفة، حيث ثارت جماهير حطين في وجه الحكم واشتبكت معه بسبب إعادته ضربة جزاء لصالح الحزم. وانتهى اللقاء تعادليا بهدفين لكل بعد أن سجل لحطين اسماعيل مسلمي ووسام وهيب، قبل أن يعادل للحزم صالح الريس ونايف موسى. وتكررت حالات الاعتداء على الحكام خلال الفترة الماضية خلال المباريات مما يقرع جرس الإنذار لخطورة الظاهرة قبل أن تتمدد وتصبح سلوكاً يومياً يهدد بإفساد متعة الكرة. الاعتداء على الهويش وكان يوم أمس الأول قد شهد حالة اعتداء أخرى، حيث تعرض الحكم محمد الهويش إلى اعتداء من لاعبي المجزل بعد نهاية المباراة أمام أحد (3/3)، والتي منحت نتيجتها أحد بطاقة الصعود إلى دوري ركاء للمحترفين. وجرت المباراة على ملعب مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة المجمعة. واحتجت جماهير المجزل على قرار الحكم بإعادة تنفيذ ركلة جزاء للمجزل فتمت إضاعتها وأنهت اللقاء بالتعادل. تحرشات لاعبين في لقاء المجزل وأحد لم يكن الاعتداء من قبل الجماهير الغاضبة فحسب، فعقب صافرة الختام انطلقت مجموعة من لاعبي المجزل للحكم ولاحقوه، ووفقا لشهود عيان فإن جموع اللاعبين الغاضبة اعتدت بشكل مباشر على الحكم وأوسعته ضربا، ولعل هذا ما دفعه لتدوين أسماءهم ومن ثم التقدم بشكوى في مقر الشرطة، وتحرير بلاغ ضد اللاعبين المعنيين الذين ينتظر أن يتم إحضارهم والتحقيق معهم. ملاحقة المعتدين الاعتداء على الحكم من قبل اللاعبين لاتثبته فقط إفادات شهود العيان بل هو موثق بالصور التي تنشر الرياضية بعضا منها اليوم، وهو ثابت رغم بعض المحاولات لطمس معالمه ولن يجدي اللاعبين الذين تسببوا في الاعتداء كونهم غادروا كل إلى مسقط رأسه عقب اللقاء، بعد أن توجه الحكم محمد الهويش إلى مستشفى الملك خالد بالمجمعة للحصول على تقرير طبي بشأن الكدمات التي تعرض لها في أكثر من منطقة. الثالثة أيضا حادثة أمس التي كانت نسخة من حادثة أمس الأول لم تكونا الوحيدتين فقد شهد الخميس أيضا محاولة اعتداء مماثلة، ولكن في دوري الثالثة (دوري المناطق)، خلالها تم الاعتداء على حكم لقاء المجد والجبيل من قبل لاعبي الجبيل، كما اتهم رئيس نادي حراء حامد مؤذن ولاعبوه بالاعتداء على حكم مباراتهم أمام السروات في إياب دور ال32 بتصفيات الصعود للدرجة الثانية لكرة القدم، وهو الاعتداء الذي نفاه المؤذن رغم تحميله الحكم سبب ضياع التأهل، معتبرا أنه اتخذ قرارات عكسية وغير صحيحة باحتساب ضربة جزاء في وقت قاتل، ثم أضاف 4 دقائق وقتاً بدل ضائع حتى تسجيل الهدف الثاني لمنافسهم السروات، وقال مؤذن " إن تصريحات المسؤولين في السروات حول اتهامهم لاعبينا في التهجم على لاعبيهم والحكم غير صحيح، مشيرا في الوقت نفسه بأن اللاعبين تقدموا لحكم اللقاء للمناقشة على الأخطاء التى ارتكبها، مرددين "حرام عليك ياحكم ". ذكريات الخليج وتعيد حوادث اليومين الماضيين إلى الذاكرة أحداث ملعب نادي الخليج قبل نحو 20 يوما حين فوجئ الجمهور واللاعبون في المباراة التي استضاف فيها الخليج نادي النجمة ضمن دوري "ركاء" لأندية الدرجة الأولى، بعضو رابطة مشجعي الخليج يهدد -عبر مكبر الصوت- حكم اللقاء محمد الهويش ب"القتل"، ما حدا بالهويش إلى تعليق المباراة، طالباً من الأمن إيقاف المشجع، فكان له ذلك لتستكمل المباراة ويفوز فيها الخليج على النجمة بنتيجة 1/4. ظاهرة تتكرر العنف في ملاعب كرة القدم ظاهرة حديثة تبعث على القلق بشكل متزايد لأنها تفسد بل وتشوه معنى هذه الرياضة. وتوجد ظاهرة عنف المعجبين في جميع بلدان العالم تقريبا. فالمشاجرات واقتحام الملاعب والشتائم والاستفزازات أصبحت كلها أفعالا شبه متكررة تستوجب إيجاد حلول لها. ودفعت الأضرار الهائلة الناجمة عن العنف في الملاعب، كإصابات المعجبين والأضرار التي تلحق بالممتلكات وحتى الوفيات، المسؤولين عن الرياضة ومؤسساتها المختلفة إلى اتخاذ تدابير تستهدف القضاء على العنف الذي يسببه المتحمسون الهائجون سواء كانوا مشجعين أو لاعبين أو إداريين. إيجاد حلول لايمنع كون الظاهرة ليست بالخطورة الكافية حتى اللحظة وأنها محدودة داخل الدوري السعودي، التفكير في إيجاد معالجات حاسمة لها وتوفير كل ما يلزم لمنع انتشارها حتى تصبح ثقافة يومية تتكرر بتعدد المناسبات والمباريات. ولأن الكثير من النار من مستصغر الشرر، فإن النظر إلى ظاهرة تطور العنف من مشجعين غاضبين وانتقاله إلى اللاعبين كما في حالتي أمس وأمس الأول وللدرجة التي يصبح معها كل يوم حكم جديد عرضة للاعتداء، تعد ظاهرة مقلقة تتطلب التدخل العاجل وإيجاد حلول وقائية تمنع تكرارها وتضمن استمرار المنافسات بما يجعل الجميع متحلياً بالروح الرياضية السمحاء. ابتكارات تونسية لقد دفع مستوى العنف وتزايده في عدد من الدول المسؤولين إلى اللجوء إلى فرض عقوبات رياضية. وتعتبر تونس مثالا نموذجيا في هذا الصدد كونها تفرض غرامات على الأندية التي تتسبب جماهيرها أو لاعبوها أو إداريوها في الفوضى. كما قامت بزيادة الغرامات المفروضة على الذين يكررون ارتكاب أعمال العنف. وقال الاتحاد التونسي لكرة القدم، في وقت مضى إنه يخطط لتطبيق حلول أكثر جذرية كنزع نقطة أو نقطتين من ترتيب النادي الذي يرتكب أعمال العنف، لكن الخطوة الأخيرة لم تجد الإجماع اللازم. النموذج الأوروبي كانت البلدان الأوروبية أول من بدأ بتنظيم عمليات تفتيش منهجية للمشجعين على أبواب الملاعب. إلا أن العديد من المشجعين النزيهين اعتبروا هذا الإجراء مهينا في البداية، ليتقبلوه بعد ذلك خصوصا مع تزايد انعدام الأمن في المركبات الرياضية. كما قامت بتدبير آخر في تحديد لائحة المشجعين الأكثر عنفا من خلال كاميرات المراقبة الموضوعة في الملاعب من أجل منعهم من دخولها مستقبلا لمدة زمنية قد تطول أو تقصر. ولقد قامت الشرطة الأوروبية، بالتعاون مع الأندية، بإنشاء قواعد بيانات لإحصاء المشجعين المثيرين للشغب.